لنفترض الآن أنا سقطنا، أنا والعدو، سقطنا من الجو في حفرة.. فماذا سيحدث؟ سيناريو جاهز: في البداية ننتظر الحظ... قد يعثر المنقذون علينا هنا ويمدون حبل النجاة لنا فيقول: أنا أولاً وأقول: أنا أولاً ويشتمني ثم أشتمه دون جدوى، فلم يصل الحبل بعد.. يقول السيناريو: سأهمس في السر: تلك تسمى أنانية المتفائل دون التساؤل عما يقول عدوي أنا وهو، شريكان في شرك واحد وشريكان في لعبة الاحتمالات ننتظر الحبل.. حبل النجاة لنمضي على حدة وعلى حافة الحفرة الهاوية إلى ما تبقى لنا من حياة وحرب... إذا ما استطعنا النجاة! أنا وهو، خائفان معاً ولا نتبادل أي حديث عن الخوف.. أو غيره فنحن عدوان... ماذا سيحدث لو أن أفعى أطلت علينا هنا من مشاهد هذا السيناريو وفحّت لتبتلع الخائفين معاً أنا وهو؟ يقول السيناريو: أنا وهو سنكون شريكين في قتل أفعى لننجو معاً أو على حدة... ولكننا لن نقول عبارة شكر وتهنئة على ما فعلنا معاً لأن الغزيرة، لا نحن، كانت تدافع عن نفسها وحدها والغريزة ليست لها أيديولوجيا.. ولم نتحاور، تذكرت فقه الحوارات في العبث المشترك عندما قال لي سابقاً: وما هو لك هو لي ولك! ومع الوقت، والوقت رمل ورغوة صابونة كسر الصمت ما بيننا والملل قال لي: ما العمل؟ قلت: لا شيء.. نستنزف الاحتمالات قال: من أين يأتي الأمل؟ قلت: يأتي من الجو قال: ألم تنس أني دفنتك في حفرة مثل هذي؟ فقلت له: كدت أنسى لأن غداً خلّباً شدني من يدي.. ومضى متعباً قال لي: هل تفاوضني الآن؟ قلت: على أي شيء تفاوضني الآن في هذه الحفرة القبر؟ قال: على حصتي وعلى حصتك من سدانا ومن قبرنا المشترك قلت: ما الفائدة؟ هرب الوقت منا وشذّ المصير عن القاعدة هاهنا قاتل وقتيل ينامان في حفرة واحدة ... وعلى شاعر آخر أن يتابع هذا السيناريو إلى آخره!