تتآمر علي رياح الشمال , و رياح الجنوب ,تتلاعب بأشواقي أرجوحة الصمت ,فأضيع ما بين السؤال والجواب … بحثا عن ما لا تفصح عنه الحروف …. عن وطن لم تطأه امرأة غيري , و لم يتنفس أحد هواءه من قبل … فأنانية غروري لن تسمح بأن ينحت تاريخي معك على جدران وطن استعمرته الاف النساء من قبلي . في طريقي … أتعثر في خيوط حبك المنسوجة حول قلبي , فيسقطني حنين الماضي في حضن الذاكرة , أمضي متجولة في ممراتها الضيقة, فأتذكر تلك الأشياء الجميلة التي عشتها بجانبك… وذاك الإعصار الذي حملني من هضاب الحب إلى جبال العشق … سالكة طريق القدر الصامت أحاول فك ألغاز قبلات الندى , التي أصادفها على زجاج النافذة , لعلني أجد فيها نسيم عطرك , أو حتى نبرة صوتك التي تتلاشى أمام صدى الصمت… عبثا أحاول … لم تحمل تلك القطرات العالقة سوى ضباب حل بيني وبين الزجاج الشفاف الذي كان يفصلني بالواقع . أترقب فجرا جديدا تزقزق فيه العصافير … و تسقط زخات المطر فوق أوتار الصمت مساء لتجعله يعزف لحنا باريسي النغمات … تجرفني عقارب الساعة معها نحو الصبح , و على غير عادتها تنسى العصافير أنشودتها اليومية, و تمتص الشمس قطرات المطر… فينهزم اللحن الباريسي أمام هذا الصمت تاركا له مساحات للتعبير . يبدو أني أنتظر منك شيئا لن يأتي … لذلك أقلب صمتك أفتش في حروفك, أبعثرها … أدخل في حرب مع العقل لألغي كوجيتو : أنا أفكر إذاً أنا موجود …. أفسر الجنون بالمنطق , أستسلم لحواسي التي لا تعترف بشيء غيرك …أقع تحت تخدير الذاكرة حتى صرت سجينتها , و بتواطؤ مني … أرى طيفك أمامي .. أتقاسم معك الهواء الذي يحيط بنا ويجمعها … أحس بحروفك تهمس في أذني و تدون على جسدي إسمك… كورقة بيضاء يختمها إمضاء التملك … أبحر في عينيك… أحط رحالي في ابتسامتك لأرتاح قليلا … ثم أسافر بعيدا عن الواقع متجهة نحو الحلم لعلني ألقاك هناك و أعيد كتابة قصتي معك.