على أحزاب «المشترك» الابتعاد عن التحالفات المشبوهة التي تضعها تحت طائلة المساءلة شهدت محافظة شبوة أمس احتفالاً جماهيرياً كبيراً بمناسبة العيد الوطني ال20 للجمهورية اليمنية 22 مايو حضره نائب رئيس الوزراء للشئون الداخلية صادق أمين ابوراس ووزير التعليم العالي الدكتور صالح باصرة والمحافظ الدكتور علي حسن الأحمدي وقيادات السلطة المحلية والشخصيات الاجتماعية وممثلو الاحزاب والتنظيمات السياسية ومنظمات المجتمع المدني بالمحافظة. وفي الاحتفال الخطابي والفني الذي كرست مفرداته للتغني بالوحدة اليمنية واالمآثر البطولية لأبناء اليمن في تحقيق تطلعاتهم الثورية والوحدوية والديمقراطية ،عبر نائب رئيس الوزراء عن سعادته مشاركة ابناء شبوة احتفالاتهم وابتهاجهم بهذه المناسبة. وأكد في ذات الوقت أن اليمن قد عبرت مرحلة التشطير البغيض التي كرست لإثارة الفتن والبغضاء بين ابناء الشعب الواحد الى غير رجعة.. مشيدا بالدور الوحدوي لأبناء محافظة شبوة في اسقاط كل المؤمرات التي واجهت الوحدة خاصة التي كان وراءها دعاة الردة والانفصال في صيف 1994 والذين دافعوا عنها ببسالة وضحت من أجلها مثلما ضحى كل ابناء اليمن. وأشار الى أن شبوة تحظى باهتمام بالغ على كل المستويات التنموية من قبل قيادات الدولة وفي مقدمتهم فخامة رئيس الجمهورية. وقال:« إن ابرز ثمار ذلك الاهتمام احتضانها لأكبر مشروع استثماري لتصدير الغاز المسال عبر ميناء بلحاف التاريخي مما اعاد له دوره الريادي وأكسبه أهمية كبيرة واستعاد مجده من جديد». ولفت نائب رئيس الوزراء للشئون الداخلية الى الدلالات العميقة والوحدوية لذلك المشروع الذي يؤكد ترابط المصالح المصيرية الاقتصادية والسياسية والاجتماعية المشتركة لأبناء اليمن الواحد. وأكد أن استمرار عطاء الوحدة في البناء والتنمية يتطلب وقوف الجميع بحزم في وجه المؤامرات التي تتربص بالوحدة اليمنية بين الفينة والأخرى والحد من تصرفات العناصر التخريبية الانفصالية الخارجة على القانون وكذلك الذين يمارسون أعمال التخريب وقطع الطرقات والاعتداءات على المرافق العامة والخاصة والافراد بالهوية المناطقية بشكل ينافي قيام المجتمع الواحد وأواصر الاخوة وأسلوب الحياة الانسانية المشتركة. واضاف:« أن على الجميع الاضطلاع بمسئوليتهم في حماية النماء والتطور من خلال مكافحة مظاهر التطرف والعنف والارهاب بكل اشكاله وأصنافه وخاصة مايسمى بالعمليات الانتحارية التي أساءت الى سمعة اليمن وقوضت الاستثمار والتنمية الاقتصادية والخدماتية».. مطالباً بالمزيد من اليقظة والتحلي بالمسئولية ازاء هذا الوطن الكبير. وأكد ابو راس أن مستقبل اليمن المشرق مرهون بحماية الجمهورية والوحدة والديمقراطية وهي المكتسبات التي ضحى من أجلها كافة ابناء الشعب وبذل من أجلها الدماء والارواح عبر النضالات الطويلة حتى تحرر من الظلم وحقق الاستقلال والوحدة. وقال :« ان من مقتضيات ذلك التمسك بالخيار الديمقراطي المبني على المرجعيات الدستورية والقانونية وتعزيز بناء الدولة الحديثة، وقيم المشاركة والحوار بين كافة فرقاء العمل السياسي والديمقراطي».. متمنياً من احزاب اللقاء المشترك عدم الانجرار وراء دعاوى التحريض على الفوضى وخلق الأزمات والإضرار بشرعيتهم السياسية والديمقراطية والابتعاد عن التحالفات المشبوهة مع العناصر الخارجة عن القانون وبالذات التي تقع تحت طائلة المساءلة الجنائية امام القانون. ودعا تلك