شباب القطن يجدد فوزه على الاتفاق بالحوطة في البطولة التنشيطية الثانية للكرة الطائرة لأندية حضرموت    الأكاديميون في مرمى الارهاب الحوثي... موجة جديدة من الاستهداف الممنهج للنخب العلمية    مساء اليوم.. المنتخب الوطني الأول يواجه بوتان في التصفيات الآسيوية    كرواتيا تؤكد التأهل بالفوز السابع.. والتشيك تقسو على جبل طارق    اليوم.. أوروبا تكشف عن آخر المتأهلين إلى المونديال    اتفاق "تاريخي" بين زيلينسكي وماكرون لشراء 100 طائرة رافال    صفقة إف 35 للسعودية .. التذكير بصفقة "أواكس معصوبة العينين"    عاجل.. مقاوم يمني ضد الحوثي يعيش على بُعد 600 كيلومتر يتعرض لانفجار عبوة في تريم    العراق يواجه الإمارات بالأرض والجمهور    صحيفة دولية: التوتر في حضرموت ينعكس خلافا داخل مجلس القيادة الرئاسي اليمني    5 متهمين في واقعة القتل وإطلاق النار على منزل الحجاجي بصنعاء    حجز قضية سفاح الفليحي للنطق في الحكم    مركز أبحاث الدم يحذر من كارثة    وصاية دولية على غزة تخدم أهداف الاحتلال..أبرز بنود الاتفاق    ضبط قارب تهريب محمّل بكميات كبيرة من المخدرات قبالة سواحل لحج    نجاة قائد مقاومة الجوف من محاولة اغتيال في حضرموت    بلومبيرغ: تأخر مد كابلات الإنترنت عبر البحر الأحمر نتيجة التهديدات الأمنية والتوترات السياسية (ترجمة خاصة)    37وفاة و203 إصابات بحوادث سير خلال الأسبوعين الماضيين    رئيس مجلس القيادة يعود الى العاصمة المؤقتة عدن    الهجرة الدولية: استمرار النزوح الداخلي في اليمن وأكثر من 50 أسرة نزحت خلال أسبوع من 4 محافظات    قراءة تحليلية لنص "عدول عن الانتحار" ل"أحمد سيف حاشد"    المقالح: بعض المؤمنين في صنعاء لم يستوعبوا بعد تغيّر السياسة الإيرانية تجاه محيطها العربي    بيان توضيحي صادر عن المحامي رالف شربل الوكيل القانوني للجمعية اليمنية للإعلام الرياضي بشأن التسريب غير القانوني لمستندات محكمة التحكيم الرياضية (كاس)    إضراب شامل لتجار الملابس في صنعاء    وزارة الشؤون الاجتماعية تدشّن الخطة الوطنية لحماية الطفل 2026–2029    جبايات حوثية جديدة تشعل موجة غلاء واسعة في مناطق سيطرة مليشيا الحوثي    الحكومة تشيد بيقظة الأجهزة الأمنية في مأرب وتؤكد أنها خط الدفاع الوطني الأول    نقابة الصرافين الجنوبيين تطالب البنك الدولي بالتدخل لإصلاح البنك المركزي بعدن    منتخب مصر الثاني يتعادل ودياً مع الجزائر    الأحزاب المناهضة للعدوان تُدين قرار مجلس الأمن بتمديد العقوبات على اليمن    دفعتان من الدعم السعودي تدخلان حسابات المركزي بعدن    مقتل حارس ملعب الكبسي في إب    إحصائية: الدفتيريا تنتشر في اليمن والوفيات تصل إلى 30 حالة    محور تعز يتمرد على الدستور ورئيس الوزراء يصدر اوامره بالتحقيق؟!    الجزائية تستكمل محاكمة شبكة التجسس وتعلن موعد النطق بالحكم    القائم بأعمال رئيس الوزراء يتفقد عدداً من المشاريع في أمانة العاصمة    انخفاض نسبة الدين الخارجي لروسيا إلى مستوى قياسي    تدهور صحة رئيس جمعية الأقصى في سجون المليشيا ومطالبات بسرعة إنقاذه    تكريم الفائزين بجائزة فلسطين للكتاب في دورتها ال14 بلندن    ماذا بعد بيان اللواء فرج البحسني؟    