قال تعالى : “إلا تنفروا يعذبكم عذاباً أليماً ويستبدل قوماً غيركم ولا تضروه شيئاً والله على كل شيء قدير” سورة التوبة : 39. وقال سبحانه : “ها أنتم هؤلاء تدعون لتنفقوا في سبيل الله فمنكم من يبخل ومن يبخل فإنما يبخل عن نفسه والله الغني وأنتم الفقراء وإن تتولوا يستبدل قوماً غيركم ثم لا يكونوا أمثالكم” سورة محمد : 38. إن الإسلام بوصفه رسالة عالمية سامية، فإنه يتطلب مجتمعاً رسالياً ينهض بأعباء الرسالة ،ويحقق مهمة الاستخلاف في الأرض، وليس القيام بذلك أمراً سهلاً، ولكنه يتطلب مجتمعاً مؤمناً برسالة الإسلام، ومؤهلاً بصفات أهمها الخيرية والوسطية لتحقيق الشهود الحضاري كما قال تعالى : “وكذلك جعلناكم أمة وسطاً لتكونوا شهداء على الناس” سورة البقرة : 143. وقد يحصل أن تفسد أحوال المجتمع، وتختل قيمه وموازينه، وتعجز قواه الحية عن إحداث التغيير الاجتماعي المطلوب، الذي يبدأ من تغيير ما بالأنفس كما قال سبحانه : “إن الله لا يغير مابقوم حتى يغيروا ما بأنفسهم” سورة الرعد :18 وإذا وصل المجتمع إلى الحالة التي يستعصي فيها على التغيير الاجتماعي الإيجابي المطلوب، فإن ذلك يكون إيذاناً باستبداله بمجتمع آخر، يكون أقدر منه على حمل الرسالة، وأداء الأمانة ، والقيام بمهمة الاستخلاف في الأرض، وتحقيق الشهود الحضاري، وذلك هو مانعنيه بسنة الاستبدال، والتي يمكن تلخيصها بالقول : إن فساد المجتمع وانحرافه سبب لاستبداله بغيره. - الاستفادة من سنة الاستبدال في إصلاح المجتمع : إن سنة الاستبدال تجعل المجتمع الإسلامي وجهاً لوجه أمام مسئولياته الرسالية والحضارية، وكلما ازداد وعي المجتمع بهذه السنة ،فإن وعيه سيزداد بأهمية الإصلاح والتقويم والمراجعة المستمرة، وبذلك تترسخ القناعة بضرورة الإصلاح، وبأهمية دور المصلحين في حماية المجتمع من التقهقر والانكماش والاندثار الحضاري.