هناك العديد من العوامل التي تجعل نمط الحياة في رمضان ينقلب رأساً على عقب في بلادنا، حيث يتحول النهار إلى ليل مخصص للنوم والليل إلى نهار تستنفد أوقاته في قضاء ساعاته في مضغ القات والقيل والقال وكثرة السؤال لدى السواد الأعظم من اليمنيين، وهو أمر أثر سلباً على مستوى الأداء والانضباط الإداري في معظم الوحدات الإدارية بشكل عام لدرجة أقرب ماتكون للخمول ماعدا بعض الجهات الحكومية التي تنشط في رمضان نتيجة لطبيعة عملها وبالذات الإيرادية منها مثل مكاتب الواجبات وإدارة المرور.. وفي هذه الزاوية نحاول قدر الإمكان الاقتراب من جوهر المشكلة وسبر أغوارها من وجهة نظر القائمين على الوحدات الإدارية أو بعض منهم وكذا المواطنين وهل بالإمكان إيجاد معالجات ولو على المدى البعيد لنفخ الدماء والحيوية إلى عروق الهيكل الإداري في شهر رمضان من كل عام خاصة وان بعض البلدان تستغل هذا الشهر لزيادة ساعات العمل بدلاً من تقليصها باعتبار ان الموظفين لا ينشغلون بتناول وجبة الفطور أو الغذاء..أما نحن فنلجأ إلى تأخير ساعات الدوام أملاً في إيجاد التوازن المطلوب في شهر الرحمة والمغفرة وامتصاص أكبر قدر من ساعات السهر الطويلة ولكن يبدو أن الجدوى من هذا الإجراء يظل ضعيفاً بكل المقاييس. بداية وعن هذه القضية التقينا الأخ أحمد عتيق السنباني مدير عام الخدمة المدنية والتأمينات بمحافظة ذمار الذي تحدث قائلاً: إجراءات صارمة ضد المتهاونين - أولاً يجب أن تعلموا أن نسبة الانضباط مع بدايات شهر رمضان المبارك 2010م مشجعة حيث بلغت في اليوم الأول 79 % واليوم الثاني 79 % واليوم الثالث 83 % أي أن هناك تحسناً في هذا الجانب. أما ما يتعلق بمستوى الإنجاز والأداء الإداري فهذا شيء منوط بتكاتف الجهات ذات العلاقة فمثلاً يجب أن نتعاون مع المجالس المحلية للنزول الميداني بشكل دوري إلى المكاتب والوحدات الإدارية المختلفة التي تنضوي تحت قانون ولوائح الخدمة المدنية لتقييم الأداء وفق آلية معينة لا نعترف فيها بالمحاباة أو الانتقاء ومن ثم تعزيز مواطن النجاح والوقوف على مواطن الخلل ومحاولة معالجتها وبمعنى أوضح على الجميع التسليم بضرورة تطبيق مبدأ الثواب والعقاب عندها نستطيع انتشال الواقع الإداري في الشهر الكريم من الخمول أو البطء الذي نلاحظه في الدوائر الحكومية. نكثف وجودنا في رمضان - وعن هذا الموضوع الذي قد يمثل هماً وقلقاً لكثير من المراجعين والمترددين على المكاتب الوزارية المختلفة يقول العقيد / خالد محمد أنعم مدير مرور محافظة ذمار. قد يكون هناك تسيب إداري هنا أو هناك تزامناً مع شهر رمضان لكن في إدارات المرور كماهو معروف ويفرضه واقع الحال لابد لنا من تكثيف وجودنا في مختلف الجولات والشوارع لأن حركة السير المرورية ملقاة على عواتقنا ولو حدث أي تقصير لا سمح الله فإنه يظهر بشكل تلقائي ولا يحتمل المواربة أو التضليل وأنتم على اطلاع بذلك.. فلو أن رجلاً من شرطة المرور أهمل عمله في الجولة المكلف بها إذ ذهب إلى قضاء بعض شؤونه فإن الارتباك وتوقف الحركة المرورية تكون هي المشهد الطاغي الذي لايمكن احتماله أو التهاون حياله. ولايخفى عليكم أن وجود رجل المرور يزداد توسعاً في أوقات الذروة في هذا الشهر الفضيل والتي تبدأ من الساعة الثالثة والنصف عصراً إلى السادسة والنصف وقت أذان المغرب نضطر معها إلى توزيع الإفطار على الجولات. وهناك مرحلة ذروة ثانية تبدأ من الساعة الثامنة وحتى العاشرة ليلاً. وأريد أن أنوه هنا إلى أن ال 7 الأيام الأولى من شهر رمضان خلت والحمد لله من الحوادث المرورية بعكس السنوات الماضية التي كانت تشهد بداياته الأولى حوادث مرورية مروعة يذهب ضحيتها العشرات مابين وفيات وإصابات بليغة ومتوسطة وكان أغلبها “أي الحوادث” تحدث بسبب السرعة الزائدة التي كانت تترافق مع قرب موعد الإفطار عادة ويكون السائق من صغار السن ومن المراهقين الذين لايحسبون العواقب. وثاني الأسباب وأهمها قلة النوم الذي يطال الكثير من السائقين وأبرزهم سائقو الأجرة الذين يشتغلون في الخطوط الرئيسية الطويلة بين المحافظات والمديريات لكن يبدو أن الحملات الإعلامية والتثقيفية التي تقوم بها الإدارة العامة للمرور للتوعية بالإرشادات المرورية قد بدأت تؤتي ثمارها وهذا يشعرنا بالطمأنينة والسعادة الغامرة. الانضباط أما الأخ محمد صالح الحوشبي نائب مدير عام مكتب المالية بالمحافظة: فيؤكد أن هناك الكثير من المكاتب التنفيذية تشهد إنجازاً ملحوظاً في أدائها الإداري على كافة الصعد إلا في جوانب معينة أغلبها مالي،لكن بالإمكان القضاء على هذه الظاهرة أو الحد منها على الأقل عن طريق مثلاً المكافآت أو ما يسمى الإكرامية فبدلاً من اعتمادها لكل من هب ودب من الموظفين عاملين وغير عاملين ويكبد الدولة مبالغ كبيرة يجب أن تخصص مثل هذه الإكرامية للمنضبطين والنشطين في أداء واجباتهم عندها لن يتهاون أحد في القيام بواجبه على أكمل وجه والكثير سيحرص على ضبط ساعة نومه واستيقاظه في الأوقات المناسبة. شهر للإجازة محمد عبدالله الدرواني مدير إدارة العلاقات بالبنك المركزي التجاري فرع ذمار يقول: من وجهة نظري شهر رمضان للراحة والعبادة وقراءة القرآن ولايتسع لأكثر من ذلك ويجب أن تعي الحكومة هذا الأمر وناس كثيرة تشكي من عدم تواجد الموظفين والموارد في مقار أعمالهم وهكذا كل يوم وإذا تم الحضور فيكون لمدة ساعة ثم يرحلون إذاً ما الفائدة يجب أن يشعر الموظف بالمسئولية والذي لايستطيع أن يقدم شيئاً في شهر رمضان فعليه أن يقدم بمنحه إجازته السنوية كما يفعل البعض ويتم تكليف من لديه الاستعداد للقيام بالعمل مدة الشهر ومن ثم يصرف له مكافأة.. وللعلم أن توقيف المدارس عن العمل في شهر الصوم إجراء في محله لأن التحصيل العلمي كان يسجل رقماً متدنياً ولايستفيد الطالب من عطاء المدرس الذي يعتريه الكسل والإهمال بدوره في هذه الأيام.