إن الاهتمام بنظافة الشوارع الرئيسية فقط دون غيرها من الشوارع الفرعية داخل المدن أشبه بدار اهتم صاحبه بمنظره الخارجي للفت الأنظار فقط وعندما تلج إليه تجده قبيحاً.. ولذا فإن خلو الشوارع الفرعية من المخلفات والاهتمام بنظافتها يجعل المدينة تبدو أكثر جمالاً وذات منظر حضاري وراق من الداخل أكثر مما هو تجميل للوجه التجاري كونها لاتقل أهمية عن الشوارع الرئيسية وتمثل جمال المدينة الداخلي بل وصورتها الحقيقية.. وباعتقادي فإن من أهم الأسباب الظالمة التي لحقت بالشوارع الفرعية لمدينة تعز وجعلتها غير نظيفة ومهملة هي تحميل المسئولية الآخر.. فالمواطنون يلقون باللوم على مسئولي النظافة وهؤلاء بدورهم يحملون المواطنين المسئولية.. والحقيقة أن الجميع يتحملون مسئولية النظافة في تلك الشوارع فماذا يقول المواطنون إذاً حول نظافة الشوارع الفرعية!؟ وماهو رأي الجهات المسئولة على نظافة المدينة بشكل عام!؟.. لايوجد عمال نظافة وليد الشيباني مواطن يقول: لايقوم عمال النظافة بواجبهم على الوجه المطلوب وهناك بعض الشوارع الفرعية لايوجد فيها عمال نظافة. غياب الرقابة من جانبه يقول نبيل الحذيفي: النظافة في شوارع المدينة ليست كما يجب حتى الشوارع الرئيسية تجد فيها كثيراً من المخلفات ناهيك عن المخلفات المكدسة في الشوارع الفرعية ووسط البراميل وهذا يعود إلى مسئولي النظافة فإما أن عمال النظافة لايحصلون على رواتب كافية وإما أن هناك غياب الرقابة على هؤلاء العمال. رمي المخلفات من النوافذ محمد علي صالح عامل نظافة يقول: نعم يوجد علينا مراقبة ومتابعة وغياب النظافة في الشوارع الفرعية يعود بسبب المواطن وذلك لرميهم المخلفات في الشوارع وبعضهم يرمي بها من النوافذ. قلة العمال أحمد قاسم حزام مراقب عمال من جانبه يقول: بعض الشوارع الفرعية لايوجد فيها نظافة بسبب قلة العمال ,حيث إن الفترة الصباحية تغطى بحوالي 80 عاملاً أما الفترة المسائية فتواجد بها حوالي 14 16 عاملاً فقط وهذا هو السبب فالمراقبة والمناوبة فهي متواجدة باستمرار. جميع الإيرادات جمال غالب: مدير مكتب صندوق النظافة والتحسين مديرية القاهرة يتحدث عن دور الصندوق في عملية النظافة والرقابة على العمال بالقول: بالنسبة لنا عملنا يقتصر على جمع الإيرادات وتوريدها إلى البنك بالإضافة إلى قيامنا ببعض الأعمال مثل الاشراف على عمال النظافة بتكليف من المجلس المحلي واستقبال الشكاوى والمقترحات من قبل المواطنين ورفعها إلى الإدارة العامة للصندوق ومن ثم رفعها إلى إدارة مشروع النظافة للعمل بها وتنفيذها. المواطن هو السبب وعن غياب النظافة في الشوارع الفرعية يقول جمال: بالنسبة للمخلفات في الشوارع الفرعية إذا كانت قرطاسية أو نفايات فسبب ذلك هو المواطن بالدرجة الأولى.. وأنا على استعداد تام في حالة وصول أي شكوى من أي مواطن بهذا الخصوص أن أذهب معه إلى الإدارة العامة للصندوق وكذلك إلى مشروع النظافة والنزول إلى الشارع أو الموقع الذي فيه مخلفات ولم يصل إليه عمال النظافة.. ولكن ذلك لم يحصل ولم أتلق أي شكوى من مواطن يشكو من غياب النظافة في الشوارع الفرعية.. أما اكوام التراب نتيجة حفريات في الشارع أو ماشابه فهذا يخص مكتب الأشغال العامة. غياب الوعي ويتابع جمال حديثه بالقول: يتم توزيع النظافة على ثلاث فترات الصباحية المسائية الليلية ومن حق أي مواطن أن يقدم شكوى في حالة عدم وجود عمال النظافة وسيتم انصافة ولدينا مشرفون لعملية المتابعة والمراقبة على هؤلاء العمال ,حيث يوجد في كل مركز انتخابي مكتب يشرف على النظافة.. وحقيقة من أكبر المعوقات أمام النظافة هو عدم وعي المواطن فأغلب المواطنين يتركون اطفالهم يذهبون بالمخلفات إلى مكان البرميل ولذلك نجد أن الأطفال يقومون برمي تلك المخلفات إما بجوار البرميل المخصص أو في مكان آخر في الشارع. قلة الكادر من جهته يتحدث عبدالجليل نعمان الحميري مدير مشروع النظافة بتعز عن مهام مشروع النظافة في الشوارع الرئيسية والفرعية وكيفية المتابعة والمراقبة وكذلك رفع المخلفات بالقول: عمل مشروع