بين محمد سعيد الحاج (13 عاما)، وأفضل طه (9 أعوام)، يشترك بشار قائد ذو العشرة أعوام بداء السكر. والد محمد سعيد يعمل بالأجر اليومي في محافظة حضرموت، ولا يستطيع توفير الدواء اللازم لداء طفله.. وموطن عمله البعيد عن محل إقامة عائلته لا يمكّنه من الوقوف ساعات –وربما أيام- للحصول على وعود مؤجلة من مكتب الصحة.. الطفل محمد يقر بتدهور صحته ووهن بصره بسبب الفاقة، وعدم القدرة على توفير ما يكفي من المال لشراء الدواء.. تدهورت صحته إلى حد ديمومة الشعور بالضجر والضعف نتيجة مضاعفات داء “السكر” الذي يتطلب عشرة آلاف شهرياً لكبح مضاعفاته.. ووهن بصره إلى درجة لم يعد يجدي معها احتلال مقعد في الصف الأول لرؤية ما يكتب على السبورة. وإذا كان محمد سعيد واهن النظر، فأفضل طه ضعيف السمع، ورغم سعي والده لعلاجه منذ ما يقارب الأربعة أعوام، إلا أن أفضل يتساوى مع محمد سعيد في التوقف عن تعاطي الدواء للأسباب ذاتها، رغم شعوره بتحسن كبير وملحوظ عند أبيه أثناء تعاطيه للدواء. أفضل طه ليس بأفضل من محمد سعيد في الفصل الدراسي، فهو يتمنى لو يتمكن من سماع الدرس بدقة، وجلوسه على مقعد بالصف الأول لفصله لا يحقق أمانيه أيضاً. أما بشار، والذي لا يزال يتعاطى حقن “الإنسولين” لتحسين أداء البنكرياس والحد من مضاعفة داء السكر، فهو الآخر معتمد على رحمة “مكتب الصحة” بتعز، ويتوقف عن تعاطي الدواء كلما امتنعوا عن صرف الحقن له.