الاحزاب الى التمييز والفصل بين المسئوليات الجنائية والسياسية وعدم منح مايسمى بعناصر التمرد الحوثية أو تلك التي تثير النعرات الانفصالية والمناطقية الغطاء الإعلامي والسياسي للمزيد من ممارسة غيهم في الفساد بالارض وتهديد مستقبل البلاد، والانخراط في حوار جاد يفضي الى تنفيذ اتفاق 23 فبراير لإقامة انتخابات نزيهة وشفافة في ال27 من ابريل العام القادم. وحث القوى السياسية والاجتماعية وبقية احزاب التحالف الوطني الديمقراطي الى الاصطفاف من أجل تنفيذ اتفاق فبراير تمهيداً لانجاز الإصلاحات السياسية واجراء التعديلات الدستورية والقانونية باتجاه حكم محلي واسع الصلاحيات يحقق اللامركزية المالية والادارية فضلاً عن الإصلاحات التشريعية الأخرى. كلمة محافظ شبوة من جانبه نقل محافظ شبوة الدكتور علي حسن الأحمدي تحيات وتهاني القيادات الإدارية والأمنية والعسكرية وجموع أبناء المحافظة للقيادة السياسية ممثلة بفخامة الأخ رئيس الجمهورية وإلى جماهير شعبنا اليمني العظيم في كل أرجاء الوطن . وأشار الى ان محافظة شبوة أحيت احتفالاتها بهذه المناسبة وبفرحة غامرة حيث شهدت كل من مديريات بيحان وعين وعسيلان وميفعة ورضوم والروضة مظاهر احتفالية تليق بعظمتها. وقال:« ان احتفالات شبوة بهذه المناسبة لها دلالات خاصة فهي ترمز الانعتاق لأبناء هذه المحافظة من مآسي التشطير والصراعات الداخلية والشطرية التي كان لأبنائها ورموزها الاجتماعية والسياسية الحظ الأوفر من تلك المآسي والتضحيات». ونوه إلى ان تلك الظروف القاسية قد أرغمت الآلاف على مغادرة قراهم والتغرب داخل الوطن وخارجه حتى جاء فجر الوحدة الذي مسح ضوؤه كل جراحات الماضي على الصعيد الشطري والوطني لتبدأ صفحة جديدة في حياتنا ورمي الماضي كله خلف ظهورنا وبهذه المعاني تحيي شبوة وتحتفي كل عام بهذه المناسبة بهذه القوة من الفرحة والحماس . ولفت الأحمدي الى ان محافظة شبوة تتوج بهذا الحفل البهيج احتفالاتها بهذه المناسبة الغالية كتعبير جماهيري لموقفها وخيارها الوحدوي الثابت الذي دافعت عنه ببسالة في مواجهة مؤامرة الردة والانفصال في العام 94م ولتؤكد جماهير شبوة وتجدد موقفها الوحدوي هذا واستعدادها الدائم للتصدي الحازم لكل من تسول له نفسه المساس بالثوابت الوطنية وفي مقدمتها الوحدة اليمنية العظيمة . وأوضح ان احتفالات جماهير محافظة شبوة بالعيد الوطني العشرين للجمهورية اليمنية « 22 مايو» بهذه المستويات من الفرحة والغبطة والسرور قد أثار حفيظة الغل في نفوس نفر قليل من دعاة الانفصال والقوى الظلامية للانتقاص من موقف جماهير المحافظة عبر الأكاذيب والأخبار التي ألفوها من نسج خيالهم وأحلامهم ووجدوا وسائل إعلام مشبوهة تنشر أكاذيبهم..مشيرا إلى ان هذه الفئة االضالة قد وصل بها الأمر إلى تدبير عمل إرهابي أودى بحياة طفلين بريئين وإصابة ثلاثة أخرين من أسرة واحدة يوم أمس الأول في جول الريدة بمديرية ميفعة..وفي هذا الصدد أعلن المحافظ الأحمدي عن تبرع قيادة المحافظة بملبغ 500 الف ريال لأسر ضحايا الحادث..مؤكدا ان قيادة المحافظة قد اتخذت إجراءات صارمة لتعقب الجناة والقبض عليهم وعلى كل من يحاول المساس بأمن المواطن والوطن وعازمة كذلك على تصحيح بعض السلوكيات غير المقبولة في الجهاز الإداري للدولة على مستوى المحافظة والمديريات.. ودعا قادة المجتمع إلى مساعدة أجهزة الدولة والأمن في التصدي لبعض الممارسات الهدامة والمحدودة والتي تسيئ إلى سمعة المحافظة وتتسبب في حرمانها من بعض المشاريع وانسحاب الممولين لمشاريع أخرى وهروب المانحين والمستثمرين من العمل في المحافظة..