من الغارات إلى التجسس.. اليمن يواجه الحرب الاستخباراتية الشاملة    الدولة المخطوفة: 17 يومًا من الغياب القسري لعارف قطران ونجله وصمتي الحاضر ينتظر رشدهم    ضبط الخلايا التجسسية.. صفعة قوية للعدو    التدريب في عدد من الدول.. من اعترافات الجواسيس: تلقينا تدريبات على أيدي ضباط أمريكيين وإسرائيليين في الرياض    نجاة برلماني من محاولة اغتيال في تعز    سقوط ريال مدريد امام فاليكانو في الليغا    الأهلي يتوج بلقب بطل كأس السوبر المصري على حساب الزمالك    الدوري الانكليزي: مان سيتي يسترجع امجاد الماضي بثلاثية مدوية امام ليفربول    الرئيس الزُبيدي يُعزي قائد العمليات المشتركة الإماراتي بوفاة والدته    قراءة تحليلية لنص "مفارقات" ل"أحمد سيف حاشد"    الأرصاد يحذر من احتمالية تشكل الصقيع على المرتفعات.. ودرجات الحرارة الصغرى تنخفض إلى الصفر المئوي    شعبة الثقافة الجهادية في المنطقة العسكرية الرابعة تُحيي ذكرى الشهيد    محافظ العاصمة عدن يكرم الشاعرة والفنانة التشكيلية نادية المفلحي    قبائل وصاب السافل في ذمار تعلن النفير والجهوزية لمواجهة مخططات الأعداء    هيئة الآثار تستأنف إصدار مجلة "المتحف اليمني" بعد انقطاع 16 عاما    وزير الصحة: نعمل على تحديث أدوات الوزارة المالية والإدارية ورفع كفاءة الإنفاق    في بطولة البرنامج السعودي : طائرة الاتفاق بالحوطة تتغلب على البرق بتريم في تصفيات حضرموت الوادي والصحراء    تدشين قسم الأرشيف الإلكتروني بمصلحة الأحوال المدنية بعدن في نقلة نوعية نحو التحول الرقمي    جناح سقطرى.. لؤلؤة التراث تتألق في سماء مهرجان الشيخ زايد بأبوظبي    وزير الصناعة يشيد بجهود صندوق تنمية المهارات في مجال بناء القدرات وتنمية الموارد البشرية    اليمن تشارك في اجتماع الجمعية العمومية الرابع عشر للاتحاد الرياضي للتضامن الإسلامي بالرياض 2025م.    شبوة تحتضن إجتماعات الاتحاد اليمني العام للكرة الطائرة لأول مرة    رئيس بنك نيويورك "يحذر": تفاقم فقر الأمريكيين قد يقود البلاد إلى ركود اقتصادي    صنعاء.. البنك المركزي يوجّه بإعادة التعامل مع منشأة صرافة    الكثيري يؤكد دعم المجلس الانتقالي لمنتدى الطالب المهري بحضرموت    بن ماضي يكرر جريمة الأشطل بهدم الجسر الصيني أول جسور حضرموت (صور)    رئيس الحكومة يشكو محافظ المهرة لمجلس القيادة.. تجاوزات جمركية تهدد وحدة النظام المالي للدولة "وثيقة"    خفر السواحل تعلن ضبط سفينتين قادمتين من جيبوتي وتصادر معدات اتصالات حديثه    ارتفاع أسعار المستهلكين في الصين يخالف التوقعات في أكتوبر    علموا أولادكم أن مصر لم تكن يوم ارض عابرة، بل كانت ساحة يمر منها تاريخ الوحي.    كم خطوة تحتاج يوميا لتؤخر شيخوخة دماغك؟    