العشر الآواخر من شهر رمضان المبارك خاصة مع قرب إجازة عيد الفطر المبارك موسم تنقل المواطنين بين المحافظات لقضاء إجازة العيد.. البعض يسافر الى أهله وأحبابه والبعض الآخر يفضل قضاء إجازة العيد في محافظة غير المحافظة التي اعتادها طوال العام - سياحة داخلية - وبهذا تزداد حركة سير المركبات (السيارات) في الخطوط الطويلة التي تصل المحافظات ببعضها وتتزايد الحوادث المرورية والتي يذهب ضحيتها مواطنون وأناس كان العيد بانتظارهم.. وبالرغم من أن السرعة والإهمال والخلل الفني وعكس الخط والتجاوز والخطأ هي أسباب الكثير من الحوادث إلا أن ثمة من يرى أن (الصيام) له تأثير على السائق ويعد أحد أسباب الحوادث التي تقع أواخر الشهر المبارك عن هذا الموضوع «الجمهورية» استطلعت بعض الآراء وخرجت بالحصيلة التالية: الصائم يفقد سيطرته شهد الثلث الأول من شهر رمضان (312) حادثاً مرورياً في مختلف محافظات الجمهورية وأسفرت عن وفاة (70) شخصاً وإصابة (400) شخص بإصابات مختلفة بعضها إصابات بالغة.. هذا بداية الشهر وحركة التنقل بين المحافظات قليل جداً فكيف سيكون الحال هذه الأيام؟ من المؤكد أن الرقم سيتضاعف أضعافاً مضاعفة. عبدالجبار السعدي - سائق بيجوت - قال: صحيح أن أسباب حوادث السيارات كثيرة جداً ولكن تزايد أعداد الحوادث مع قرب عيد الفطر المبارك يعود إلى الصيام فالسائق الصائم يفقد سيطرته ويكون عرضة للحوادث أكثر منه غيره. الصيام وأسباب أخرى ويوافقه الرأي قائد العزعزي - وهو الآخر سائق بيجوت - ويضيف: الطرقات أعتقد أنها أهم سبب من أسباب الحوادث فالحفر المتواجدة نتيجة تآكل طبقة الأسفل أحياناً يقع فيها السائق دون أن يشعر وتؤدي به إلى الهلاك وأحياناً نتوقف فجأة أمام حفرة جديدة فنتعرض لصدمة سيارة أخرى من الخلف وهكذا تتزايد حوادث السيارات خاصة في العشر الآواخر من هذا الشهر حيث تزدحم الخطوط الطويلة بمختلف أنواع المركبات (السيارات) ويحدث ما لايحمد عقباه كما أن الكثير من السائقين نتيجة للصوم يكون متهوراً في قيادة السيارة أو أنه يشعر بضعف في الجسم أثناء القيادة وبالتالي يتعرض مثل هؤلاء للحوادث. موسم السرعة المواطن محمد صالح اعتاد سنوياً في مثل هذا الوقت من الأيام الأخيرة من شهر رمضان المبارك السفر من العاصمة صنعاء إلى محافظة تعز لقضاء إجازة العيد بين أهله وأبنائه يقول محمد: غالباً أسافر على متن سيارة (بيجوت) ولا أصل إلا بعد عناء طويل من شدة الخوف من الحوادث المرورية خاصة في هذه الأيام. وأعتقد أن السرعة هي أحد الأسباب الرئيسية في هكذا حادث، فالسائق يحاول أن يصل بالركاب بأسرع وقت ممكن لكي يعود وينقل آخرين فالمعروف هذا موسمهم (الفرزات) وبقية العام لايعملون مثل هذه الأيام. إجازة بالفطر ويواصل صالح: قد يعتقد البعض أن الصيام له تأثير على السائق حيث يجعله يفقد سيطرته على نفسه ويحصل ما يحصل ولكنني أرى في هذه مشكلة طالما وأن الله سبحانه وتعالى أجاز للعبد المسافر الفطر، فمن حق السائق أن يفطر إذا رأى أنه لن يستطيع تحمل عناء السفر.. كما أنني أشك في صيام سائقي الفرزات طوال الشهر - مسافرون - وبالرغم من هذا