الحاج أحمد محمد المحمدي 50 عاماً يقبع خلف قضبان السجن لشهور عديدة, على خلفية إعسار بمبلغ 80 ألف ريال ثمن اعتدائه على الزرع. المحمدي الذي يعول 14 ولداً حكم سنة حبس وله أكثر من عشرة أشهر ولم يستطع سداد الغرامة التي عليه.. واللافت للنظر أن المبلغ ليس بالكبير ولكنه قد يقضي أيضاً شهوراً طويلة في السجن رغم ما يترتب عليه من ضياع لأسر السجناء المعسرين. المواطن عبده علي بن علي المفرجح 50 عاماً كان يعمل في دكان بالشراكة مع شخص، وبعد فترة من الزمن ونتيجة لعدم معرفته بالحسابات وهو لا يقرأ ولا يكتب اتضح أن لديه عجزاً فأظهر التقرير المحاسبي أن عليه مديونية ب 2.2 مليون ريال بالإضافة إلى مبلغ 50 ألف ريال أغرام، وهو الآن محبوس من خمسة أشهر لتنفيذ الحكم وسداد الدين. المفرجح يعول سبعة أولاد ولا يوجد له أي مصدر دخل غير دكان الشراكة التي انفضت وهو الآن معسر ولا يملك شيئاً ليفك دينه. أما أكرم أحمد علي عبده مرشد 42 عاماً من سكان دبع مسجون منذ خمس سنوات على خلفية أغرام تقدر ب100 ألف ريال وهو محبوس لسداد الأغرام ولم يستطع دفعها ولا يعلم إلا الله وحده متى سيخرج من السجن.. مبالغ زهيدة تقيد حرية الإنسان لأشهر وقد تكون لسنوات.. لم يكن المواطن ماجد عبدالله سعيد من ساكني التعزية بأحسن حال من رفيقه، فهو الآخر مسجون منذ ثلاث سنوات وقد انتهت مدة حبسه وعليه دفع دية خطأ وتقدر بميلون وستمائة ألف ريال. ماجد ذو ال24 ربيعاً يقول: لا يعلم من أين يأتي بالمبلغ الذي عليه..؟! نحن في شهر الرحمة ونطلبها من الله فينبغي أن نتراحم نحن المخلوقين فيما بيننا في الأرض لتنزل علينا رحمة السماء, والسجناء المعسرون ينتظرون من أهل الخير مد يد العون لهم والالتفات لهم.. فمن السجناء من أمضى سنوات عمره في السجن على خلفية دين لا يقدر على سداده.