أنا جمرةٌ... أطفأني الله في ماء عينيك... وخلّفني دخاناً... ترتيب قررتُ أرتب امرأة أخرى... تخرج من جوف الليل... منهمكة الأحلام... مكسّرة الضوء... تحمل القمر الخافت بين الجنبات... جنيناً في اليوم الأول... من شهر الخفقة... من عام البوح... كان يضيء ركضتها الموزّعة بين رصيف وحنين... ويمد خيوط الفرح الواقف في العينين... وسأنسف حزن العينين... فيوماً رفرفتا من دهشة ودمعة... وأقفلتا بابيهما على قمر وليل... وعند طرقة الصباح... أزهر الحلم في الأصابع... وسأقطع الأصابع... تلك المنغمسة بثرثرة الجرح... وملح السنوات... عزفت لوثتي الأولى... خربشة مخبأة بين دوائر قلب... وسأفجر هذا القلب... حين أرفع خفقته تلويحاً يومياً... على امتداد مشنقة... وأعتاب ذاكرة... وما أصعب تهشيم ذاكرة! سأخرجه من غرفها الباكية اللحظات... وأمسح صفعات الحمى عن وجهي... وأدس وجعي في جنبات الريح... قررتُ أحيا... أسترد شهقتي الأخيرة... بيدين مسكونتين بحرقة الغياب... ومشهد الحنين... لا يدين مفتوحتين لترتيب امرأة الفوضى... فهما تقبضان رعشة الوداع...