محافظ المهرة.. تمرد وفساد يهددان جدية الحكومة ويستوجب الإقالة والمحاسبة    عملية ومكر اولئك هو يبور ضربة استخباراتية نوعية لانجاز امني    نائب وزير الشباب يؤكد المضي في توسيع قاعدة الأنشطة وتنفيذ المشاريع ذات الأولوية    أوقفوا الاستنزاف للمال العام على حساب شعب يجوع    هل أنت إخواني؟.. اختبر نفسك    أبناء الحجرية في عدن.. إحسان الجنوب الذي قوبل بالغدر والنكران    عين الوطن الساهرة (1)    سرقة أكثر من 25 مليون دولار من صندوق الترويج السياحي منذ 2017    الدوري الانكليزي الممتاز: تشيلسي يعمق جراحات وولفرهامبتون ويبقيه بدون اي فوز    جرحى عسكريون ينصبون خيمة اعتصام في مأرب    قراءة تحليلية لنص "رجل يقبل حبيبته" ل"أحمد سيف حاشد"    الهيئة العامة لتنظيم شؤون النقل البري تعزّي ضحايا حادث العرقوب وتعلن تشكيل فرق ميدانية لمتابعة التحقيقات والإجراءات اللازمة    مأرب.. فعالية توعوية بمناسبة الأسبوع العالمي للسلامة الدوائية    المستشفى العسكري يدشن مخيم لاسر الشهداء بميدان السبعين    وفاة جيمس واتسون.. العالم الذي فكّ شيفرة الحمض النووي    بحضور رسمي وشعبي واسع.. تشييع مهيب للداعية ممدوح الحميري في تعز    الهجرة الدولية ترصد نزوح 69 أسرة من مختلف المحافظات خلال الأسبوع الماضي    القبض على مطلوب أمني خطير في اب    في ذكرى رحيل هاشم علي .. من "زهرة الحنُّون" إلى مقام الألفة    مأرب.. تسجيل 61 حالة وفاة وإصابة بمرض الدفتيريا منذ بداية العام    على رأسها الشمندر.. 6 مشروبات لتقوية الدماغ والذاكرة    كما تدين تدان .. في الخير قبل الشر    الزكاة تدشن تحصيل وصرف زكاة الحبوب في جبل المحويت    صحة مأرب تعلن تسجيل 4 وفيات و57 إصابة بمرض الدفتيريا منذ بداية العام الجاري    ضيوف الحضرة الإلهية    الشهادة في سبيل الله نجاح وفلاح    "جنوب يتناحر.. بعد أن كان جسداً واحداً"    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



وادي بنا..عالم من الدهشة و الخيال ..!
نشر في الجمهورية يوم 01 - 05 - 2010

تحتضنك بدفئها البارد في فصل الصيف.. لتغدق عليك من شلالاتها بالمياه العذبة، وحينئذ لن تتردد وستجد نفسك جاثياً على ركبتيك لترشف بكفك اليمنى شربة الحياة من تلك المياه الجارية على الرمال والحصى والحجارة!
وأنت بين أحضانها ستنسى حتماً تلك المظاهر الحديثة التي تفتخر بها المتنزهات العالمية.. فهي الطبيعة بكل معاني الكلمة.
وادي بنا كل شيء فيه يثيرك ينعشك.. يبعث فيك الحياة.. الأمل.. يدفعك للحب.. ويقتلع من بين أحشائك الحقد والكره والضغينة.. لن تتمالك نفسك وأنت تشاهد مياه الشلال وهي تتدفق من أعالي الجبال وسيتكرر ذلك في أحلامك مرة تلو مرة، فهي الذكرى الخالدة والأغنية المستقرة بين شفتيك هكذا يصف الزميل عمر العمقي وادي بنا وشلاله حال قيامه برحلة سياحية إليه.