المرشحين لجائزة أفضل لاعب إفريقي لعام 2025    وادي زبيد: الشريان الحيوي ومنارة الأوقاف (4)    دائرة التوجيه المعنوي تكرم أسر شهدائها وتنظم زيارات لأضرحة الشهداء    نوهت بالإنجازات النوعية للأجهزة الأمنية... رئاسة مجلس الشورى تناقش المواضيع ذات الصلة بنشاط اللجان الدائمة    الماجستير للباحث النعماني من كلية التجارة بجامعة المستقبل    مدير المركز الوطني لنقل الدم وأبحاثه ل " 26 سبتمبر " : التداعيات التي فرضها العدوان أثرت بشكل مباشر على خدمات المركز    الدكتور بشير بادة ل " 26 سبتمبر ": الاستخدام الخاطئ للمضاد الحيوي يُضعف المناعة ويسبب مقاومة بكتيرية    قراءة تحليلية لنص "محاولة انتحار" ل"أحمد سيف حاشد"    التأمل.. قراءة اللامرئي واقتراب من المعنى    مدير فرع هيئة المواصفات وضبط الجودة في محافظة ذمار ل 26 سبتمبر : نخوض معركة حقيقية ضد السلع المهربة والبضائع المقلدة والمغشوشة    قطرات ندية في جوهرية مدارس الكوثر القرآنية    نجوم الإرهاب في زمن الإعلام الرمادي    الأمير الذي يقود بصمت... ويقاتل بعظمة    تسجيل 22 وفاة و380 إصابة بالدفتيريا منذ بداية العام 2025    وزارة الأوقاف تعلن عن تفعيل المنصة الالكترونية لخدمة الحجاج    المقالح: من يحكم باسم الله لا يولي الشعب أي اعتبار    الإمام الشيخ محمد الغزالي: "الإسلام دين نظيف في أمه وسخة"    قيمة الجواسيس والعملاء وعقوبتهم في قوانين الأرض والسماء    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



داء السكر.. وخواطر العلاج والغذاء
نشر في الجمهورية يوم 10 - 04 - 2007


- الدكتور/ عبدالواسع ل (الجمهورية ):
تغي انماط الحياة والغذاء والعوامل الوراثية من مسببات أمراض السكر
- يجب الالتزام بالعلاج وتصحيح الممارسات الغذائية وتجنب القلق والتوتر النفسي ومراقبة مستوى سكر الدم
لا تقتصر الإصابة بداء السكر على فئة بعينها ، فهو يصيب الرجال والنساء ، كباراً وهم الأغلبية أم صغاراً ، فضلاًعن التباين والاختلاف في أنواعه ودرجاته بين المصابين..
فهناك من يمكنه السيطرة على مرضه فقط عبر تنظيم الوجبات والانضباط الغذائي ، وآخرون يلزمهم إلى جانب ذلك تناول دواء عن طريق الفم لتنظيم السكر لديهم ، وقسم آخر لا تتم السيطرة على نسبة السكر عنده إلا من خلال الحمية وحقن الأنسولين.
وفي اللقاء التالي الذي أفردناه لهذا الموضوع على اتساعه والذي جمعنا بالدكتور/ عبدالواسع المجاهد استشاري أمراض الباطنية (استاذ مساعد بكلية الطب جامعة صنعاء) بيان حقيقة مرض السكر وأنواعه وأعراضه ومضاعفاته وقواعد وشروط الغذاء والعلاج ، وما يتعين إزاء الحوامل عمله لصحتهن وصحة أحمالهن ، وكذلك الأمر ذاته بالنسبة للأطفال .. حيث جاء فيه :
حقيقة المرض
يتوجس البعض خيفة من الإصابة بالسكر لشيوعها في زماننا هذا .. فما حقيقة مرض السكر ؟ وما أسبابه ؟.
السكر مرض مزمن يستخدم لوصف مجموعة من المظاهر المرضية الناتجة عن قصور في إفراز عمل هرمون الأنسولين (الهرمون المنظم لاستقلاب السكر في الجسم مؤدياً لاضراب في استقلاب السكر بالجسم من ناحية الإنتاج أو الاستعمال أو الخزن.
