غرّد بألحان شجية، وزع نظراته في الآفاق، انتقل إلى الغصن الآخر من الشجرة، يراقب العصافير والطيور وهي تجول حوله ومن أعلى منه ومن تحت الغصن الذي تتشبث به أطرافه، نظرات حيوانات الغابة تتجه إليه، لا تزال تتعجب منه , من ألحانه التي يوزعها على منعطفات الغابة، لم تشرق الشمس إلا على تغريده وحركات جناحيه الصغيرة التي جابت أرجاء الغابة منذ الصباح الباكر، وزع أغاريده وألحانه إلى كل صوب ومن على كل مرتفع، وعت الطيور والعصافير ما أصابه , تألمت لما حلّ به، استقر تغريده على أحد أغصان أعلى شجرة تطل على الغابة، صدح بقوة عمت الأرجاء، تجمعت جواره العصافير محاولة تخفيف بعض عنائه، لم تستطع إيقاف صدحاته القوية التي يظنها تكتسح الآفاق، لم تكف نظراته عن البحث في الفضاء الواسع، لم تخبره بما سيحصل، أقلقته باختفائها، تفقد الأفق الممتد أمامه، أطلق صوته الشجي بحزن، حاول الابتعاد، ارتخت عضلات جناحه الأيمن بعد أن لبست الغابة ثوب الحزن .