إطلالة على وادي بنا
الحديث عن وادي بنا حديث ذو شجون فالهاجس إليه مفعم بالذكريات.. نرحل إليه لنترعرع في أحضانه ونتنفس عبق ريحانه المنبثق من زهوره وأغصانه.. الرحلة إلى وادي بنا ستكون من نقطة الانطلاق الأولى من كتاب نسترسل السير على بساط الشريط الأسود الأسفلتي الذي يخترق قاع الحقل الشهير الذي يعد من أكبر الأودية في اليمن وأشهرها خصوبة، وقد أشتهر بإنتاج المحاصيل الزراعية المتنوعة منذ قديم الزمان.. وأنت تتحرك في (سيارتك) فإن عيناك تحدق بعدد من المحطات الجميلة والقرى الحسناء المتناثرة على جانبي الطريق وفي أعماق الوادي وعلى قمم الجبال مروراً بمنطقة الرباط حلقة الوصل التي تمد خيوطها المتوزعة إلى العديد من قرى وعزل المنطقة، وأنت تواصل السير وتتسابق الخطى تحملك رياح المحبة ويداعبك النسيم العليل وتسبقك الأشواق الجياشة للتمتع بهذا المنتجع السياحي الجميل، تمر ببيت الرميصة وبيت يحيى عباد والأعماس ومنطقة الصيح وحوره لتبدأ الإبحار في شواطيء وادي بنا الذي يستقبلك فاتحاً ذراعيه يزف لك عمق الإبتسامة ويهديك البشاشة المنبعثة من أعماق الخضراء لتظفر بنفحة من سحر الجمال وتتنقل في مدرجاته وضفافه الخضراء الندية التي يخيل إلى ناظرها أنها قطعة من بساط في معرض التنافس، تعطرك بخور أرضه الودود الولود التي تغريك للنظر في جسدها المطرز بالأزهار والأشجار والثمار والمتمثل بالجبال والهضاب التي تقطر بالمياه العذبة وتنفث الهواء العليل.. ولعل هذه الخصائص وغيرها الكثيرة هي التي تلقي من بعيد خلالها السحر والهيبة على هذا الوادي المثمر بالأصالة والجمال والرياح اللطيفة التي تداعب الضيف كأنها أنفاس الأحبة.
يعتبر هذا الوادي من أهم وأجمل وأكبر وديان وروافد اليمن، يتمتع بخصائص ومغريات عديدة، فخصوبة أرضه وديمومة خضرته وجريان مياهه وتدفقها طوال العام تؤهله لأن يكون منتجعاً سياحياً هاماً وغاية في الروعة والجمال.. والوادي تبدأ مساقط مياهه من منطقة قاع الحقل والمناطق المحيطة به، وتمر المياه في مضيق متعرج يصل طوله إلى أكثر من أربعة كيلومترات تقريباً حتى ينتهي مصبه في أبين على ساحل البحر العربي.
وأنت تطوف في ربوع هذا الوادي وتحلق في سمائه المزرقة وتسمع أزيز النحل بين أغصانه وتطاير الفراشات التي تحمل على أجنحتها ألوان الطيف، لا شك أن تشعر بسعادة تملأ الكيان المفعم بالحب والشوق لمشاهدة الباقي.. عندها تسارع في امتطاء منحدراته وتنساب في مصباته العذبة لتجد أعذبها نسيماً وأكثرها ارتفاعاً شاهقاً أنها(شلالات وادي بنا) عندها تتوقف لتتفكر في صنع وعظمة الخالق المبدع.. وقبل أن نغوص في أعماق وأسرار هذه الشلالات العجيبة لابد لنا من وقفة تعريفية عن أمازون اليمن.
