بدأت أمس بصنعاء ورشة العمل الإقليمية حول سبل تعزيز قيم السلم والتفاهم بين الثقافات من خلال المناهج والكتب المدرسية والمواد التربوية. تهدف الورشة التي تنظمها على مدى ثلاثة أيام بمشاركة خبراء من اليمن، الأردن، الإمارات، البحرين، سوريا، السعودية، سلطنة عمان، قطر، الكويت اللجنة الوطنية للتربية والثقافة والعلوم بالتعاون مع المنظمة الإسلامية للتربية والعلوم والثقافة «إيسيسكو» إلى تحديد القيم التي يمكن تضمينها في المناهج لتعزيز السلم والتفاهم بين الثقافات وتصنيفها بالإضافة إلى تقويم محتوى المناهج الحالية. وفي افتتاح الورشة أكد وزير التربية والتعليم الدكتور عبدالسلام الجوفي أهمية تعزيز لغة الحوار والتسامح والقبول بالآخر عبر المناهج والكتب المدرسية، مضيفاً «من أولوياتنا اليوم تنمية مثل هذه القيم على الرغم من وجودها في مناهجنا لكنها لم تبرز بالشكل الكافي». وأشار إلى أهمية القيام بمراجعة شاملة للمناهج والكتب المدرسية ومن ثم التركيز على تضمينها قيم السلم والتفاهم والقبول بالآخر ونبذ القيم المضادة لها التي تنتهي بالكراهية والتطرف بكل أشكاله. ولفت الوزير الجوفي إلى مسؤولية الأسرة والمدرسة والمجتمع في التنشئة الاجتماعية الجيدة للنشء بما يسهم في إيجاد جيل محب ومتسامح متسلح بالعلم والمعرفة والديمقراطية باعتبارها الحصن المنيع ضد الأفكار الضالة والدخيلة على المجتمع وقيمه الاسلامية السمحة. داعياً المشاركين إلى الخروج بتوصيات ورؤى علمية تسهم في تضمين المناهج والكتب المدرسية مثل تلك القيم وتبرزها لما من شأنه إيجاد جيل يؤمن بالآخر وبلغة الحوار بعيداً عن التعصب والتطرف. من جانبها استعرضت الأمين العام المساعد للجنة الوطنية للتربية والثقافة والعلوم الدكتورة حفيظة الشيخ أهداف ومحاور الورشة التي تهدف إلى وضع رؤى وتصورات تسهم في إبراز القيم الاسلامية في الحوار والتفاهم والسلم وكذا تعزيز إدماج قيم هذه المفاهيم في المناهج والكتب المدرسية والتعليمية. بدوره أكد الممثل الإقليمي للمنظمة الاسلامية «ايسيسكو» في الإمارات الدكتور عبدالعزيز الجبوري أهمية دور التعليم كعنصر أساس في إيجاد جيل متسلح بقيم المحبة والتسامح من خلال إبراز قيم ديننا الاسلامي الحنيف، مشيراً إلى اهتمام الايسيسكو بتطوير آليات العمل في هذا الجانب عبر التنسيق مع الدول الأعضاء عبر تضمينها لتلك القيم في المناهج والكتب المدرسية. هذا وتناقش الورشة أوراق عمل حول دور المناهج المدرسية في تعزيز قيم السلم والتفاهم والحوار بين الثقافات وأهمية تعزيز تلك القيم في تعضيد الأمن الاجتماعي وتحقيق التنمية ودور وسائل الإعلام ومنظمات المجتمع المدني في ترسيخ تلك القيم للخروج بخطة عمل مقترحة حول ذات الموضوع.