في خضم صخب الحياة الشاقة، وكثرة المعاملات مع خلق الله، يصدر خطأ من أقوالهم، وتسجل الهفوة على أفعالهم، حينذاك تنصع سجاياك بالعفو والصفح عمن أساء إليك، وتذكر أن هناك من ألقي في الجب وحيداً، وفي الغربة فريداً، وفي عمره صغيراً، ومع هذه المكايد عفا عمن فعل معه العظائم،وقال لهم “لاتثريب عليكم اليوم يغفر الله لكم وهو أرحم الراحمين”. التفكير في الانتقام ممن أساء إليك، والتمني بزوال النعم التي أنعم الله بها عليه،وتذكر أن من أساء إليك لن يضرك، وإنما يضر نفسه كالنار تأكل بعضها إن لم تجد ما تأكله. أهل الطاعة هم أهل العزة، وبقدر طاعتك تعتز، قال تعالى:”ولله العزة ولرسوله وللمؤمنين”. فأنت العزيز في مجتمعك، فاخفض جناحك لمن ابتلي بمعصية بدعوته بحكمة ولين وروية، وعدم احتقار له، مع كثرة الدعاء له بالهداية، فبحسن الخلق مع الدعوة تكسب القلوب. أهل المعاصي الذلة محيطة بهم ولو تظاهروا بالعزة قال تعالى:”إن الذين اتخذوا العجل سينالهم غضب من ربهم وذلة في الحياة الدنيا وكذلك نجزي المفترين”. وأهل المعاصي دائر عليهم لباس الذلة كل بحسب عصيانه يقول عليه الصلاة والسلام:”وجعل الذل والصغار على من خالف أمري” رواه أحمد. اعمل أي عمل صالح تعمله ولو قلَّ في عينيك فقد يكون سبب دخولك الجنة. * خيط أسود: استصغار أي معصية في عين المرء تؤدي به إلى الهلكة وتكون سبباً في الدخول إلى النار. اسلك طريق الكرم والمروءة، وحسن الخلق والبشاشة، وخدمة الآخرين، والصدق في الحديث، والوفاء بالوعد، وحسن المعاملة. سلوكك في طرق الشح والغيبة والنميمة وسوء التعامل مع الخلق والخيانة والكذب وغير ذلك من السلبيات.