شلال الوادي
تطل على هذا الشلال (وادي بنا) المتواجد في منطقة وادي حجاج من الطريق الأسفلتية المؤدية إلى مدينة السدة وجهتنا هي ذات اليمين لنبدأ المرور والدخول في العديد من القرى المتناثرة على جنباته والتي تطل عليه من جميع الجهات تربطه بما حوله خيوط عديدة يمكنك أن تأتيه من ذات اليمين أو ذات الشمال لكن الأقرب أن تنحدر إليه مترجلاً من منطقة العزب مروراً بجارته قرية الحريب.. تمر بأمتار معدودة لتعانق عندها حمامته وتهديه القبلات ويهديك الشذرات.. عند وصولنا إلى الشلال يكون عندها قد سبقتنا الخطى لنحط رحالنا في حديقة المطوية التي تركع عند قدميه الضاربة منتجعاً سياحياً ومتنفساً غاية في الروعة والجمال.. عندها ستكون عيناك تحدق إلى قمته التي تتساقط منها مياهه العذبة كأنها حبات البرد التي تجود بها السماء نازلة عبر ذلك الارتفاع الشاهق والطول الباسق حيث يصل ارتفاعه حوالي الخمسين متراً تلملمه الأحضان الجبلية ذات المدرجات الزراعية والأشجار المتناثرة من كل حدب وصوب.. ومما لايخفى على أحد شهرة هذا الوادي وشلاله الذي تغنى به الشعراء وأهدوه أجمل وأعذب قصائدهم الغنائية، وقد قال فيه أحد الشعراء:
(وادي بنا ماكنت لي بخاطر واليوم على بالي عشي وباكر)
نعم طلعته بهية وخضرته ندية لاتستطيع أن تفارقها العقول، فهو في عقول الجميع وليس في بال الشاعر وحده وأصبح معشعشاً في القلوب.. يقول ذلك كل من زاره أو كتبت له الأقدار أن يرتشف من مدراره والزوار الذين ترقبهم بين الحين والآخر هم من عمقوا فينا روح الحب والحنين لهذا المعشوق يقصده الزوار من كل أرجاء اليمن والكثير من السياح والزوار العرب والأجانب وخصوصاً في فصل الخريف الذي يكتسي فيه أجمل حليه وحلله، ومما يزيد حسنه ونضارته المهرجانات السياحية بمحافظة إب حيث يكون الوادي والشلال بهذا التوقيت مكتسياً بأجمل حليه وحله، ويكتظ بالسائحين والزائرين الذين يسحرهم جماله ويرتوون بعذوبته ونبعه الصافي وما يبهرهم هي تقاسيمه البديعة.
مجاري الوادي
هناك عدة مصبات تصب في وادي بنا حيث تتجمع في ملتقى واحد ومن بينها يخرج ذلك الشلال العظيم.. إلا أن مجرى(يسيل حوره) يعد الأهم لكنه ليس الوحيد في هذا الوادي بل تنظم إليه الكثير من الروافد والمصبات، فكلما اتجهنا نزولاً في هذا الوادي غمرتنا العديد من الروافد ومياه الأودية الموزعة على جنبات هذا الوادي حيث تنضم إليه(مياه وادي المسقاه) ومياه(وادي الأغبري) النازلة من الجهة الغربية، وكذا الأودية المتصببة والنازلة من (شخب عمار) و(سيل الدلالي) وغيرها من الأودية العديدة التي تجرى فيه متجهة من الشمال الغربي إلى الجنوب الشرقي.
السيل الأعظم
يقول الأخ/هاضم علي علوي – مدير عام الاعلام بجامعة إب، وأحد أبناء المنطقة – تنبع مياه وادي بنا من أعالي مديرية السدة ويمثل قاع الحقل المخزون الاستراتيجي لوادي بنا الذي تتدفق فيه المياه العذبة التي تروي البشر والطير والشجر، ويمر سيل وادي بنا بمديريتي السدة النادرة من محافظة إب مروراً بمديرية دمت من محافظة الضالع، ويلتقي وادي بنا بوادي تبن مشكلاً دلتا أبين والذي تستغل فيه المياه في الزراعة عبر سد يروي دلتا أبين والفائض منه يصب في البحر العربي.
ويسمى وادي بنا (بالسيل الأعظم) حسب ما يأتي في مكون الفصول وبصائر وحجج ملكية الأرض الزراعية الموجودة لدى أهالي المنطقة وذلك لتجمع السيول في مجراه.
ويضيف هاشم علوي: شلال وادي بنا من أشهر شلالات اليمن يقع في عزلة الأعماس من مديرية السدة ويمكن الوصول إليه عبر طريق مرعي بعد منطقة حورة وصولاً إلى قرية الأحواد وذي بلان والوصول إليه مشياً على الأقدام، وما أن تصل وتقف أمام الشلال وجهاً لوجه حتى تغريك عذوبته وخديره الذي يضج بالمكان وحبات الماء التي تشبه حبات اللؤلؤ المسكوب ورذاذه الذي يداعب الخدود، يغريك للوقوف تحته وفي جوفه والغوص تحت مسقطه.. أوقات ممتعة لايمكن أن تمحى من الذاكرة.
