والزُّبَى، في اللغة: جمع زُبْية، وهي الرابية لا يعلوها الماء، وهي الحفرة التي تُحْفرُ للأَسد ولا تحفرُ إِلا في مكان عالٍ من الأَرض لئلا يبلغها السيل، وتُحْفر للذئب أيضا فيُصْطاد فيها. وهي حُفرة يَستتر فيها الصائد (= لسان العرب). ويُلفظ المثل أيضا على نحو: “قد بَلَغَ السَّيْلُ الزُّبَى”. وحكاية المثل: يروى أن رجلاً كان يصطاد الأسود، وفي ذات يوم خطر له أن يصطاد أسدا. فحفر له حفرة في مكان مرتفع، فعندما يأتي الأسد ويقع فيها يستطيع صيده. وصادف أن أمطرت السماء مطراً غزيراً وتكونت سيول وغمرت الحفرة مما أعاق الصياد وأفشله. وبقي حائراً لا يدري ما يفعل، فقال: “بلغ السيل الزبى”. وكتبَ عثمانُ إِلى علي، رضي الله عنهما لما حُوصِر: أَمَّا بعد فقد بلغَ السَّيْلُ الزُّبَى وجاوَزَ الحِزامُ الطُّبْيَيْنِ (حَلَمتا الضَّرْع)، فإِذا أَتاك كِتابي هذا فأقبِلْ إِليَّ، عليَّ كنتَ أمْ لي؛ يضرب مثلاً للأَمر يتفاقَمُ أو يتَجاوَزُ الحدَّ حتى لا يُتَلافَى.