الأحزاب والمكوّنات السياسية تدعو المجلس الرئاسي إلى حماية مؤسسات الدولة وتحمل مسؤولياته الوطنية    المدير التنفيذي للجمعية اليمنية للإعلام الرياضي بشير سنان يكرم الزملاء المصوّرين الصحفيين الذين شاركوا في تغطية بطولات كبرى أُقيمت في دولة قطر عام 2025    الصحفي المتخصص بالإعلام الاقتصادي نجيب إسماعيل نجيب العدوفي ..    الصحفي المتخصص بالإعلام الاقتصادي نجيب إسماعيل نجيب العدوفي ..    المرتضى: تم التوقيع على اتفاق انتشال وتسليم الجثامين من كل الجبهات والمناطق    ذمار.. مقتل مواطن برصاص راجع إثر اشتباك عائلي مع نجله    النائب العام يأمر بالتحقيق في اكتشاف محطات تكرير مخالفة بالخشعة    الجزائر تفتتح مشوارها بأمم إفريقيا بفوز ساحق على السودان"    فتح ذمار يفوز على فريق 22 مايو واتحاد حضرموت يعتلي صدارة المجموعة الثالثة في دوري الدرجة الثانية    مجلس الأمن يطالب بالإفراج الفوري عن موظفي الأمم المتحدة المحتجزين لدى سلطة صنعاء    علماء وخطباء المحويت يدعون لنصرة القرآن وفلسطين    تعود لاكثر من 300 عام : اكتشاف قبور اثرية وتحديد هويتها في ذمار    ضبط محطات غير قانونية لتكرير المشتقات النفطية في الخشعة بحضرموت    مؤسسة الاتصالات تكرم أصحاب قصص النجاح من المعاقين ذوي الهمم    شباب عبس يتجاوز حسيني لحج في تجمع الحديدة وشباب البيضاء يتجاوز وحدة حضرموت في تجمع لودر    القاعدة تضع السعودية والإمارات في مرمى العداء وتستحضر حديثًا لتبرير العنف في أبين وشبوة    تحذيرات للمزارعين مما سيحدث الليلة وغدا ..!    الشيخ أمين البرعي يعزي محافظ الحديدة اللواء عبدالله عطيفي في وفاة عمه احمد عطيفي    شبوة تنصب الواسط في خيمة الجنوب    الدولار يتجه نحو أسوأ أداء سنوي له منذ أكثر من 20 عاما    الرئيس الزُبيدي: نثمن دور الإمارات التنموي والإنساني    مصلحة الجمارك تؤيد خطوات الرئيس الزُبيدي لإعلان دولة الجنوب    الرئيس الزُبيدي يطّلع على سير العمل في مشروع سد حسان بمحافظة أبين    لملس يتفقد سير أعمال تأهيل مكتب التعليم الفني بالعاصمة عدن    أبناء العمري وأسرة شهيد الواجب عبدالحكيم فاضل أحمد فريد العمري يشكرون رئيس انتقالي لحج على مواساته    سوريا.. قوة إسرائيلية تتوغل بريف درعا وتعتقل شابين    الحديدة تدشن فعاليات جمعة رجب بلقاء موسع يجمع العلماء والقيادات    هيئة الزكاة تدشن برامج صحية واجتماعية جديدة في صعدة    السلطة المحلية بمحافظة لحج تعلن دعمها الكامل لقرارات الرئيس عيدروس الزبيدي واستعادة دولة الجنوب    "أهازيج البراعم".. إصدار شعري جديد للأطفال يصدر في صنعاء    رئيس مجلس الشورى يعزي في وفاة الدكتور "بامشموس"    هدوء في البورصات الأوروبية بمناسبة العطلات بعد سلسلة مستويات قياسية    دور الهيئة النسائية في ترسيخ قيم "جمعة رجب" وحماية المجتمع من طمس الهوية    تحذير طبي برودة القدمين المستمرة