والشلال طوله فارع يتجاوز الأربعون متراً تحيط به غابة من الأشجار الكثيفة والحقول المزروعة بالحبوب والخضروات والفواكه، لاتستطيع مغادرته إلا جبراً بسبب اقتراب الشمس من المغيب أو هطول المطر المتوقع في أية لحظة.
ميزاب الدجاج
ويوضح الأخ/هاشم علوي أن هناك عدة منابع لهذا الشلال ومنها الشلال الذي يسمى بشلال ميزاب الدجان(الدجاج) وتعود تسميته بهذا الاسم لأن المياه المتدفقة من منبعه الضيق يشبه منقار الدجاج، والميزاب هو قناة تصريف مياه الأمطار من أسطح المنازل. .ويتدفق شلال ميزاب الدجان من قرية الحقلين(قاع الحقلين) من مخلاف خبان مديرية السدة ويمثل أحد روافد سائلة شلال وادي بنا وكل من يزور مديرية السدة لابد أن يمر به ويصل طوله إلى مايزيد عن خمسين متراً.
- سيل الرداعي
ويضيف هاشم علوي هناك سيل يسمى بسيل(الرداعي) ويعد من أهم روافد وادي بنا الذي يحدث(الدردوش) وهو الماء الذي يسقط بإرتفاع متر إلى مترين والذي يصطدم بالأحجار الكبيرة التي تجرفها مياه السيل ويمثل سيل(الرداعي) أهم الأودية السياحية المارة على القرب من قريتي الزهور ومسقاة ويمثل أهم روافد وادي بنا حيث يلتقي به قبالة قرية شعب الطلب الواقعة على طريق النادرة.
سيل البتري
ويتابع علوي حديثه للحديث عن سيل البترى أو ما يسمى ب(سيل المقالح) ويؤكد أن هذا السيل(المقالح) يعد من أهم روافد وادي بنا التي تسقط من أعالي الأغبري والمقالح من مخلاف الشعر.. السدة، ويشكل فيه الماء حفريات وبرك(بيره.. ردة) وهي الأماكن التي تسقط إليها المياه من شاهق محدثة حفرة كبيرة يستقر فيها الماء مشكلاً مسبحاً صالحاً للسباحة والغوص ويصل عمق بعضها إلى ثلاثة أو خمسة أمتار، وبما يتناسب مع العمق ومعظم هذه المسابح توجد في وادي بنا حيث تدفق المياه بكثرة وتحدث أحياناً أو غالباً عندما تصطدم المياه بصخر أو جبل أو مايسمى(جوس أو صفا) فيغير السيل إتجاهه محدثاً حفرة كبيرة ذات عمق كبر عرضاً وطولاً، وهذه الأماكن الصالحة للسباحة والغوص والقفز.. تتواجد بكثرة كلما تعرجت مياه السيل وغيرت إتجاهها.
شلال النوبي
وهناك شلال آخر يعرف باسم شلال النوبي ينبع من أعالي جبال شخب عمار من مخلاف عمار في مديرية النادرة، يقول هاشم علوي: أن شلال النوبي يطل على مدينة النادرة وتمر من خلاله سائلة تسمى سائلة شلال النوبي من سائلة النادرة، ومياه هذه السائلة تتميز بعذوبتها ونقائها وهي بطبيعة الحال تغذي مدينة النادرة بمياه الشرب العذبة وهذا الشلال(النوبي) يعد أيضاً من الروافد المهمة لشلال وادي بنا، ويصل إرتفاع شلال(النوبي) إلى عشرة أو خمسة عشر متراً، ولذكريات الطفولة والشباب وقفات معه(دشدشة) تحت رذاذه أو السباحة والغوص في أحضان أحواضه مثلما الذكريات مازالت في وادي بنا الذي قضيت في أحضانه نصف عمري وما أجمل السباحة في مياهه والاستلقاء على حصواته(النيس) أو على(الصفا) واللعب بالطين المبتل والتراب الناشف وما أروع أخذ حمام حصوي دافئ على ضفتي وادي بنا.