كثيراً ما تكون أسبابه غير معروفة من جهة .. ومن جهة أخرى توجد عوامل متعددة من شأنها بالتوافق مع الاستعداد الوراثي للإنسان ، التسبب في إحداث المرض، معظمها مرتبط إلى حد كبير بأنماط السلوك الشخصي وتغير أنماط الحياة، تشمل هذه العوامل.
- البدانة (السمنة) وإفراط الشخص في تناول المأكولات ، لاسيما الغنية منها بالمواد الدهنية .. إذ من الممكن للبدانة إحداث مقاومة لتأثير الأنسولين.
- قلة النشاط الحركي وخمول الجسم وما يقود إليه من بدانة وخزن زائد للدهون والسكريات.
- القلق النفسي والتوتر والاجهاد الشديد المرافق لبعض الحالات المرضية ، كاحتشاء عضلة القلب وأمراض الكلى والحروق الشديدة.
- بعض أمراض الغدد أو استعمالات بعض الهرمونات وما قد يلحق جرائها من اضطراب استقلاب السكريات أو عمل الأنسولين.
- إصابات البنكرياس المؤثرة سلباً على الخلايا التي تفرز الأنسولين وبالتالي نقص أو انعدام افراز الأنسولين (كالالتهابات الرضوض الأورام).
- التأثيرات المتلفة والمخُربة لخلايا الكبد (العضو الذي يتم فيه عادة خزن واستقلاب السكريات بالأخص الناتجة عن تعاطي الكحول.
تصنيف الإصابة
طبياً يصنف داء السكر إلى نوعين ، فهل لي بذكرهما وبيان الاختلاف فيما بينهما ؟
يوجد نوعان رئيسيان لمرض السكر :
النوع الأول : (المعتمد على الأنسولين) :
هذا النوع يظهر عادة في سن مبكر (الطفولة الشباب) ، أعراضه غالباً ما تظهر بشكل فجائي ، وتتميز بعدم وجود افراز للأنسولين من البنكرياس على الإطلاق ، وبذا فإن هذا النوع يتطلب حقن المريض (بالأنسولين) واتباعه لنمط مناسب في التغذية.
هذه من الضرورات ولا يمكن الحياد عنها في هذا النوع ، لكثرة حدوث حالات فرط سكر الدم والسبات لنقص أو زيادة سكر الدم وما قد يتركه من أثر على نمو الطفل.
لا سيما فيما يتعلق بكمية جرعة الأنسولين الموصوفة من الطبيب المختص ونوع الأنسولين الموصوف ومواعيد إعطاء الجرعة ، اتباع برنامج غذائي متوازن ومناسب يفي باحتياجات المرضى ولا يسبب لهم الضرر.
النوع الثاني : (المعتمد على الحمية أو الحبوب)
يشيع حدوثه بعد سن الأربعين من العمر ، والبدناء هنا يشكلون الأكثرية .
ولا يعتمد علاجه على حقن (الأنسولين) ، حيث يوجد إفراز ذاتي للأنسولين بالجسم وإن كان قليلاً .
ويشمل هذا النوع مرضى السكر المعتمدين على الحمية فقط شريطة مراعاة الالتزام بقواعد الحمية اللازمة لهم.
كما يشمل أيضاً المعتادين على تناول حبة أو حبتين من حبات الدواء المنظم لإفراز الأنسولين.
اذ قد يحتاج المريض في مرحلة معينة إلى استخدام الحبوب الخافضة للسكر لتعمل على تنشيط البنكرياس لإفراز مزيد من (الأنسولين).
وغالباً ما تتظاهر الأعراض المرضية فيه بشكل متدرج ، وفي أحيان كثيرة يتم اكتشافه لدى خضوع المريض بالسكر للفحوص المخبرية دون علم مسبق منه بالمرض.
وباتباع نظام غذائي مناسب وممارسة الرياضة والمراقبة الذاتية والمتابعة المنتظمة في المرافق الصحية يتمكن مرضى هذا النوع في الغالب من تحقيق سيطرة على أعراض المرض.