تنذر بأمراض خطيرة    سياسي عماني: خيبة أمل الشرعية من بيان مجلس الأمن.. بيان صحفي لا قرار ملزم ولا نصر سياسي    تضامن حضرموت يواجه مساء اليوم النهضة العماني في كأس الخليج للأندية    حوادث الطيران وضحاياها في 2025    اختتام دورة تدريبية لفرسان التنمية في مديريتي الملاجم وردمان في محافظة البيضاء    تونس تضرب أوغندا بثلاثية    إغلاق مطار سقطرى وإلغاء رحلة قادمة من أبوظبي    قراءة أدبية وسياسية لنص "الحب الخائب يكتب للريح" ل"أحمد سيف حاشد"    البنك المركزي يوقف تراخيص فروع شركات صرافة بعدن ومأرب    خطوة إنسانية تخفف المعاناة.. السعودية ترحب باتفاق تبادل الأسرى والمحتجزين    الفواكه المجففة تمنح الطاقة والدفء في الشتاء    هيئة الآثار: نقوش سبأ القديمة تتعرض للاقتلاع والتهريب    تكريم الفائزات ببطولة الرماية المفتوحة في صنعاء    مستشار الرئيس الاماراتي : حق تقرير المصير في الجنوب إرادة أهله وليس الإمارات    فقيد الوطن و الساحه الفنية الشاعر سالم أحمد بامطرف    هيئة المواصفات والمقاييس تحذر من منتج حليب أطفال ملوث ببكتيريا خطرة    صلاح ومرموش يقودان منتخب مصر لإحباط مفاجأة زيمبابوي    الخارجية الروسية: روسيا تؤكد تضامنها مع فنزويلا على خلفية التصعيد في البحر الكاريبي    فنان تشكيلي يتلقى إشعاراً بإخلاء مسكنه في صنعاء ويعرض لوحاته للبيع    تحذيرات طبية من خطورة تجمعات مياه المجاري في عدد من الأحياء بمدينة إب    مرض الفشل الكلوي (33)    بنات الحاج أحمد عبدالله الشيباني يستصرخن القبائل والمشايخ وسلطات الدولة ووجاهات اليمن لرفع الظلم وإنصافهن من أخيهن عبدالكريم    بنات الحاج أحمد عبدالله الشيباني يستصرخن القبائل والمشايخ وسلطات الدولة ووجاهات اليمن لرفع الظلم وإنصافهن من أخيهن عبدالكريم    لملس والعاقل يدشنان مهرجان عدن الدولي للشعوب والتراث    تحرير حضرموت: اللطمة التي أفقدت قوى الاحتلال صوابها    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



وادي بنا..عالم من الدهشة و الخيال ..!
نشر في الجمهورية يوم 01 - 05 - 2010

تحتضنك بدفئها البارد في فصل الصيف.. لتغدق عليك من شلالاتها بالمياه العذبة، وحينئذ لن تتردد وستجد نفسك جاثياً على ركبتيك لترشف بكفك اليمنى شربة الحياة من تلك المياه الجارية على الرمال والحصى والحجارة!
وأنت بين أحضانها ستنسى حتماً تلك المظاهر الحديثة التي تفتخر بها المتنزهات العالمية.. فهي الطبيعة بكل معاني الكلمة.
وادي بنا كل شيء فيه يثيرك ينعشك.. يبعث فيك الحياة.. الأمل.. يدفعك للحب.. ويقتلع من بين أحشائك الحقد والكره والضغينة.. لن تتمالك نفسك وأنت تشاهد مياه الشلال وهي تتدفق من أعالي الجبال وسيتكرر ذلك في أحلامك مرة تلو مرة، فهي الذكرى الخالدة والأغنية المستقرة بين شفتيك هكذا يصف الزميل عمر العمقي وادي بنا وشلاله حال قيامه برحلة سياحية إليه.
