محمد الفقيه لماذا تتجدد أزمات اليمن وتتعاظم مع كل الاجيال؟ لأن غياب الدولة أو تغييبها المتعمد هو أصل المشكلة لقد أدركت مراكز القوى بكل مرجعياتها القبلية والمذهبية والمناطقية والفئوية منذ وقت مبكر أن قيام الدولة القوية والعادلة سيخلق شعورًا متناميًا لدى منتسبيها بالانتماء والولاء للوطن الكبير مقابل ضعف الولاء والانتماء لها فعملت جاهدة على إفراغ الدولة الوليدة من مضمونها وجعلتها مجرد واجهة شكلية يتحاصصون فيها المناصب والمواقع الوظيفية العليا والوسطى لا على أساس الكفاءة والاستحقاق بل على اساس الولاء والانتماء الضيق لها.. وهكذا تحولت الدولة إلى أداة لخدمة مصالحها لا لحماية مصالح المجتمع وحفظ امنه وحماية حقوقه بل اوجدت ثقافة الفوضى وعدم الانقياد للنظام والقانون واصبح فيها القوي ياكل الضعيف وفقد المواطن ثقته في دولة غابت فيها العدالة وانتهكت فيها الحقوق فتقوقع الجميع خلف تلك العصبيات البديلة طلبًا للحماية رافضين أي صوت يدعو لبناء دولة النظام والقانون لقد تبدد شعور الانتماء للوطن الكبير وارتفع منسوب الولاء لتلك الكيانات الصغيرة حتى صار منتسبيها يرون فيها "وطنًا بديلًا".لوطنهم الكبير اليمن. لذلك سيبقى مشروعنا الوطني الأبدي هو بناء الدولة الوطنيةالقوية والعادلة دولة يمثل فيها جميع أبنائها دون استثناء أو تمييز دولة لا تُمليها عصبية قبلية او مناطقية او فأوية او مذهبية بل تقوم على سيادة النظام والقانون والمواطنة المتساوية والانتماء الخالص للوطن..