الحديث الأول: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:” أتاكم أهل اليمن أرق أفئدة وألين قلوباً، الإيمان يمان والحكمة يمانية، ورأس الكفر قبل المشرق، والفخر والخيلاء في أهل الإبل والسكينة والوقار في أهل الغنم” متفق عليه. الحديث الثاني: قال صلى الله عليه وسلم: “أتاكم أهل اليمن أضعف قلوباً وأرق أفئدة، الفقه يمان والحكمة يمانية” متفق عليه. الحديث الثالث: قال صلى الله عليه وسلم :” الإيمان هاهنا وأشار بيده إلى اليمن، والجفاء وغلظ القلوب في الفدادين عند أصول أذناب الإبل من حيث يطلع قرنا الشيطان ربيعة ومضر” رواه أبو مسعود رضي الله عنه قال البغوي: هذا ثناء على أهل اليمن لإسراعهم إلى الإيمان وحسن قبولهم إياه، وقيل قوله:” الإيمان يمان” أراد به أنه مكي لأنه بدأ من مكة وأضافه إلى اليمن لأن مكة من أرض تهامة وتهامة من أرض اليمن فتكون مكة على هذا يمانية، وقيل أن النبي صلى الله عليه وسلم قال هذا الكلام وهو يومئذ بتبوك ناحية الشام ومكةوالمدينة بينه وبين اليمن، فأشار ناحية اليمن وهو يريد مكةوالمدينة يريد الإيمان من هذه الناحية كما يقال سهيل اليماني لأنه يبدو من جهة اليمن وقيل هم الأنصار لأنهم نصروا الإيمان وهم يمانية فنسب الإيمان إليهم. ملاحظة: قوله: وقيل أن النبي صلى الله عليه سلم قال هذا الكلام وهو يومئذ بتبوك لأنه يبدو من جهة اليمن، يبدو أن هذا القول ليس بجيد: أولاً كما بينت روايات أخرى أن سبب هذا الحديث هو مجيء مجموعة من أهل اليمن في الوفود صلى الله عليه وسلم في تبوك. ثانياً: جاء في الحديث الذي أخرجه ابن حبان في صحيحه عن ابن عباس رضي الله عنهما قال بينما النبي صلى الله عليه وسلم بالمدينة إذ قال:”الله أكبر جاء نصر الله وجاء الفتح وجاء اليمن ..” فأنت ترى أن هذا كان في المدينةالمنورة. ثالثاً: لماذا تأتي مجموعة من أهل اليمن سواءً كانوا وفوداً أم غيره إلى تبوك تلك المسافة البعيدة جداً؟ هلا انتظروه في المدينة وهو الأمر المعقول والتصرف الواقعي الذي ينتظر من أمثالهم أن يفعلوه. رابعاً: ولو افترضنا أن هؤلاء كانوا في جيش العسرة فإذن ما الداعي لأن يقول:” أتاكم” وهي تفيد أنهم قدموا عليه. وقال الحافظ ابن حجر العسقلاني رحمه الله تعالى في قوله صلى الله عليه وسلم “الإيمان هاهنا وأشار بيده إلى اليمن” أي إلى جهة اليمن وهذا يدل على أنه أراد أهل البلد لا من ينسب إلى اليمن ولو كان من غير أهلها. وقال العلامة الحسن بن عبدالرحمن الأهدل: والصحيح عند المحققين كابن الصلاح وغيره حمل فضائل أهل اليمن على ظاهر الحديث، وتدخل مكةوالمدينة في بعض إطلاقات اسم اليمن. وعنوان مسلم في صحيحه كان هكذا “باب تفاضل أهل الإيمان فيه ورجحان أهل اليمن فيه” أذكره للفائدة.