بالتالي إذا كان مريض السكر ممن يشمله هذا التصنيف عليه التقيد بوصايا طبيبه في المحافظة على كمية ونوعية الغذاء الذي يصفه له وتجنب كل ما من شأنه أن يؤدي إلى هبوط أو ارتفاع مستوى السكر في الدم.
علماً بأن هناك نوعاً معيناً من خافضات السكر المعتمدين على الحبوب ، وما عليهم إلا مراجعة الطبيب المختص لوصفها ولتحديد معيار الاستخدام المناسب.
الهبوط والارتفاع
كيف تبدو أعراض ارتفاع مستوى السكر بالدم ؟ وكذلك علامات انخفاضه ؟
أغلب المظاهر المرضية لدى مرضى داء السكر شيوعاًِ تلك التي تنتج عن ارتفاع مستوى السكر بالدم ، مثل :
- العطش الشديد ، كثرة إدرار البول ،ألم وتنمل بالأطراف ، تعب شديد وفق الفم ، تكرر حصول الالتهابات الجرثومية ، خاصة الجلدية والتناسلية ، تأخر التئام الجروح.
من خلال هذه الأعراض يمكن للمريض على محمل الشك والتيقن بعد ذلك من خلال فحص سكر الدم ، أن يعرف أنه مصاب بالسكر ، لكن الأعراض قد لا تبدو واضحة عند البعض وربما لا يشكون من أعراض ، ولا يكتشف أمر الإصابة إلا من خلال فحوص طبية يجريها المريض لأسباب أخرى.
ومن الضروري التزام المريض بالسكر بمسألة فحص مستوى السكر بالدم بالشكل الذي يحدده الطبيب للحفاظ على توازنه ضمن المستوى الطبيعي من (70-120) لكل مائة سم مكعب.
فيما تشمل أعراض هبوط السكر (الجوع الشديد رعشة اليدين والجسم رجفة القلب صداع تعرق وهن وضعف) ، وعندها يجب إعطاء المريض نصف ملعقة سكر مذابة في كوب ماء أو أي مادة محلاه بالسكر ومن ثم عرضه على الطبيب دون إبطاء.
عواقب الإهمال
ماذا يترتب على إهمال علاج مرض السكر وعدم الالتزام بقواعد الحمية الغذائية ؟
معرفة المريض للعلاج أو إخلاله بالنظام الغذائي الذي قرر له تضعف سيطرته على مستوى سكر الدم وبذا قد يكون عُرضة لمضاعفات خطيرة يكون حدوثها بشكل بطيء ومزمن.
المضاعفات الحادة
في حال أن تعرض المريض بالسكر لمضاعفات حادة خطيرة يجب التدخل حيالها على وجه السرعة ، وعلى مريض السكر أو من يتولى شؤون رعايته الإلمام بعلامات هذه المضاعفات ومظاهرها ، فالنقص الشديد والحاد لسكر الدم مثلاً أكثر ما يلاحظ لدى مستخدمي الأنسولين للعلاج ، إما نتيجة الحصول على جرعة زائدة من الأنسولين أو أخذ الجرعة دون تناول طعام ، أو نتيجة ممارسة مجهود بدني شاق يستنزف طاقة الجسم .. وهنا يتعين على المريض سرعة تناول شيء من السكر .
لذلك ينصح مريض السكر ، لاسيما المعتمد على (الأنسولين) بحمل بعض السكريات معه دائماً تلافياً لحالة هبوط السكر السالف ذكرها.
الجانب الآخر من المضاعفات الحادة هي حالة الارتفاع الشديد لسكر الدم (حالة السبات أو العيبوبة السكرية) ، وتنتج عن نقص جرعة الأنسولين وتناول سكريات أو أطعمة محظورة بكمية كبيرة.
المضاعفات المزمنة
حصولها يأتي مع مرور الزمن واهمال المريض لضبط سكر دمه ، حيث يمكن ان تلحق أضراراً خطيرة بالكثير من أعضاء الجسم ، فهي تؤثر على شبكية العين ، والنتيجة فقدان المريض للبصر ومن أهم أسباب الذبحة القلبية والجلطة القلبية، الفشل الكلوي ، ومعها المرضى معرضون بنسبة كبيرة لأمراض الدورة الدموية والالتهابات المزمنة.
