هي مجموعة قصص وحكايات يحكيها شيخ علماء اليمن القاضي الفقيه محمد بن إسماعيل العمراني أعدها وحققها الدكتور محمد عبدالرحمن غنيم.. العنوان لكتاب أدبي مشوق ولطيف من تراثنا الأدبي العربي.. “الجمهورية” تنشر مجموعة القصص والحكايات التي حواها الكتاب لتعميم الفائدة والمتعة للقارئ. حكى القاضي محمد ، فقال : سافر رجل قبيلي من قرية جدر للحج أيام الشريف، فالتقى مع رجل من أهل مكة، فسأله المكي : مامذهبك ؟ فلم يفهم وظن أنه يسأله عن بلده، فقال : جدري، فقال المكي : ماسمعنا بمذهب يقال له الجدري، سمعنا بالشافعي بالمالكي بالحنفي بالحنبلي، ولكن لم نسمع بالجدري. فظن الرجل الجدري أن المكي يهزأ به ويسخر منه، فسحب عصا كانت بجانبه، وأخذ يضرب المكي، فأخذ المكي يقول : ( رضي الله عن سيدنا جدر) (رضي الله عن سيدنا جدر)، حتى يفلت من ضرب الجدري متوهماً أن جدر اسم إمام مذهب. - قلت : مما يشبه هذا ما وراه ابن الجوزي في كتابه (القصاص والمذكرين) بسنده إلى الشعبي قال :( بينما عبدالملك جالس وعنده وجوه الناس من أهل الشام قال لهم : من أعلم أهل العراق؟ قالوا : ما نعلم أحداً أعلم من عامر الشعبي، فأمر بالكتاب إلي فخرجت إليه حتى نزلت تدمر، فوافقت يوم جمعة، فدخلت أصلي في المسجد، فإذا إلى جانبي شيخ عظيم اللحية قد أطاف (أي أحاط) به قوم، فحدثهم قال : حدثني فلان عن فلان يبلغ به النبي صلى الله عليه وسلم أن الله تعالى خلق صورين في كل صور نفختان نفخة الصعق ونفخة القيامة. فلم أضبط نفسي أن خففت صلاتي ثم انصرفت، فقلت : يا شيخ، اتق الله، ولا تحدثن بالخطأ، إن الله تعالى لم يخلق إلا صوراً، وإنما هي نفختان نفخة الصعق، ونفخة القيامة. فقال لي : يافاجر، إنما يحدثني فلان عن فلان، وترد علي.. ! ثم رفع نعله وضربني بها، وتتابع القوم علي ضرباً معه، فو الله ما أقلعوا عني حتى حلفت لهم أن الله تعالى خلق ثلاثين صوراً، له في كل صور نفخة، فأقلعوا عني، فرحلت حتى دخلت دمشق ودخلت على عبدالملك، فسلمت عليه، فقال لي : ياشعبي، بالله حدثني بأعجب شيء رأيته في سفرك، فحدثته حديثي المتقدم، فضحك حتى ضرب برجليه ! نقلاً من كتاب ( تحذير الخواص من أحاديث القصاص) للسيوطي (69 - 70).