تبقى هناك أشياء لانملك لها نهاية، وأول مايهزمنا بعد الفراق،، الحنين..! فنمارس الحنين مرغمين، نحنّ إلى أحاديث جميلة تقاسمها ذات يوم قلب مع قلب والحلم ثالثهما. نحنّ إلى أحلام جميلة نسجها ذات يوم خيال مع خيال، والأمل ثالثهما.. نحنّ إلى إنسان، إلى وجه إلى نبض إلى أشياء كثيرة كانت موجودة ولم تعد. ثانياً الذكرى! والذكرى بعد الفراق تؤلم وإن كانت من ذلك النوع السعيد. فصفة النهاية توحي بالضياع، وتعطي انطباعاً بالحزن. فنحتسي الحزن مرغمين.. ونحزن نحزن على أشياء كثيرة عزيزة، جميلة، كانت موجودة ولم تعد. ثالثاً البقايا.! والبقايا هي قشور الحكاية المتناثرة كهشيم الزجاج في أعين حاضرنا. فحين نراها نتذكر، وحين نتذكر نتألم، وحين نتألم نبكي، فهي تذكرنا دائماً بأن هناك من رحل عنا، النصف الآخر الذي كان موجوداً، ولم يعد. رابعاً الدموع.! بها نغسل ماتراكم في أعماقنا من صدأ الأيام، وبها نطهر جرحاً حفر بسيف الفراق، فأوحى وقتل، وبها نهزم الحنين، وبها نخفف من وطأة الذكرى وبها، وبها، وبها، وكفاك ياقلبي الماً.