أبو بكر محمد بن يحيى بن زكريا الرازي عالم وطبيب مسلم (250ه/ 864م - 311ه/ 923م)، ولد في مدينة الري في خراسان ببلاد فارس. هو أحد أعظم أطباء الإنسانية على الإطلاق كما وصفته زجريد هونكه في كتابها "شمس العرب تسطع على الغرب". كتبه مراجع لأوروبا تمت ترجمة كتب الرازي إلى اللغة اللاتينية، ولاسيما في الطب والفيزياء والكيمياء، كما ترجم القسم الأخير منها إلى اللغات الأوروبية الحديثة. ودرست في الجامعات الأوروبية، لاسيما في هولندا حيث كانت كتب الرازي من المراجع الرئيسية في جامعات هولندا حتى القرن السابع عشر. كتاب الحاوي في الطب يعتبر من أكثر كتب الرازي أهمية وقد وصفه بموسوعة عظيمة في الطب تحتوي على ملخصات كثيرة من مؤلفين إغريق وهنود إضافة إلى ملاحظاته الدقيقة وتجاربه الخاصة وقد ترجم الحاوي كتبه من اللغه العربية إلى اللغة اللاتينية وطبع لأول مرة في بريشيا في شمال إيطاليا عام 1486 وقد أعيد طبعه مرارا في البندقية في القرن السادس عشر الميلادي وتتضح مهارة الرازي في هذا المؤلف الضخم ويكاد يجمع مؤرخو الرازي بأنه لم يتم الكتاب بنفسه ولكن تلاميذه هم الذين أكملوه. كتاب المرشد أو الفصول يقول الرازي في كتاب "المرشد أو الفصول": "ليس يكفي في أحكام صناعة الطب قراءة كتبها. بل يحتاج مع ذلك إلى مزاولة المرضى. إلا أن من قرأ الكتب ثم زاول المرضى يستفيد من قبل التجربة كثيرا. ومن زاول المرضى من غير أن يقرأ الكتب، يفوته ويذهب عنه دلائل كثيرة، ولا يشعر بها البتة. ولا يمكن أن يلحق بها في مقدار عمره، ولو كان أكثر الناس مزاولة للمرضى ما يلحقه قارىء الكتب مع ادنى مزاولة، فيكون كما ذكر الله عز وجل: {وكأيِّن من آية في السموات والأرض يمرون عليها وهم عنها معرضون} (سورة يوسف آية 105).