سيل الأعور
ويختتم الأخ/هاشم علوي حديثه عن سيل الأعور والذي يتدفق من سلسلة الجبال المترابطة من مخلاف عمار وخبان في الحقلين وتوجد فيه عدة شلالات وأحواض مغمورة وتمر مياهه بين جبلين تم ربطهما ببعضهما عبر بنا سد اللفج نسبة إلى (قرية اللفج الأعلى – اللفج الأسفل) ويصل مياه سيل الأعور مروراً بقرية حرية إلى مدخل مدينة النادرة ، وهناك تجد الشباب يغتسلون ومياه السيل تجرفهم في أماكن صخرية صفراء اللون، تخترقها ممرات بأطوال مختلفة وعرض متر أو يزيد ويرتبط بوادي بنا في عناق أبدي تشهده الأجيال المتعاقبة.. كما يشتهر سيل بنا في عناق أبدي تشهده الأجيال المتعاقبة.. كما يشتهر سيل الأعوار بالصفة السائدة في زراعة الحبوب من الذرة الشامية والرفيعة كغيره من الأودية فإنه يشتهر مثلما هو شلال وادي بنا بزراعة الجوز الذي يتدلى من على الأغصان.
لوحة بارعة
تعتبر الزراعة وفلاحة الأرض المهنة السائدة لدى سكان وادي بنا حيث ترمز للرجولة لقد شعرت بالذهول لما يتمتع به هؤلاء الفلاحون من إرادة وعزيمة كبيرة دفعتهم للقيام بتصميم تلك المدرجات الزراعية التي جعلت للمكان مهابة عظيمة ولوحة بديعة، بعد أن تغلبوا على صعوبة الأرض وقاموا بترويضها لخدمتهم وإستغلالها فيما يعود عليهم بالنفع والفائدة.
لعل ممارسة السكان للزراعة جعلتهم يقومون بإتباع نظام معين من الترتيب والتنظيم الاجتماعي للحياة حتى على مستوى الأكل والشرب ومواعيد النوم والاستيقاظ، وبعزيمتهم وجمال أرضهم استطاعوا أن ينتجوا الكثير من المحاصيل التي تعد مصدراً مهماً لهم.
حيوانات مخيفة
المرعب بالنسبة للزائر أن يعرف أن الجبال المطلة على شلال وادي بنا تنتشر فيها العديد من الحيوانات البرية أهمها النمور إلى جانب حيوانات برية أخرى مثل القرود، القنفذ، الثعلب، بالاضافة إلى أنواع مختلفة من الطيور التي غالباً تتواجد في المناطق الزراعية والأودية الكثيفة بالأشجار ومع ذلك يتولد الإصرار على زيارتها ولو بصحبة أحد الخبراء من أبناء المنطقة.
محاصيل زراعية
وأنت تتمشى بين أحضان الوادي، ستشاهد أشجاراً كبيرة تخبرك عن عمرها الطويل فهناك أشجار يصل عمرها مابين 200-300سنة كذلك هناك تنوع في المنتجات والمحاصيل الرزاعية التي يقوم السكان بزراعتها على مدار العام منها: الرومي – الذرة – الشعير – البر – البطاط – وغيرها.. غير أن الفواكه باستثناء التين لايمكن زراعتها رغم أن المياه متوفرة ولاتنقطع عن الوادي.
أضف إلى ذلك السكان المحليون يعزفون عن زراعة القات مع أنهم يقومون بمضغه يومياً، والسبب في ذلك بحسب أحد الفلاحين أن المردود المادي قليل في حين أن زراعة المحاصيل الزراعية الأخرى تجعلهم يحصلون على مبالغ كبيرة لهذا فهم يفضلون زراعة هذه المنتجات وشراء القات من السوق.
