بدأ اهتمام روسيا بالاستعراب والإستشراق في القرن الثامن عشر بناء على مبادرة من القيصر بطرس الأكبر الذي أمر بنسخ بقايا الكتابات العربية المحفوظة في مدينة بولجار. هذه المدينة اعتنق سكانها الإسلام عام 922 .. ومن الواضح أن عملية نشر هذه الكتابات لعبت دوراً هاماً في تطوير الاستعراب الروسي في تلك الفترة. بحسب “روسيا اليوم”. أطلق بعد ذلك الكاتب المعروف أ. كانتيمير (1673 -1723) مبادرته في تأسيس أول مطبعة بالحرف العربي. وفي عام 1716 صدرت في روسيا أول ترجمة كاملة للقرآن الكريم باللغة الروسية. كما أنشئت بتوجيه من بطرس الأكبر أولى مدارس الترجمة للمستعربين. أما في النصف الثاني من القرن الثامن عشر فقد دخلت اللغة العربية في مناهج المدارس الثانوية في بعض المدن الروسية مثل أستراخان. غير أن بداية انطلاقة العهد الجديد في الاستعراب الروسي تعود إلى بداية القرن التاسع عشر، إذ تم إدخال تدريس اللغات الشرقية في الجامعات الروسية. وتأسس أولى أقسام اللغة العربية في خاركوف وقازان وفيما بعد في موسكو. كما يمكن اعتبار البداية الفعلية للاستعراب العلمي في روسيا في عام 1817م حيث تأسس “المتحف الآسيوي” في بطرسبورج على يد أحد أكبر المستشرقين في ذلك الحين خ.د. فرين (1782 -1851).