إطلالة على وادي بنا
الحديث عن وادي بنا حديث ذو شجون فالهاجس إليه مفعم بالذكريات.. نرحل إليه لنترعرع في أحضانه ونتنفس عبق ريحانه المنبثق من زهوره وأغصانه.. الرحلة إلى وادي بنا ستكون من نقطة الانطلاق الأولى من كتاب نسترسل السير على بساط الشريط الأسود الأسفلتي الذي يخترق قاع الحقل الشهير الذي يعد من أكبر الأودية في اليمن وأشهرها خصوبة، وقد أشتهر بإنتاج المحاصيل الزراعية المتنوعة منذ قديم الزمان.. وأنت تتحرك في (سيارتك) فإن عيناك تحدق بعدد من المحطات الجميلة والقرى الحسناء المتناثرة على جانبي الطريق وفي أعماق الوادي وعلى قمم الجبال مروراً بمنطقة الرباط حلقة الوصل التي تمد خيوطها المتوزعة إلى العديد من قرى وعزل المنطقة، وأنت تواصل السير وتتسابق الخطى تحملك رياح المحبة ويداعبك النسيم العليل وتسبقك الأشواق الجياشة للتمتع بهذا المنتجع السياحي الجميل، تمر ببيت الرميصة وبيت يحيى عباد والأعماس ومنطقة الصيح وحوره لتبدأ الإبحار في شواطيء وادي بنا الذي يستقبلك فاتحاً ذراعيه يزف لك عمق الإبتسامة ويهديك البشاشة المنبعثة من أعماق الخضراء لتظفر بنفحة من سحر الجمال وتتنقل في مدرجاته وضفافه الخضراء الندية التي يخيل إلى ناظرها أنها قطعة من بساط في معرض التنافس، تعطرك بخور أرضه الودود الولود التي تغريك للنظر في جسدها المطرز بالأزهار والأشجار والثمار والمتمثل بالجبال والهضاب التي تقطر بالمياه العذبة وتنفث الهواء العليل.. ولعل هذه الخصائص وغيرها الكثيرة هي التي تلقي من بعيد خلالها السحر والهيبة على هذا الوادي المثمر بالأصالة والجمال والرياح اللطيفة التي تداعب الضيف كأنها أنفاس الأحبة.
يعتبر هذا الوادي من أهم وأجمل وأكبر وديان وروافد اليمن، يتمتع بخصائص ومغريات عديدة، فخصوبة أرضه وديمومة خضرته وجريان مياهه وتدفقها طوال العام تؤهله لأن يكون منتجعاً سياحياً هاماً وغاية في الروعة والجمال.. والوادي تبدأ مساقط مياهه من منطقة قاع الحقل والمناطق المحيطة به، وتمر المياه في مضيق متعرج يصل طوله إلى أكثر من أربعة كيلومترات تقريباً حتى ينتهي مصبه في أبين على ساحل البحر العربي.
وأنت تطوف في ربوع هذا الوادي وتحلق في سمائه المزرقة وتسمع أزيز النحل بين أغصانه وتطاير الفراشات التي تحمل على أجنحتها ألوان الطيف، لا شك أن تشعر بسعادة تملأ الكيان المفعم بالحب والشوق لمشاهدة الباقي.. عندها تسارع في امتطاء منحدراته وتنساب في مصباته العذبة لتجد أعذبها نسيماً وأكثرها ارتفاعاً شاهقاً أنها(شلالات وادي بنا) عندها تتوقف لتتفكر في صنع وعظمة الخالق المبدع.. وقبل أن نغوص في أعماق وأسرار هذه الشلالات العجيبة لابد لنا من وقفة تعريفية عن أمازون اليمن.
