بتضافر جهود مختلف القطاعات العام ، الخاص، المجتمع المدني، التعاوني يمكن دفع مسيرة التنمية وتحقيق الاكتفاء الذاتي من المنتجات الزراعية والسمكية والصناعات التحويلية المعتمدة على الموارد المحلية . لكن ترشيد الاستهلاك وبناء السلوك الاقتصادي البناء الذي من شأنه الدفع بمسيرة تحقيق الأمن الغذائي جانب من مسئوليات المجتمع والدولة تتضمنها محاور هذا اللقاء مع أ. د/ قائد القميس رئيس جمعية ترشيد الاستهلاك.. استشعار المسئولية ^^.. ترشيد الاستهلاك.. ما أهميته لتحقيق الأمن الغذائي؟ الأمن الغذائي قضية هامة ينبغي أن تناقش وتأخذ حقها من الاهتمام بين القضايا الهامة من أجل أمن واستقرار مجتمعنا اليمني ومن هنا جاءت ندوة ترشيد الاستهلاك والأمن الغذائي بالتنسيق مع وزارة الصناعة والتجارة وبالتعاون مع الشركة اليمنية للصناعات الغذائية ، شركة الأدوية ممثلة بالأخ يحيى الحباري ممول الندوة، استشعاراً للمسئولية تجاه الوطن على اعتبار أن اليمن أحوج لمناقشة مسألة الأمن الغذائي أكثر من أي بلد آخر ، لاسيما في ظل مستوى أسعار المواد الغذائية وتدهور سعر صرف الريال وتحديات بيئية وبالتالي فإن ترشيد الاستهلاك يمثل أكثر موضوعات التنمية أهمية للنقاش وأكثر معوقاتها، كما أن الأمن الغذائي أهم أهداف الحكومة في أي بلد. ترشيد السلوك العام ^^.. متى سنصل كأفراد وأسر إلى مستوى القرار الرشيد في جانب الاستهلاك؟ الترشيد يشمل كافة الجوانب الحياتية وليس فقط في الاستهلاك فالترشيد مطلوب في كل ممارسة في حياتنا في الإنتاج، في تخزين المنتجات والمواد وفي التسويق ولا نقصد فقط ترشيد استهلاك ماهو متوفر للأسرة والدولة لنصل إلى ترشيد الاستهلاك وتحقيق الأمن الغذائي والتنمية. ارتفاع أسعار القمح ^^.. ماهو الجانب المخيف ومحل الاهتمام في هذا الشأن ؟ هدر الغذاء نتيجة سوء التقدير فالقمح هو المصدر الرئيسي للغذاء في اليمن ونركز على هذه السلعة إلى جانب مواد وسلع غذائية أخرى شملها ارتفاع أسعارها لأسباب مناخية أثرت في إنتاجها كما تأثرت أسعارها قبل ذلك بالتدهور المالي العالمي الذي انعكس على الأوضاع الاقتصادية في كثير من الدول ومنها اليمن. مشكلة استيراد الغذاء ^^.. ماهو حجم الفجوة بين ما ننتج ونستورد من القمح؟ لدينا عجز العرض فنحن في اليمن نستورد %96 من احتياجات السوق وننتج فقط %4 وهذه فجوة كبيرة بل إنه وضع خطر على أمن واستقرار اليمن وأصل المشكلة أننا نستورد القمح من السوق العالمية بل ونستورد مواد غذائية كثيرة بما في ذلك الثوم والحلبة و... الخ. ^^.. هل تعتبر أن قضية الأمن الغذائي تشكل تحدياً للدولة فقط؟ إنها قضية وطنية وهي قضية مجتمع وتهم كل فرد ولابد من إعادة النظر في كثير من الأمور في حياتنا في الاستهلاك على مستوى الفرد والأفراد وحفظ وتخزين المواد الغذائية والعلاقة مع البيئة والسلوك إزاءها. ^^..ممكن تذكر لنا بعض هذه الأمور؟ أهمها استيعاب ضرورة ترشيد الاستهلاك أما الترشيد فقد يقول البعض بل هناك من يقول إن الترشيد لا يصلح إلا في مجتمع ثري والدخل فيه عال والحقيقة أن ترشيد الاستهلاك عندنا في اليمن من أهم الأولويات للأفراد والأسر الفقيرة وللمجتمع لأن الاستيراد لسلعة القمح كمصدر رئيسي للغذاء يعيق التنمية فعلى مستوى سلوك الفرد والأسرة توجد كثير من السلوكيات الخاطئة المرتبطة بالغذاء وكذلك المطاعم وفي المناسبات كالولائم والأعراس حيث تذهب فوائض الموائد إلى القمامة بسبب القرارات غير الرشيدة وسوء التقدير. ^^.. ترى هل المشكلة متصلة بذوي القدرة الشرائية الجيدة أم هي مشكلة أكبر؟ هي مشكلة الجميع ولابد من التأكيد على التمسك بقيم الدين الإسلامي الحنيف؛ لأن خير الأمور أوسطها والمبذرون في القرآن هم إخوان الشياطين، وواجبنا أن نحترم تعاليم ديننا وقيمنا فيما يتعلق بالغذاء وأن ندرك أن اليمن مواردها شحيحة في الحاضر ،لاسيما مياه الشرب والري وبالتالي موارده الغذائية شحيحة والترشيد في الاستهلاك ضروري لمجابهة مشاكلنا وبالذات المياه إذاً لا زراعة بلا وفرة مياه وكذلك لا صناعة بدون المياه. ولابد من التوسع في بناء السدود والحواجز المائية لمعالجة مشكلة شحة مصادر المياه وتغذية المياه الجوفية بالتوازي مع ترشيد الاستخدام والحد من استنزاف المخزون لكن المياه ليست وحدها المشكلة بل هناك اعتداءات على الأراضي الزراعية في ضواحي المدن والبناء عليها بعد أن كانت تنتج وتمدنا بمعظم الاحتياجات، فكيف لا تكون المشكلة أكبر!؟ وكيف لا تدفع إلى الترشيد!؟ كما أن المشكلة ليست بسبب فئة معينة.. الاعتداء على الأراضي الزراعية – استنزاف المياه الجوفية وهدرها في كل مكان – الإسراف في الكهرباء، كل ذلك يحتاج إلى إعادة نظر فهو هدر لمواردنا.. ونحن هنا نثمن دور وسائل الإعلام فيما تقوم به إزاء بعض هذه المشاكل وندعو للمزيد في الأجل القصير والبعيد؛ لأن متطلبات الأمن الغذائي مهمة ليست سهلة. ^^.. كيف تنظر إلى دور القطاع الخاص فيما يتصل بالأمن الغذائي؟ بالنظر إلى الندوة الخاصة بالأمن الغذائي فقط كان دعم شركة الحباري دليل اهتمام بالغ بالمسألة وهي تمثل القطاع الخاص. والآن هناك فائض كبير في الطلب على الغذاء وخاصة القمح كما أسلفنا وعجز في الإنتاج بمعنى اتساع للفجوة مما يشكل تحديات توجب تفاعل كل القطاعات لتقوم بما يتعين عليها لمواجهة مشكلة الأمن الغذائي في البلد. ^^..ماذا لدى جمعية ترشيد الاستهلاك بعد ندوة الأمن الغذائي وما أهم إنجازاتكم السابقة؟ سنقدم الكثير كما أن الجمعية ركزت في نشاطها عام 2007م على قضية الخبز المركب، ولكن المعتمد الآن في المخابز هو الرغيف والروتي المكون من مادة القمح فقط والتي كانت قبل عقود من الكماليات في اليمن وكان مكانها الخبز المخلوط من أنواع من الحبوب ذات الإنتاج المحلي ونؤكد أهمية الخبز المركب وسنظل نؤكده.