وقد تطال اضرارها الخطيرة الجهاز العصبي والأوعية الدموية وخاصة بالأطراف السفلية (القدمين) ما قد يعرضهما للبتر.
السكر والحمل
السكر لدى الحوامل مشكلة ، فما مدى الأضرار التي يلحقه هذا المرض على صحتهن وصحة أحمالهن ؟ وما الذي يتعين عليهن فعله لتلافي المضاعفات ؟
قيام مرضى السكر الحوامل بمتابعة أحمالهن بانتظام في المرافق الصحية ومواظبتهن على استخدام العلاج الموصوف لهن من قبل المختص بشكل صحيح ، يحد من مشاكل وخطورة هذا المرض على صحتهن وصحة ما يحملنه من أجنة.
فإذا خرج مستوى السكر عن نطاق السيطرة ولم ينضبط ، سبب للحامل وجنينها ، بل وللمولود ايضاً مشاكل ومضاعفات في غاية السوء ، كصعوبة الولادة لكبر حجم الجنين الاستقاء الأمنيوسي (زيادة حجم السائل الأمنيوسي).
وأهم المضاعفات التي تطال الجنين تكمن في وفاة الجنين التشوهات وكبر حجم الجنين.
وللمواليد أيضاً نصيب من المضاعفات ، كنقص سكر الدم داء العسرة التنفسية.
بالتالي لابد للحامل المريضة بالسكر وقاية لحملها من أي مكروه ولولادة آمنة وانجاب طفل طبيعي ، لابد لها من ضبط مستوى سكر الدم لديها ، واتباع العلاج الموصوف (الأنسولين) المحدد لها بكل دقة ، والمواظبة على فحص مستوى السكر بالدم طيلة فترة الحمل ، والالتزام بمواعيد جدول الزيارات لعيادة الطبيب أو الطبيبة لمتابعة حالتها ووضع حملها.
سكر الأطفال
ضوابط غذائية وعلاجية صارمة لا سبيل للأطفال المرضى بالسكر إلا اتباعها .. لماذا كل هذه التعقيدات ؟ وما حجم الخطورة لدى اخلالهم بتعليمات وضوابط الغذاء والعلاج؟
مشكلة داء السكر عند الأطفال تكمن في مرورهم بمرحلة عمرية تتطلب تقديم تغذية متوازنة غنية بكافة العناصر الغذائية حتى تفي باحتياجات نموهم المتسارع .. فغالباً ما يكون ظهور السكر لدى الأطفال بشكل فجائي ، وتكثر فيهم لدى إهمالهم العلاج حالات الغيبوبة السكرية (السبات السكري). لذلك يلزم العناية بهم ورعايتهم رعاية ملائمة عبر توفير التغذية المناسبة لنموهم ، وكذا تأمين حصولهم على وحدات محددة من (الأنسولين) توصف لهم ويحصلون عليها بعناية ، لعدم وجود إفراز ذاتي لديهم (للأنسولين).
ولا ننكر الصعوبات الكبيرة التي يواجهها الأب والأم في تكييف وتعويد طفلهم المصاب بالسكر على وضع يختلف عن وضع باقي الأطفال .. فالطفل قد يرفض العلاج لضيقه من استمرار أخذه حقن (الأنسولين) ، لا يمتلك السيطرة على ما يتناوله من أطعمة ومشروبات ، خاصة إذا كانت حلوة المذاق أو من الحلويات التي يشغف بها الأطفال ككل ولا يتوانون في تناولها بكثرة ونهم دون ضوابط .. هذا جانب.
الجانب الآخر أخذ الطفل حقنة (الأنسولين) دون تناول الكمية والنوعية المناسبة من الغذاء يعرضه لنقص السكر في الدم وما يترتب على هذه الحالة من مخاطر على نمو دماغه.
كما أن إفراطه في اللعب وما فيه من مشقة قد تستنفد ببذلها مخزون الطاقة للجسم إلى جانب استخدامه (الأنسولين) ، مما يؤدي إلى هبوط سكر الدم لديه ، علاوة على الأثر النفسي الذي يتركه المرض على الطفل ، وإذ به ينظر إلى أقرانه يحيون حياة طبيعية دون قيود.
