قالت ان سقف حرية المرأة في لوحاتها ليس له سقف، وترى ان مجتمعها يبالغ كثيرا في التشدد من مسألة إعطاء المرأة بعضا من حريتها التي كفله لها الشرع والقانون. ملكة الفضيل.. فنانة تشكيلية يمنية من مواليد مدينة صنعاء رسمت لنفسها مكانة في عالم الفن التشكيلي تستحقه فيما لا تزال تبحث حتى اليوم عن ناقد للوحاتها الفنية التي تهيمن عليها قضية المرأة اليمنية المقموعة من الرجل، لوحاتها انعكاس لإحساس يعتمل في وجدانها ولذالك لا وقت ولا مكان ترسم فيه. باحتكاكها بفنانين عمالقة ومبتدئين نضجت تجربتها الفنية التي قالت ان حدودها يوما حدود الكرة الأرضية.. التقيتها في مؤسسة السعيد بتعز على هامش إقامة معرضها الشخصيي الثاني؛ فكان لنا هذا اللقاء:
* كيف ومتى بدات ملكة الفضيل حياتها الفنية؟ -- بدأت أرسم في البيت منذ كنت طفلة، وفي المدرسة ايضا كانت مشاركات بسيطة لكن تجربتي الفنية برزت بشكل اكبر بعد احتكاكي بفنانين كبار مثل الدكتورة امنة النصيري وطلال النجار اللذين اعتبرهما قبل ان يكونا فنانين كبيرين فهما انسانين عظيمين قدما لي المساعدة، وأقدم لهما الشكر في هذا اللقاء. كما ان احتكاكي بفنانين شباب ومتابعتى لاخبار الفنانين وتقليد أعمالهم أيضا عملت على خلق روح المنافسة للشباب وفعلا نضجت تجربتي بعد ذالك أي بعد الجامعة، واقمت المعرض الاول في صنعاء وهذا الثاني في تعز وقبل المعرض الاول لم يكن أحد يسمع بي في الوسط الثقافي والفني والحمد لله بدأت أحس بعد المعرض الاول بالمسئولية الملقاة على عاتقي في ان اقدم الافضل والاكثر ابداعا وكنت اريد ان يعرف الناس ملكة الفضيل من خلال اعمالها الفنية وليس من خلال اسمها. * مفهوم الفن التشكيلي عند ملكة الفضيل؟ -- مفهوم الفن التشكيلي عندي هو.. الحياة، وكل شخص يتامل في حياته سيجدها لوحة تشكيلية وكل الفنون من مسرح وسينما وموسيقى وشعر هي عبارة عن لوحة تشكيلية، ونحن الفنانين نحاول ان نضعها في اطار هذه الالوان وبالتالي فكل واحد يضعها حسب مجاله لان في الاخير كل حاجة نعملها عي عبارة عن لو حة تشكيلية. * ماهى المدرسة الني تنتمى اليها ؟ -- بداية ان ركزت على معاناتي الشخصية. فلوحاتي هى انعكاس لما بداخلي من إحساس والخيال عندي يلعب دور كبير. زملائي ينصحوني بالعودة الى الواقعية والبعد عن الخيال ولكن غصبا عنى اعود الى الخيال أو المدرسة التعبيرية، وان كنت ارى ان المدرسة الواقعية هي ام لكل المدراس الاخرى. * كيف ترين واقع الفن التشكيلي في اليمن؟ -- سيء جداً... لا يوجد اهتمام، هناك مواهب كثيرة لكن لا توجد حياة اكاديمية تصقل هذه المواهب او ابتعاث في الخارج لها.. معظم الفنانين في اليمن لم يخرجوا للدراسة في هذا المجال بسبب ظروفهم المعيشية والاجتماعية الصعبة، كما ان عدم وجود كليات متخصصة في هذا المجال ساهم في تأخر الفن التشكيلي في اليمن. * موقع المراة اليمنية في لوحاتك ؟ -- معظم لوحاتي تجسد معاناة المرأة اليمنية فانا حين أعبر عنها أعبر اولا عن نفسي. فالمرأة اليمنية مقموعة، واذا لم يعرف الرجل اليمني ان المرأة في اليمن مقموعة ومضطهدة هو يعيش في كوكب اخر. * برايك من يبدأ يتحرر من هذه القيود الاجتماعية المكبلة للمرأة .. الرجل ام المرأة اولا ؟ -- المرأة أولا. * لماذا؟ -- يجب تثبت نفسها بقوة، واعتقد ان المرأة اذا استطاعت ان تبصير المجتمع بدورها تكون قد تحررت. لا نريد عداوات بين الرجل والمرأة فكل طرف بحاجة الى الاخر، ولكن اقول ان الحرية مسئولية ولها حدود ونحن نعيش في مجتمع تقليدي له ثوابت مثله مثل العالم الاسلامي كله وان كان في اليمن لدينا مبالغة اكثر في مسالة الثوابت. * هل ترين ان الفنانة التشكيلية في اليمن معاناتها اكثر ؟ -- نعم .. ففي المجتمعات المنغلقة يريدون للمرأة ان تعيش بفكرهم المنغلق.. يعني أنا إنسانة لدي تفكيري الخاص بي ولدي عقل افكر به، فالمطلوب يدعوني أعيش بفكري وعقلي الذي خلقه الله لي فانا استطيع أميز بين الخطا والصواب مثلي مثل الرجل، لكنهم للاسف هم غير قادرين على فهم هذه الحقيقة من أجل ذلك هم لديهم فكرة خاطئة عن الفنانة التشكيلية وينظرون اليها بانها منفتحة ولابد ان تخالطهم وتفتح معهم علاقات بلا حدود ولا يدركون أنها يمنية من هذا المجتمع المحافظ . * ماهي أبرز المعوقات التي تواجه الفن التشكيلي في اليمن؟ -- طبعا الحياة الاكاديمية الغائبة، وغياب الكليات المتخصصة في هذا المجال وغياب او ضعف النقاد، أنا مثلا كنت أريد ناقد ينقد لوحاتي فلم أجد.. كنت أريد ناقد يقول لي أنت لم تصلي الى المستوى المطلوب الذي يقولوا عليه، لذلك أنا أشعر بمسئولية كبيرة، ومن أجل هذا لجأت الى نقد لوحاتي بنفسي. * هل الفن التشكيلي في اليمن يجسد هموم الناس ؟ -- للاسف في ظل مجتمع تقليدي جدا يسيطر عليه الجهل فإن اللوحة التشكيلية لا تعني له شيئاً، عكس الدول المتقدمة التي فيها الفن التشكيلي يغير قوانين ودساتير. * وهذا يقودني الى سؤال: هل أصابك الإحباط من عدم اهتمام المجتمع بالفن التشكيلي لاسيما اذا كان مصدره امرأة؟ -- كل فنانة اذا استسلمت الى كلام الناس ستجد نفسها منزوية في البيت وستعدم نفسها فنيا وانسانيا.. وشخصيا الحمد لله لم اتحطم أبدا ولن اتحطم بهذه الافكار الظلامية، وهذا يرجع لاسرتي وبعض الاضدقاء المستنيرين في العمل الذين يدعموني جدا. * كم عدد معارضك الشخصية حتى الان ؟ -- معرضين الاول في صنعاء وهذا الثاني في تعز اضافة الى مشاركات في البيت الالماني- المركز الثقافي الفرنسي وساهمت في تأسيس الجمعية اليمنية لتنمية الثقافة والفنون. * بمن تاثرتي من الفنانين اليمنيين والعرب والعالميين ؟ -- تاثرت بالدكتورة الانسانة آمنة النصيري فأنا أحبها كصديقة وانسانة واعتقد ان انسانيتها هى التي او صلتها الى ما وصلت اليه، ايضا كان للاستاذ طلال النجار دور كبير في اثراء تجربتي الفنية. ومن العرب الفنان والنحات الكويتي محمد سامي، وعلى مستوى العالم المكسيكي الفريدا. * الوان تميلين اليها اكثر ؟ -- المائية * متى ترسمين ؟ -- في حالة ما اكون في صفاء ذهني . * ماذا منحك الفن التشكيلي كيمنية ؟ -- القدرة على الحياة، لما أرسم أشعر اني أعيش بشكل صحيح واتنفس بشكل صحيح. * غير الرسم .. هل هناك موهبة اخرى عند ملكة الفضيا؟ -- نعم .. الصحافة فأنا أمارسها بين الحين والاخر بحكم تخصصي اعلام – قسم صحافة. * الهامك الفني... ما مصدره ؟ -- مصدره المجتمع. * اللحظة التي يتولد فيها هاجس الابداع عند ملكه؟ -- النوم – ربما في الشارع. * لوحة كانت مصدر سعادة لك؟ -- لوحة اسمها "تحول" أردت من خلالها ان أوصل رسالة ان المفروض يحص تحول داخل كل انسان. * لوحة كانت مصدر تعاسة لك؟ -- لا يوجد * كيف تعلقين على فنان تشكيلي .. دافعه للرسم المادة فقط؟ -- لا تعليق..! * كم لوحة مشاركة في معرضك الثاني. -- 16 لوحة * طموحك ؟ -- العالمية. * الفرق بين معرضك الاول والثاني ؟ -- الاول كان يتميز بالبراءة اما الثاني فاشعر ان تجربتي نضجت. * الاعلام والفنان .. هل ترين ان الاعلام دعم الفن التشكيلي؟ -- الأعلام يفتقر الى النقد الفني .. معظم الصحفيين يكتبوا عن الفنانين بإبهار أي يقدموا الفنان للجمهور بإبهار وعندما يكتشف الناس ان اعمال هذا الفنان او تلك الفنانة لم يكن كما صوره او قدمه الإعلام يصطدم الناس بالوقع ويفقدوا ثقتهم بالإعلام. * كلمة أخيرة؟ -- اشكرك شكرا جزيلا..