تتزايد الحوادث المرورية في هذا الشهر فكما قلت سابقاً السرعة هي أهم سبب في حوادث السير. أكثر نشاطاً وحيوية في النهار قاسم المقطري - موظف - قال: إن كان هناك ضعف عند السائق - حقيقة - خلال شهر رمضان فليس مرد ذلك إلى الصيام، بل إن مرد ذلك في واقع الأمر يعود إلى العادات والممارسات الخاطئة التي يمارسها كثير من الناس خلال هذا الشهر - وبحسب رأي المقطري فإن المشكلة ليست في الصيام وإنما في سلوك بعض الناس واعتقد أنهم الأغلبية في مجتمعنا اليمني ومنهم سائقو الفرزات، فالسائق - كبقية الناس - يتعاطى القات والسجائر ويسهر إلى الفجر في ليالي رمضان.. وهذا بالطبع يشعره بالإحباط وعدم القدرة على قيادة السيارة في نهار رمضان، وبالتأكيد ستكون هناك حوادث كثيرة خاصة مع إزدحام الخطوط الطويلة خلال هذه الفترة، ولكن إذا أعطى السائق نفسه قسطاً من الراحة (النوم) حتى لبضع ساعات واستغنى عن المنشطات (القات) الخ في ليالي رمضان فهذا سيجعله أكثر نشاطاً وحيوية نهار ذلك اليوم. غير صحيح .. فضل العميسي - رجل مرور قال: في أحايين كثيرة نستغرب من أعذار الكثير من الناس خاصة في مجتمعنا اليمني وبالذات في هذا الشهر فالموظف يقول إنه لايستطيع العمل في رمضان والمواطن ينام طوال النهار لنفس السبب وهكذا حتى أصبحت المكاتب الحكومية في رمضان شبه مغلقة، والشوارع العامة فاضية منذ الصباح الباكر إلى العصرية، واليوم نسمع أن الصيام أحد أسباب الحوادث المرورية اعتقد أن هذا غير صحيح لأن للصيام فوائد كثيرة جداً لاتعد ولا تحصى ولو كان للصيام تأثير سلبي على الجسم لما فرضه سبحانه وتعالى.. وبهذا أجدها مناسبة لأعبر عن قلقي الشديد جراء الحوادث المرورية التي تحدث في هذه الفترة ولذا نحذر جميع السائقين من السرعة الجنونية ويجب عليهم اتخاذ الإجراءات اللازمة عند السفر (تفقد وصيانة المركبات.. الخ) والالتزام باشارات المرور المتواجدة في مختلف الطرقات الرئيسية والفرعية في شمال اليمن وجنوبه وغربه وشرقه ونتمنى للجميع الصحة والسلامة في سفرهم. الحركة والنشاط أثناء الصيام في الوقت الذي نجد فيه أن البعض يتعذرون بالصيام في كل شيء يتضح لنا منذ قديم الزمان أن الصحابة الكرام والمسلمين الأولون لم يفرقوا بين العمل في أيام الصيام أو الأيام الأخرى وخاضوا أكبر المعارك وسافروا مشياً على الأقدام وعلى الجمال وكانوا في سفرهم هذا يمضون أياماً طويلة في نهار رمضان وقد أثبتت بعض الدراسات العلمية أن الصيام ليس له أي تأثير سلبي على الأداء العضلي والمجهود البدني بل أن الحركة والنشاط أثناء الصيام عمل إيجابي وحيوي لأجهزة الجسم ويجعلها أكثر كفاءة في أداء وظائفها، بينما الكسل والنوم والخمول أثناء نهار الصيام والسهر ليلاً يعطل أو يعيق ذلك فيصاب الشخص بكثير من العلل.. وكل الآراء والمقولات والتوصيات التي أوصى بها كثير من الفقهاء والعلماء والأطباء وغيرهم أثبتت قول رسولنا الكريم صلى الله عليه وسلم (صوموا تصحوا) فالصيام زكاة للنفس، ورياضة للجسم وفي جوع الجسم صفاء القلب وإيقاد القريحة وإتقاد البصيرة وليس كما يراه البعض أن له تأثير سلبي على الجسم.. .. الخ