لكن مسؤولية حماية الطفل من الأضرار الخطيرة ، كالتي ذكرناها توجب على الأب والأم عدم التهاون بهذه المسؤولية حفاظاً على أجسام أطفالهم بصورة طبيعية عبر الالتزام بنظام الغذاء والعلاج المقرر له من الطبيب المعالج وتفهم الوضع الاستثنائي الذي مر به والعمل على المحافظة على توازنه النفسي وبين ضبط السكر لديه.
والعلاج المقرر له من الطبيب المعالج وتفهم الوضع الاستثنائي مر به والعمل على المحافظة على توازنه النفسي وبين ضبط السكر لديه.
أعود لأؤكد على أن تفهم الأسرة والطفل المصاب بالسكر للمشكلة خير معين لنجاح رعاية الطفل المريض والحفاظ على استقرار مستوى السكر في دمه عند الحد الطبيعي.
نظام الحمية
ما المسموح به وغير المسموح لمرضى السكر من صنوف الأغذية والمشروبات ؟ وما النصائح التي توجهها لهم على مستوى العلاج والممارسات والسلوكيات؟
قائمة الأغذية المسموح بها لمرضى السكر يجب تحديدها من قبل الطبيب المختص أو اختصاصي التغذية ، يراعى فيها مقدار ما يجب على مريض السكر تناوله من أغذية الطاقة بالاستناد إلى عوامل عدة، منها العمر الوزن الحالة الصحية العامة للمريض النشاط البدني.
هناك اشكال متعددة للحمية الغذائية تناسب كل حالة ، ويمكن لمريض السكر اتباعها ، ليس من تلقاء نفسه لمجرد قراءتها في مجلة أو في كتاب وإنما باستشارة طبيب.
وبشكل عام هناك سكريات ذات تركيز عال سريعة الامتصاص ، كالسكر والعنب والمربيات وغيرها وصنوف الأطعمة والحلويات التي يضاف إليها السكر ، على مريض السكر تجنبها.
وأدعى أن ننوه بالطريقة المثلى لتناولهم الطعام . فالاندفاع والتهافت عليه ، يعمل على رفع السكر في الدم كثيراً وله مردود سيء جداً على الصحة.
وعند الشعور بأعراض انخفاض السكر في الدم ، وجب على مريض السكر عدم الانتظار حتى ولو ظل خمس دقائق على هذا الحال الإسراع إلى تناول سكر مذاب في كوب ماء بمقدار نصف ملعقة ، أو أي مادة محلاة بالسكر.
ويلزم على مرضى السكر كما ذكرت سلفاً اتباع نظام غذائي معين يكون فيه للطبيب القرار في تحديد الكم الملائم والمناسب من السكريات والكربوهيدرات بالقدر الذي لا تزيد معه نسبة السكر في الدم وبما يحد من انخفاضه في الجسم.
ولا يسمح لمريض السكر الصائم بتناول التمر ، إلا إذا كانت تمرة واحدة فقط للفطور أثناء الصيام ، وله ما شاء تناوله من أصناف الخضروات دون تحفظ باستثناء البطاط يتم تناولها بقدر محدد .. بينما الحبوب ، مثل (الرز الأسمر البر الأحمر الشعير الدخن الغرب) فيجب ان تكون بقشورها.
ويراعى في الفواكه أن تكون بمقدار محدد يقره الطبيب بحسب مستوى السكر لدى المريض ، أما اللحوم ، فإما أن تكون مسلوقة أو مشوية على النار ، ويفضل منها الأسماك بالدرجة الأولى ما عدا الجمبري ، ويختار من لحم الدجاج صدرها.
ولابد أن تكون لحوم الأبقار والأغنام من الأنواع صغيرة السن ومن أجزاء الأطراف فقط (الأرجل) .. أما المقليات فهي بجميع أنواعها ممنوعة.
كما أن العسل يندرج تحت قائمة الطعام المحظور على مريض السكر تناوله ،أيضاً الدهون الحيوانية ممنوعة ، وتعد الزيوت النباتية بديلاً مناسباً عنها ، مثل زيت الزيتون ، زيت السمسم وزيت الذرة.