شلال الوادي
تطل على هذا الشلال (وادي بنا) المتواجد في منطقة وادي حجاج من الطريق الأسفلتية المؤدية إلى مدينة السدة وجهتنا هي ذات اليمين لنبدأ المرور والدخول في العديد من القرى المتناثرة على جنباته والتي تطل عليه من جميع الجهات تربطه بما حوله خيوط عديدة يمكنك أن تأتيه من ذات اليمين أو ذات الشمال لكن الأقرب أن تنحدر إليه مترجلاً من منطقة العزب مروراً بجارته قرية الحريب.. تمر بأمتار معدودة لتعانق عندها حمامته وتهديه القبلات ويهديك الشذرات.. عند وصولنا إلى الشلال يكون عندها قد سبقتنا الخطى لنحط رحالنا في حديقة المطوية التي تركع عند قدميه الضاربة منتجعاً سياحياً ومتنفساً غاية في الروعة والجمال.. عندها ستكون عيناك تحدق إلى قمته التي تتساقط منها مياهه العذبة كأنها حبات البرد التي تجود بها السماء نازلة عبر ذلك الارتفاع الشاهق والطول الباسق حيث يصل ارتفاعه حوالي الخمسين متراً تلملمه الأحضان الجبلية ذات المدرجات الزراعية والأشجار المتناثرة من كل حدب وصوب.. ومما لايخفى على أحد شهرة هذا الوادي وشلاله الذي تغنى به الشعراء وأهدوه أجمل وأعذب قصائدهم الغنائية، وقد قال فيه أحد الشعراء:
(وادي بنا ماكنت لي بخاطر واليوم على بالي عشي وباكر)
نعم طلعته بهية وخضرته ندية لاتستطيع أن تفارقها العقول، فهو في عقول الجميع وليس في بال الشاعر وحده وأصبح معشعشاً في القلوب.. يقول ذلك كل من زاره أو كتبت له الأقدار أن يرتشف من مدراره والزوار الذين ترقبهم بين الحين والآخر هم من عمقوا فينا روح الحب والحنين لهذا المعشوق يقصده الزوار من كل أرجاء اليمن والكثير من السياح والزوار العرب والأجانب وخصوصاً في فصل الخريف الذي يكتسي فيه أجمل حليه وحلله، ومما يزيد حسنه ونضارته المهرجانات السياحية بمحافظة إب حيث يكون الوادي والشلال بهذا التوقيت مكتسياً بأجمل حليه وحله، ويكتظ بالسائحين والزائرين الذين يسحرهم جماله ويرتوون بعذوبته ونبعه الصافي وما يبهرهم هي تقاسيمه البديعة.
مجاري الوادي
هناك عدة مصبات تصب في وادي بنا حيث تتجمع في ملتقى واحد ومن بينها يخرج ذلك الشلال العظيم.. إلا أن مجرى(يسيل حوره) يعد الأهم لكنه ليس الوحيد في هذا الوادي بل تنظم إليه الكثير من الروافد والمصبات، فكلما اتجهنا نزولاً في هذا الوادي غمرتنا العديد من الروافد ومياه الأودية الموزعة على جنبات هذا الوادي حيث تنضم إليه(مياه وادي المسقاه) ومياه(وادي الأغبري) النازلة من الجهة الغربية، وكذا الأودية المتصببة والنازلة من (شخب عمار) و(سيل الدلالي) وغيرها من الأودية العديدة التي تجرى فيه متجهة من الشمال الغربي إلى الجنوب الشرقي.
السيل الأعظم
يقول الأخ/هاضم علي علوي – مدير عام الاعلام بجامعة إب، وأحد أبناء المنطقة – تنبع مياه وادي بنا من أعالي مديرية السدة ويمثل قاع الحقل المخزون الاستراتيجي لوادي بنا الذي تتدفق فيه المياه العذبة التي تروي البشر والطير والشجر، ويمر سيل وادي بنا بمديريتي السدة النادرة من محافظة إب مروراً بمديرية دمت من محافظة الضالع، ويلتقي وادي بنا بوادي تبن مشكلاً دلتا أبين والذي تستغل فيه المياه في الزراعة عبر سد يروي دلتا أبين والفائض منه يصب في البحر العربي.
ويسمى وادي بنا (بالسيل الأعظم) حسب ما يأتي في مكون الفصول وبصائر وحجج ملكية الأرض الزراعية الموجودة لدى أهالي المنطقة وذلك لتجمع السيول في مجراه.
