شيع أمس في محافظة عدن جثمان شهيد الواجب المناضل العقيد عبدالله الثريا مدير الأمن السياسي لمديرية التواهي, والذي وافاه الأجل يوم أمس الأول عن عمر ناهز 56 عاماً, متأثراً بجراح أصيب بها مساء الأحد الماضي، وهو يؤدي واجبه الوطني ضمن رجال الأمن جراء انفجار إحدى عبوتين وضعتهما عناصر تخريبية في حديقة الأطفال بمديرية التواهي. وكان في مقدمة المشيعين محافظ عدن الدكتور عدنان عمر الجفري والأمين العام للمجلس المحلي بالمحافظة عبدالكريم شائف، ووكيل المحافظة سلطان الشعيبي، ووكيلا الجهاز المركزي للأمن السياسي محمد جميع الخضر، وراجح سعد حنيش، ووكيل جهاز الامن السياسي لمحافظات عدن ولحج وأبين اللواء ناصر منصور هادي، ومدير أمن محافظة عدن العميد الركن عبدالله قيران، ومدير الأمن السياسي بمحافظة عدن العميد الركن فيصل البحر، وعدد من القيادات الأمنية. وشارك في التشييع جمع غفير من زملاء الشهيد وأقربائه وذويه ومن المواطنين. وبعد مواراة جثمان الشهيد في الثرى بمقبرة أبو حربة بمديرية البريقة, عقب الصلاة عليه في مسجد آل البيت بمديرية خور مكسر .. قدم محافظ عدن ووكلاء الجهاز المركزي للأمن السياسي التعازي الحارة لأبناء وأفراد أسرة الفقيد الراحل .. مشيدين بالعطاءات الوطنية الزاخرة للشهيد الراحل وماجسده من تفانٍ وإخلاص في أدائه لكافة المهام التي أسندت إليه حتى استشهاده والتي تأتي امتداداً لرصيده النضالي المشرف في مراحل الكفاح المسلح ضد الاحتلال البريطاني, فضلاً عن أدواره البطولية في الدفاع عن وحدة الوطن والتصدي لفتنة محاولة الانفصال في صيف 1994م . وشددوا على أن أجهزة الأمن ستظل تتعقب العناصر التخريبية التي وضعت وفجرت العبوتين في ساحة وجوار حديقة الأطفال بالتواهي حتى يتم ضبطها وتقديمها للعدالة لتنال جزاءها العادل والرادع إزاء ما اقترفته من جريمة شنعاء استهدفت مرتادي الحديقة من الأطفال والشباب والأمهات والآباء .. سائلين المولى عز وجل أن يتغمد هذا الشهيد البطل بواسع الرحمة والمغفرة وأن يدخله فسيح جناته ويلهم أهله وذويه الصبروالسلوان. إنا لله وإنا إليه راجعون. إلى ذلك تواصلت ردور الفعل الغاضبة لمختلف الفعاليات الاجتماعية والفكرية والثقافية ومنظمات المجتمع المدني والمحليات في محافظة عدن إزاء الفعل الإجرامي الجبان الذي أقدمت عليه عناصر تخريبية إجرامية حاقدة على حياة الناس واستقرارهم والسكينة العامة والنضج الأمني الذي تعيشة عدن من خلال التفجيرات التي أرعبت الأطفال والنساء قرب إحدى الحدائق بمديرية التواهي. فيما عبّرت العديد من الشخصيات عن غضبها الشديد وإدانتها لهذا الفعل الهمجي الإجرامي الذي ينم عن حقد دفين في صدور أعداء مسيرة أمن واستقرار وتقدم وطن ال22 من مايو.. مطالبين الأجهزة الأمنية بملاحقة المجرمين وتقديمهم للعدالة وإنزال العقوبات القاسية بحقهم باعتبارهم من المفسدين في الأرض. وفي هذا السياق أدان اتحاد نساء اليمن فرع عدن على لسان رئيسة فرع الاتحاد الأخت فاطمة مريسي التي قالت: إن ماحدث في مديرية التواهي الآمنة والذي أقلق السكينة العامة وأحدث حالة من الرعب والفزع في نفوس مواطني هذه المديرية التي تعودت أن تعيش بأمان دائم خاصة أنها مدينة تطل على ميناء عدن المتميز لدليل قاطع على أن هناك ضعفاء نفوس يهدفون من تصرفاتهم هذه إقلاق السكينة العامة للأهالي، كما أنها تعكس حقدهم الدفين على هذا الموقع التاريخي لهذه المديرية من خلال ماذهبوا إليه من أعمالهم التخريبية والإجرامية التي طالت أبرياء لا ذنب لهم سوى أنهم كانوا آمنين يقضون تلك اللحظات في استراحة أو في قضاء حاجاتهم. وثمنت الأخت فاطمة مريسي رئيسة فرع اتحاد نساء اليمن في عدن الدور الرائع والشجاع لأفراد الأمن الذين ضحوا بأنفسهم من أجل درء الخطر عن المواطنين داعية إلى ملاحقة الخونة والمأجورين الذين ارتكبوا ذلك الفعل المسيء باعتباره عملاً تخريبياً ودخلاً على هذه المحافظة الآمنة. داعية كل أبناء المحافظة وفي طليعتهم المرأة إلى التصدي بحزم لكل من يحاول المساس بأمن المحافظة والإساءة إلى السكينة العامة. وترحّمت باسم المرأة اليمنية على روح شهيد الأمن الذي راح ضحية الفعل الجبان. من جانبه قال فؤاد البريهي – مدير عام مكتب وزارة الأوقاف والإرشاد م/عدن: إن هذا العمل الإجرامي الذي استهدف دماء الناس وترويع الآمنين وأودى بحياة أحد ضباط الأمن، وأصاب عدداً من الأفراد يكون قد استهدف كل مسلم وروّع كل آمن، ويأتي هذا العمل في إطار الأعمال الإجرامية الإرهابية المجرمة بنص الشرع والقانون والأعراف، ولا يمكن أن تكون من فعل شخص ينتمي ولو بجزء يسير للإنسانية.. وبالتالي يصنف هذا العمل الإرهابي ضمن سلسلة الأعمال الإجرامية الإرهابية التي استهدفت أمن الوطن وأضرت بمصالحه، ولقد استنكر كل العلماء والمشائخ والخطباء والوعاظ في محافظة عدن هذا الفعل المشين ويطالبون أجهزة الدولة ببذل كل الجهود للقبض على المجرمين مرتكبي هذا الحادث وتقديمهم للعدالة، ويهيبون بكل أبناء المحافظة التعاون مع أجهزة الأمن وتقديم كل المعلومات اللازمة والتي تساعد في القضاء على المجرمين وكشف من وراءهم باعتبار أجهزة الأمن ما هي إلا نائبة عن الشعب في تحقيق الأمن والاستقرار والحفاظ على دماء الناس وأموالهم وأعراضهم باعتبارها مطلب الجميع وأعظم مقاصد الإسلام.