إلى ذلك يجب على مرضى السكر الابتعاد عن الكسل والخمول وممارسة قدر مناسب من الرياضة حسب العمر والحالة الصحية العامة ، كالمشي والسباحة والجري الخفيف وغيرها ، لما فيها من فائدة في احراق السكر الزائد بالجسم وتحسين مستواه بالدم مقللة من مخاطر حصول مضاعفات ولما من شأنه العمل على تحسين نفسية المريض.
ويتوجب عليهم أيضاً تناول العلاج بالجرعات المحددة الموصوفة من قبل الطبيب المعالج المختص ، فليس في المسألة رأي أو إحساس شخصي كذلك مراجعة الطبيب لزاما عند كل عارض أو إذا ما واجهتهم مشكلة ما و والابتعاد عن الممارسات والسلوكيات غير الصحية الضارة بمرضى السكر ، كالتدخين ، شرب الكحول ، بالإضافة الى الابتعاد عن القلق والتوتر النفسي والتأقلم والتعايش مع المرض والاقبال على الحياة بتفاؤل وكل ثقة.
النظافة الشخصية كذلك مطلوبة .. مرضى السكر مطالبون ، بل وملزمون بأن يهتموا بها ، فمواضع في أجسامهم يمكن أن تتعرض للالتهابات المتكررة ، كمناطق الثنايات بالجلد والقدمين والفم والاسنان والجهاز التناسلي .. كما يجب عليهم بذل المزيد من العناية عند حصول الالتهابات.
وانطلاقاً من حتمية وضرورة الاستمرار في ضبط ضغط الدم يتعين للحد من ارتفاعه على مرضى السكر المواظبة على زيارة المرفق الصحي لقياس ضغط الدم ، وعليهم أيضاً إجراء تحاليل دورية لفحص مستوى سكر الدم والتأكد من سلامة الاعضاء التي تتأثر أكثر بداء السكر ، كالقلب والكلى والعيون.
وأخيراً وليس آخراً .. المراقبة الذاتية لمستوى السكر واستخدام اجهزة قياس سكر الدم البسيطة المنتشرة إن أمكن بما يتيح قياس السكر بصورة منتظمة ، ومن ثم العمل بما يعزز بقاءه عند المستوى الطبيعي في الدم.
وفيما يلي قائمة بالأغذية المسموح بها لمرضى السكر عموماً ، وما هو محضور غير مسموح به من أنواع الأغذية الأخرى.
الأغذية المسموح بها
الخضروات الخضراء (ملوخية ، سبانخ ، سلطة ، جرجير ، خيار ، فجل ) الفاصوليا الخضراء ، الطماطم ، الفول الأخضر ، الباذنجان ، الجبنة الطازجة ، الزبدة الطازجة، البهارات ، لحم العجل ، السمك ، لحم الطيور ، (الصدور) ، المرق من غير دهن ، مرق الدجاج ، غير الدسم ، الزيت النباتي.
الأغذية المسموح بها بكميات قليلة
الحليب ، اللبن ، الخبز العادي، الخضروات الجافة ، البازلاء ، بعض الفواكه (التفاح ، البرتقال، البطيخ، الخوخ) ، الجزر ، الرز ، البطاط، المكرونة ، الخبز الأحمر ، خبز الشعير.
الأغذية المحظورة (الممنوعة)
السكر العادي أينما وجد ، العسل ، المرطبات ، الحلويات (الشوكلاتا ، الأيسكريم) المشروبات الغازية المحلاة باستثناء (البيبسي دايت) عصير الفواكه ، المعجنات التجارية الجاهزة، مثل (البسكويت والكيك) ، الموز ، التين ، الطازج ، العنب ، المانجو ، الفواكه المجففة (البلح ، الفول السوداني ، الفستق، اللوز ، الجوز) ، دهن القشطة ، الجبنة المحلاة ، المخ ، الكبدة ، اللحوم الدسمة بجميع أنواعها ، المرق الدسم ، سمن الحيوانات ، السمن البلدي.
المركز الوطني للتثقيف والإعلام الصحي والسكاني بوزارة الصحة العامة والسكان


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.