ويضيف هاشم علوي: شلال وادي بنا من أشهر شلالات اليمن يقع في عزلة الأعماس من مديرية السدة ويمكن الوصول إليه عبر طريق مرعي بعد منطقة حورة وصولاً إلى قرية الأحواد وذي بلان والوصول إليه مشياً على الأقدام، وما أن تصل وتقف أمام الشلال وجهاً لوجه حتى تغريك عذوبته وخديره الذي يضج بالمكان وحبات الماء التي تشبه حبات اللؤلؤ المسكوب ورذاذه الذي يداعب الخدود، يغريك للوقوف تحته وفي جوفه والغوص تحت مسقطه.. أوقات ممتعة لايمكن أن تمحى من الذاكرة.
والشلال طوله فارع يتجاوز الأربعون متراً تحيط به غابة من الأشجار الكثيفة والحقول المزروعة بالحبوب والخضروات والفواكه، لاتستطيع مغادرته إلا جبراً بسبب اقتراب الشمس من المغيب أو هطول المطر المتوقع في أية لحظة.
ميزاب الدجاج
ويوضح الأخ/هاشم علوي أن هناك عدة منابع لهذا الشلال ومنها الشلال الذي يسمى بشلال ميزاب الدجان(الدجاج) وتعود تسميته بهذا الاسم لأن المياه المتدفقة من منبعه الضيق يشبه منقار الدجاج، والميزاب هو قناة تصريف مياه الأمطار من أسطح المنازل. .ويتدفق شلال ميزاب الدجان من قرية الحقلين(قاع الحقلين) من مخلاف خبان مديرية السدة ويمثل أحد روافد سائلة شلال وادي بنا وكل من يزور مديرية السدة لابد أن يمر به ويصل طوله إلى مايزيد عن خمسين متراً.
- سيل الرداعي
ويضيف هاشم علوي هناك سيل يسمى بسيل(الرداعي) ويعد من أهم روافد وادي بنا الذي يحدث(الدردوش) وهو الماء الذي يسقط بإرتفاع متر إلى مترين والذي يصطدم بالأحجار الكبيرة التي تجرفها مياه السيل ويمثل سيل(الرداعي) أهم الأودية السياحية المارة على القرب من قريتي الزهور ومسقاة ويمثل أهم روافد وادي بنا حيث يلتقي به قبالة قرية شعب الطلب الواقعة على طريق النادرة.
سيل البتري
ويتابع علوي حديثه للحديث عن سيل البترى أو ما يسمى ب(سيل المقالح) ويؤكد أن هذا السيل(المقالح) يعد من أهم روافد وادي بنا التي تسقط من أعالي الأغبري والمقالح من مخلاف الشعر.. السدة، ويشكل فيه الماء حفريات وبرك(بيره.. ردة) وهي الأماكن التي تسقط إليها المياه من شاهق محدثة حفرة كبيرة يستقر فيها الماء مشكلاً مسبحاً صالحاً للسباحة والغوص ويصل عمق بعضها إلى ثلاثة أو خمسة أمتار، وبما يتناسب مع العمق ومعظم هذه المسابح توجد في وادي بنا حيث تدفق المياه بكثرة وتحدث أحياناً أو غالباً عندما تصطدم المياه بصخر أو جبل أو مايسمى(جوس أو صفا) فيغير السيل إتجاهه محدثاً حفرة كبيرة ذات عمق كبر عرضاً وطولاً، وهذه الأماكن الصالحة للسباحة والغوص والقفز.. تتواجد بكثرة كلما تعرجت مياه السيل وغيرت إتجاهها.
شلال النوبي
وهناك شلال آخر يعرف باسم شلال النوبي ينبع من أعالي جبال شخب عمار من مخلاف عمار في مديرية النادرة، يقول هاشم علوي: أن شلال النوبي يطل على مدينة النادرة وتمر من خلاله سائلة تسمى سائلة شلال النوبي من سائلة النادرة، ومياه هذه السائلة تتميز بعذوبتها ونقائها وهي بطبيعة الحال تغذي مدينة النادرة بمياه الشرب العذبة وهذا الشلال(النوبي) يعد أيضاً من الروافد المهمة لشلال وادي بنا، ويصل إرتفاع شلال(النوبي) إلى عشرة أو خمسة عشر متراً، ولذكريات الطفولة والشباب وقفات معه(دشدشة) تحت رذاذه أو السباحة والغوص في أحضان أحواضه مثلما الذكريات مازالت في وادي بنا الذي قضيت في أحضانه نصف عمري وما أجمل السباحة في مياهه والاستلقاء على حصواته(النيس) أو على(الصفا) واللعب بالطين المبتل والتراب الناشف وما أروع أخذ حمام حصوي دافئ على ضفتي وادي بنا.