السدود
خلال فصل الصيف الأمطار تتدفق على السائلة التي يصل إرتفاع المياه فيها إلى ثلاثة أمتار كحد أقصى ومع ذلك فإن هذه المياه تستمر في التدفق حتى في فصل الشتاء غير أنها تكون قليلة.
والغريب في ذلك أن مياه وادي بنا تقوم بشق طريقها نحو بحر العرب دون استثمارها والاستفادة منها بالشكل المناسب، والمنطقة بأكملها تفتقر للسدود والحواجز المائية.. ويمكن استغلال هذه المياه التي تهطل خلال موسم الصيف عبر إنشاء السدود والحواجز المائية بدلاً من إهمال هذه الثروة وغض الطرف عنها فالمياه تستمر في التدفق على الوادي على مدار العام، ومع ذلك لايتم إستغلالها بالشكل الصحيح.
عادات وتقاليد
هناك الكثير من العادات والتقاليد التي عرف بها سكان وادي بنا حيث يوجد في كل قرية بيت خاص بالضيوف ديوان كما يطلق عليه السكان ومن عاداتهم أيضاً إلى جانب إكرام الضيف والتعاون في كل مايتعلق بالزواج من تجهيز الولائم ومستلزمات العرس وكذا التكافل الاجتماعي وتبادل الزيارات فيما بينهم ومؤازرة بعضهم البعض في كل الحالات سواء الأفراح أو الأحزان ويقدمون العون للمحتاج منهم.
كذلك تتميز قرى وادي بنا بتفردها عن بقية مناطق وطننا الحبيب بالعديد من المأكولات المختلفة أهمها(السبايا) الذي لايقاوم والتي تشتهر بتقديمه بعد أن يصب عليه العسل وأحياناً يضاف السمن البلدي بحسب رغبة المتذوق، وطبعاً لايقتصر تناول هذه الوجبة على الغداء، كما اعتاده سكان صنعاء على تناول بنت الصحن والتي هي شديدة الشبه ب(السبايا) غيرأن الأخيرة حجمها كبير بحيث لايمكن لذراعيك احاطتها المهم أن هذه الوجبة تقدم حتى أثناء وجبة الإفطار كتعبير من السكان المحليين عن احتفائهم بضيفهم وإكرامهم له.
اللهجات
يقول الزميل/عمر العمقي: بهذا الخصوص لقد اكتشفنا عند زيارتنا لوادي بنا ومن واقع مجالستنا للسكان المحليين – اكتشفنا أن في لهجتهم الكثير من الصعوبة فعندما يتحدثون فيما بينهم بالكاد يمكنك معرفة ما تلهج به ألسنتهم، ومن ذلك(صُردْد – صَرْه – خُباْجي – طُبجي – طُيم – شَني – قرقمي – طُزع – قرمسوه) وكذلك (مي لموه) أما أسماء الاشارة عندهم فهي(كي – كوه – هكه) كذلك يتم إضافة حرف الباء في معظم ألفاظهم كما أنهم يقومون بإهمال حرف التاء واستبداله بحرف الكاف مثل قولهم(أبصرك لماجاءُك) كما أنهم يطلقون على الديك(الفرنند) وأما الثعلب فيسمونه(عسيق).
الغربة
وأنت تزور منطقة (وادي بنا) على وجه الخصوص فأنك ستعرف بأن معظم أبناء هذه المنطقة مغتربون في الولايات المتحدة الأمريكية منذ فترة طويلة، وأن جزءاً منهم يحمل الجنسية الأمريكية.
الأخ/حامد الحكيم.. أمريكي الجنسية والذي التقيناه وهو في زيارته لموطنه الأصلي يقول: (لقد أعجبت جداً بما شاهدته هنا، وأتمنى أن يتم إنشاء منشآت سياحية والتي من شأنها الدفع بعجلة التنمية في هذه المنطقة الخلابة والمثيرة للإعجاب.


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.