النظافة ليس عمل موسمي ولكننا نعمل على مدار الساعة وعمالنا موزعون على ثلاث فترات الصباحية والمسائية والليلية ويعملون في كل شوارع المدينة الرئيسية منها والفرعية.. وفقط يقتصر العمل في الشوارع الرئيسية في فترتين المساء والليل.. وذلك لعدم وجود كادر كاف للعمل في الشوارع الفرعية في هذه الفترات.. وكما ترى الآن قمنا بفتح شوارع رئيسية وشريانية وفرعية ورصفت بعض الشوارع في بعض الحارات وهذه لم تكن ضمن الخطة لبرنامج النظافة وكلها اضيفت إلى مشروع النظافة دون اعتماد كادر ومعدات ولكن مع ذلك نعمل بالإمكانيات المتوفرة لدينا.. الكمال لله وعن غياب النظافة في الشوارع الفرعية وغياب الرقابة أيضاً يقول الحميري: كما قلت سابقاً عمالنا يتم توزيعهم على جميع الشوارع بما فيها الشوارع الفرعية وأنا أستقبل اتصالات على مدار الساعة من عقال الحارات وأعضاء المجالس المحلية وحتى من المواطنين بخصوص النظافة في هذه الشوارع وتواجد العمال. ولدينا مراقب ومشرف ومسئول دائرة وقمنا بعمل ثلاث مربعات في كل دائرة ويوجد في كل مربع عمال نظافة ومشرفون ومراقبون ليس هذا فقط ولكن مدير النظافة يقوم بالإشراف يومياً وكذلك مدير مشروع النظافة. وأنا لم أحصل حتى الآن على أي شكوى من أي مواطن بخصوص النظافة في الشوارع الفرعية.. واتمنى أن يكون هناك تعاون من قبل الجميع الصحافة وعقال الحارات والمواطنين كثير من الناس يتحدثون عن الشوارع الفرعية لكن أنا أريد أحداً يأتي إلى هنا ويحدد الشارع والحارة والدائرة حتى يتسنى لنا معرفة ذلك والكمال لله وحده. تفاعل المجتمع ويتابع الحميري حديثه بالقول: أيضاً نقوم برفع المخلفات على مدار الساعة وترحيلها إلى مقلب النفايات خلال الثلاث الفترات وأنا اتمنى أن أقوم بجمع المخلفات في ساعة محددة بشرط أن يتفاعل المجتمع مع ذلك ويلتزم بالموعد المحدد لكنه لم يلتزم بذلك كنا قد شرعنا بهذا العمل وحددنا ساعة محددة للمواطن لاحضار المخلفات لكن دون جدوى وهذا يدل على غياب الوعي مع أننا قمنا بتوزيع منشورات بهذا الخصوص وكذلك تم التعاون مع خطباء المساجد بغرض التوعية وأيضاً عبر عقال الحارات وأيضاً لاجدوى من كل ذلك. مسئولية الجميع النظافة ليست مسئولية عمال النظافة أو المشروع ولكنها مسئولية المجتمع بشكل عام وإذا لم تبدأ من البيت فلا فائدة ,ومثلاً في المدينة القديمة صرفت في الأسابيع الماضية حوالي 60 ألف ريال لعقال الحارات على أساس أن يتعاونوا معنا وذلك من خلال اعطائهم دفاتر اشعارات للمخالفين ولم يتحقق من ذلك شيء.. وأنت إذا قمت بزيارة المدينة القديمة خلال فترة الصباح فستجدها نظيفة تماماً وخالية من المخلفات وإذا كررت الزيارة مثلاً الساعة الخامسة مساءً فستقول إن عمال النظافة لم يحضروا إليها بتاتاً وهذا يدل على أن المواطن لم يتعاون معنا بخصوص النظافة.. قانون النظافة لم يطبق وبخصوص الإجراءات المتخذة ضد المخالفين يقول الحميري: الإجراءات عبارة عن غرامة مالية ألف أو ألفين ريال وأنا لست جهة ضبط وليس هناك تطبيق لقانون النظافة وهذا القانون مجحف لأنه يشمل سائق الباص المواطن كل شيء يطبق عليه قانون النظافة.. فمثلاً تجد هناك بقايا اكوام من التراب نتيجة حفريات أراض أو ماشابه في الشوارع خاصة بالمواطنين وعندما تلزمه بدفع غرامة والتي مقدارها 5000 ريال فالمواطن يدفع الغرامة ويترك التراب كما هو.. أيضاً قبل العيد العشرين للثاني والعشرين من مايو قمنا برفع مخلفات مثل الإطارات وهياكل السيارات وماشابه وبتكلفة بحوالي 4 ملايين ريال وكل عملنا ذلك باء بالفشل ,حيث الأن حيث بعد انتهاء العيد عادت كل تلك المخلفات كما كانت. استكمال البنى التحتية ويسرد الحميري الصعوبات والمعوقات التي تواجه عمله بالقول: مدينة تعز الآن توسعت وليست كما كانت في عام 2005م ولذلك تجد أن الكادر هو نفس الكادر وليس هناك كادر جديد وهذا يقف عائقاً أمام عملنا.. أيضاً عدم استكمال البنى التحتية للشوارع يعيق عملنا فإذا سلم لنا شارع مكتمل البنى التحتية ولايوجد فيه حفريات أو أكوام اتربة أنا ملزم بنظافته.