سيل الأعور
ويختتم الأخ/هاشم علوي حديثه عن سيل الأعور والذي يتدفق من سلسلة الجبال المترابطة من مخلاف عمار وخبان في الحقلين وتوجد فيه عدة شلالات وأحواض مغمورة وتمر مياهه بين جبلين تم ربطهما ببعضهما عبر بنا سد اللفج نسبة إلى (قرية اللفج الأعلى – اللفج الأسفل) ويصل مياه سيل الأعور مروراً بقرية حرية إلى مدخل مدينة النادرة ، وهناك تجد الشباب يغتسلون ومياه السيل تجرفهم في أماكن صخرية صفراء اللون، تخترقها ممرات بأطوال مختلفة وعرض متر أو يزيد ويرتبط بوادي بنا في عناق أبدي تشهده الأجيال المتعاقبة.. كما يشتهر سيل بنا في عناق أبدي تشهده الأجيال المتعاقبة.. كما يشتهر سيل الأعوار بالصفة السائدة في زراعة الحبوب من الذرة الشامية والرفيعة كغيره من الأودية فإنه يشتهر مثلما هو شلال وادي بنا بزراعة الجوز الذي يتدلى من على الأغصان.
لوحة بارعة
تعتبر الزراعة وفلاحة الأرض المهنة السائدة لدى سكان وادي بنا حيث ترمز للرجولة لقد شعرت بالذهول لما يتمتع به هؤلاء الفلاحون من إرادة وعزيمة كبيرة دفعتهم للقيام بتصميم تلك المدرجات الزراعية التي جعلت للمكان مهابة عظيمة ولوحة بديعة، بعد أن تغلبوا على صعوبة الأرض وقاموا بترويضها لخدمتهم وإستغلالها فيما يعود عليهم بالنفع والفائدة.
لعل ممارسة السكان للزراعة جعلتهم يقومون بإتباع نظام معين من الترتيب والتنظيم الاجتماعي للحياة حتى على مستوى الأكل والشرب ومواعيد النوم والاستيقاظ، وبعزيمتهم وجمال أرضهم استطاعوا أن ينتجوا الكثير من المحاصيل التي تعد مصدراً مهماً لهم.
حيوانات مخيفة
المرعب بالنسبة للزائر أن يعرف أن الجبال المطلة على شلال وادي بنا تنتشر فيها العديد من الحيوانات البرية أهمها النمور إلى جانب حيوانات برية أخرى مثل القرود، القنفذ، الثعلب، بالاضافة إلى أنواع مختلفة من الطيور التي غالباً تتواجد في المناطق الزراعية والأودية الكثيفة بالأشجار ومع ذلك يتولد الإصرار على زيارتها ولو بصحبة أحد الخبراء من أبناء المنطقة.
محاصيل زراعية
وأنت تتمشى بين أحضان الوادي، ستشاهد أشجاراً كبيرة تخبرك عن عمرها الطويل فهناك أشجار يصل عمرها مابين 200-300سنة كذلك هناك تنوع في المنتجات والمحاصيل الرزاعية التي يقوم السكان بزراعتها على مدار العام منها: الرومي – الذرة – الشعير – البر – البطاط – وغيرها.. غير أن الفواكه باستثناء التين لايمكن زراعتها رغم أن المياه متوفرة ولاتنقطع عن الوادي.
أضف إلى ذلك السكان المحليون يعزفون عن زراعة القات مع أنهم يقومون بمضغه يومياً، والسبب في ذلك بحسب أحد الفلاحين أن المردود المادي قليل في حين أن زراعة المحاصيل الزراعية الأخرى تجعلهم يحصلون على مبالغ كبيرة لهذا فهم يفضلون زراعة هذه المنتجات وشراء القات من السوق.
