عندما كانت النجوم تؤنس وحشة القمر وهو متكئ على أكوام سحب معتمة منتظراً وصول خيوط الشمس لتناوبه كسر شبح العتمة المخيمة على الغابة المرتدية ثوب الربيع . الغابة مستسلمة لأشعة القمر الخافتة ، توقفت الحركة عدا المغارة المنحدرة عند قاعدة التل الذي يفصل الغابة عن رافد النهر، المغارة تفور مما يجري جوفها وتقذف بأفراد موكب العرس المكون من العريس وعروسه وأمامهم كوكبة من الأقارب ، أشعة القمر ترسم أمامهم الطريق حين كانت تواصل والدتها بنظراتها الملحة لتتجه صوب الثدي المخصص لرضاعتها ، أفراد الموكب يتوقفون عند جذوع الأشجار التي اعتادت الإنفاق من ثمرها ، المحصول وفير , عم السكون أرجاء الغابة ، تحاول اللحاق بوالدتها عندما تتذكر الثدي المخصص لها , يخطر في مخيلتها أسئلة عن معنى الزواج الذي يجري لها , كان البركان قد خمد في المغارة حين أشرفت طلائع الموكب على جذع الشجرة التي تخفي بين عروقها الرهيفة المغارة التي تحاول الانفجار, أشقاء العريس يفتشون عن أثداء والدتهم , وقع الموكب مرعبا وهو يقترب من ثغر المغارة ، خرج الأشقاء عندما انبعثت رائحة والدتهم ، اصطف الجميع , حول جذع الشجرة، اندفع الأشقاء نحو أثداء والدتهم ، لم يتمهل العريس , اندفع من جوار عروسه ليمتص نصيبه الذي تجمع في الثدي المخصص له , العروس من جانبها تفتش عن والدتها, وسط الزحام ... أشعة القمر تتسلل مفسحة المجال أمام خيوط الشمس حين باشرت العصافير بترديد ألحانها الشجية من أعالي الأشجار في حين تحول العرس إلى مأتم حين شاع خبر وفاة كبير الأرانب خوفا من الانفجار...