معرباً عن ثقته في وقوف الخيرين والعقلاء من أبناء المحافظة تجاه هذه الظواهر والتصرفات الطائشة وعدم السماح للجهلة والفاسدين والخارجين على القانون ان يفرضوا ثقافتهم على المجتمع ويعطلوا مصالحه. وأشار المحافظ الأحمدي إلى حجم التطورات والمنجزات الخدمية والتنموية العظيمة التي شهدتها المحافظة خلال السنوات الماضية من عمر الوحدة المباركة. وقال :«لقد أينعت ثمار هذا العهد الوحدوي الجديد وقطفت إنجازاتها في كل ميادين الحياة حيث تم في المحافظة إنجاز ألفين و 396 مشروعا تنمويا بلغت تكاليفها أكثر من 45 مليار ريال إضافة إلى مشروع تصدير الغاز الذي بلغت تكلفته أربعة مليارات و500 مليون دولار». كلمة الأحزاب وألقى رئيس فرع المؤتمر الشعبي العام بالمحافظة ناصر باجيل كلمة عن الأحزاب والتنظيمات السياسية ومؤسسات المجتمع المدني بالمحافظة أكد خلالها ان مضي عشرين عاما من عمر هذا المنجز الوطني العظيم قد غيرت مجريات الحياة والتاريخ في اليمن السعيد ونقلته بقوة من واقع التخلف والتمزق المرير إلى حياة العصر التي تمكن من السير في دروبها بخطى واثقة وإرادة مستنيرة أهلته للعيش في ركب حضارتها العلمية والاقتصادية والتقنية.. ولفت إلى ان الاحتفال بهذا المنجز الوطني والتاريخي جاء بعد تحقيق نصر ديمقراطي جديد تمثل في نجاح الانتخابات الداخلية للهيئات الإدارية بالمجالس المحلية على مستوى المحافظات والمديريات. وقال:« ان ذلك عكس صورة متقدمة لممارسة العمل الديمقراطي الراقي على طريق تمكينها من تجديد دورة الحياة في أنشطتها وعملها وجعلها قادرة على استيعاب حاضر ومستقبل توجهات الحكم المحلي واسع الصلاحيات»..داعيا القيادات العليا للمضي قدما في التحضيرات للاستحقاق الانتخابي القادم والمتمثل في إجراء الانتخابات النيابية في موعدها المحدد. . وأدان بشدة الدعوات البائسة لنفر قليل من الخارجين على النظام والقانون بهدف النيل من الوحدة الغالية على كل القلوب ، داعيا هذه الفئة إلى العودة إلى الرشد وتجنيب أنفسهم مهالك سيرهم الضال. مؤكدا ان الوحدة ثابتة وأبدية الوجود فهي وجدت لتبقى لأنها تمثل أكسير الحياة لليمانيين وعنوان وجودهم الحي بين شعوب المعمورة وأن اليمن لن تعيش إلا موحدة أرضا وإنسانا. وكان مدير مكتب الثقافة بالمحافظة عبدالرحمن مجور نوه فيها بأهمية هذا اليوم الخالد في حياة الشعب والتاريخ وما تحقق خلال الفترة الماضية من عمر منجزنا الوطني العظيم التي شبهها بشجرة وارفة الظلال كل اليمانيين يستظلون بظلالها وينطلقون منه إلى فضاءات النمو والرقي والتقدم عبر ميادين العمل والإنتاج بهدف بناء الوطن وتنميته وتعزيز أمنه واستقراره ورفع سمعته إلى فوق النجوم .. وقد تخلل الحفل إلقاء قصيدتين شعريتين للشاعر محمد عبدالله الرعب والطفل الموهوب أيمن الخليفي وقدم أشبال وزهرات مدارس المصطفى وشبوة الأهليتين عدداً من الأناشيد الوطنية الرائعة وكذلك العديد من الوصلات الغنائية الجميلة ورقصات شعبية متنوعة . حضر هذه الفعاليات عضو مجلس النواب ناصر باجيل ووكلا المحافظة عبدربه الربيزي وعلي الحارثي واحمد النسي ومدير أمن المحافظة العميد الدكتور احمد المقدشي وعدد من القيادات الإدارية والأمنية والعسكرية والمشائخ والأعيان والشخصيات الاجتماعية بالمحافظة.