السدود
خلال فصل الصيف الأمطار تتدفق على السائلة التي يصل إرتفاع المياه فيها إلى ثلاثة أمتار كحد أقصى ومع ذلك فإن هذه المياه تستمر في التدفق حتى في فصل الشتاء غير أنها تكون قليلة.
والغريب في ذلك أن مياه وادي بنا تقوم بشق طريقها نحو بحر العرب دون استثمارها والاستفادة منها بالشكل المناسب، والمنطقة بأكملها تفتقر للسدود والحواجز المائية.. ويمكن استغلال هذه المياه التي تهطل خلال موسم الصيف عبر إنشاء السدود والحواجز المائية بدلاً من إهمال هذه الثروة وغض الطرف عنها فالمياه تستمر في التدفق على الوادي على مدار العام، ومع ذلك لايتم إستغلالها بالشكل الصحيح.
عادات وتقاليد
هناك الكثير من العادات والتقاليد التي عرف بها سكان وادي بنا حيث يوجد في كل قرية بيت خاص بالضيوف ديوان كما يطلق عليه السكان ومن عاداتهم أيضاً إلى جانب إكرام الضيف والتعاون في كل مايتعلق بالزواج من تجهيز الولائم ومستلزمات العرس وكذا التكافل الاجتماعي وتبادل الزيارات فيما بينهم ومؤازرة بعضهم البعض في كل الحالات سواء الأفراح أو الأحزان ويقدمون العون للمحتاج منهم.
كذلك تتميز قرى وادي بنا بتفردها عن بقية مناطق وطننا الحبيب بالعديد من المأكولات المختلفة أهمها(السبايا) الذي لايقاوم والتي تشتهر بتقديمه بعد أن يصب عليه العسل وأحياناً يضاف السمن البلدي بحسب رغبة المتذوق، وطبعاً لايقتصر تناول هذه الوجبة على الغداء، كما اعتاده سكان صنعاء على تناول بنت الصحن والتي هي شديدة الشبه ب(السبايا) غيرأن الأخيرة حجمها كبير بحيث لايمكن لذراعيك احاطتها المهم أن هذه الوجبة تقدم حتى أثناء وجبة الإفطار كتعبير من السكان المحليين عن احتفائهم بضيفهم وإكرامهم له.
اللهجات
يقول الزميل/عمر العمقي: بهذا الخصوص لقد اكتشفنا عند زيارتنا لوادي بنا ومن واقع مجالستنا للسكان المحليين – اكتشفنا أن في لهجتهم الكثير من الصعوبة فعندما يتحدثون فيما بينهم بالكاد يمكنك معرفة ما تلهج به ألسنتهم، ومن ذلك(صُردْد – صَرْه – خُباْجي – طُبجي – طُيم – شَني – قرقمي – طُزع – قرمسوه) وكذلك (مي لموه) أما أسماء الاشارة عندهم فهي(كي – كوه – هكه) كذلك يتم إضافة حرف الباء في معظم ألفاظهم كما أنهم يقومون بإهمال حرف التاء واستبداله بحرف الكاف مثل قولهم(أبصرك لماجاءُك) كما أنهم يطلقون على الديك(الفرنند) وأما الثعلب فيسمونه(عسيق).
الغربة
وأنت تزور منطقة (وادي بنا) على وجه الخصوص فأنك ستعرف بأن معظم أبناء هذه المنطقة مغتربون في الولايات المتحدة الأمريكية منذ فترة طويلة، وأن جزءاً منهم يحمل الجنسية الأمريكية.
الأخ/حامد الحكيم.. أمريكي الجنسية والذي التقيناه وهو في زيارته لموطنه الأصلي يقول: (لقد أعجبت جداً بما شاهدته هنا، وأتمنى أن يتم إنشاء منشآت سياحية والتي من شأنها الدفع بعجلة التنمية في هذه المنطقة الخلابة والمثيرة للإعجاب.


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.