من بوابة الملف الأمني.. إخوان اليمن يحاولون إعادة الصراع إلى شبوة    النعي المهيب..    الذهب يهبط إلى أدنى مستوى في 4 أسابيع    الشيخ الزنداني يروي قصة أول تنظيم إسلامي بعد ثورة 26سبتمبر وجهوده العجيبة، وكيف تم حظره بقرار روسي؟!    كيف تسبب الحوثي بتحويل عمال اليمن إلى فقراء؟    متهم بجريمة قتل يسلم نفسه للأجهزة الأمنية جنوبي اليمن    صحة غزة: ارتفاع حصيلة الشهداء إلى 34 ألفا و568 منذ 7 أكتوبر    رسالة تهديد حوثية صريحة للسعودية .. وتلويح بفشل المفاوضات    هربت من اليمن وفحصت في فرنسا.. بيع قطعة أثرية يمنية نادرة في الخارج وسط تجاهل حكومي    توحيد إدارة البنك المركزي في صنعاء وعدن.. خبير مصرفي يكشف عن حل مناسب لإنهاء الأزمة النقدية في اليمن    الذكرى 51 لجريمة قتل الدبلوماسيين الجنوبيين بتفجير طائرتهم في حضرموت    زيود الهضبة يعملون على التوطين في مأرب وسط ويحابون كوادرها المحلية    برفقة حفيد أسطورة الملاكمة "محمد علي كلاي".. "لورين ماك" يعتنق الإسلام ويؤدي مناسك العمرة ويطلق دوري الرابطة في السعودية    وزير الدفاع يؤكد رفع مستوى التنسيق والتعاون بين مختلف الوحدات والتشكيلات العسكرية لهزيمة الحوثيين    جماعة الحوثي تفاجأ سكان صنعاء بهذا القرار الغير مسبوق والصادم !    التعادل يحسم قمة البايرن ضد الريال فى دورى أبطال أوروبا    حزامٌ ذهبيٌّ يُثيرُ جنونَ لصٍّ: شرطةُ سيئون تُلقي القبضَ عليهِ بتهمةِ السرقةِ!    نجل الزنداني يوجه رسالة شكر لهؤلاء عقب أيام من وفاة والده    روما يسعى لتمديد إعارة لوكاكو    الحوثيون يتلقون ضربة موجعة بعد رسالة قوية من الحكومة اليمنية والقضاء    السفير السعودي يبحث مع بعثة الاتحاد الأوروبي "خارطة الطريق" ومستجدات الأزمة اليمنية    "لا تلبي تطلعات الشعب الجنوبي"...قيادي بالانتقالي يعلق على رفض مخرجات لقاء الأحزاب    شاهد...عمار العزكي يُبهر جمهوره بأغنية "العدني المليح"    انقلاب مفاجئ.. الانتقالي يوجه ضربة قوية للشرعية ويهدد بالحرب بعد يوم تاريخي في عدن.. ماذا يحدث؟    أول تحرك يقوم به أبو زرعة في عدن بعد وصول العليمي مأرب    كأس خادم الحرمين الشريفين ... الهلال المنقوص يتخطى الاتحاد في معركة نارية    دوري ابطال اوروبا: الريال يتجاوز جحيم الاليانز ارينا ويفرض التعادل امام البايرن    توجيهات واحصائية".. اكثر من 40 ألف إصابة بالسرطان في اليمن و7 محافظات الاكثر تضررا    وزير المالية يصدر عدة قرارات تعيين لمدراء الإدارات المالية والحسابات بالمؤسسة العامة لمطابع الكتاب المدرسي    الوزير الزعوري يهنئ العمال بعيدهم العالمي الأول من مايو    بالفيديو.. عالم آثار مصري: لم نعثر على أي دليل علمي يشير إلى تواجد الأنبياء موسى وإبراهيم ويوسف في مصر    برشلونة يستعيد التوازن ويتقدم للمركز الثاني بفوزه على فالنسيا برباعية    تراجع أسعار الذهب إلى 2320.54 دولار للأوقية    اختتام برنامج إعداد الخطة التشغيلية للقيادات الادارية في «كاك بنك»    بيان الرياض يدعو الى اتخاذ خطوات ملموسة لحل الدولتين وإيقاف فوري لإطلاق النار في غزة    تنفيذية انتقالي لحج تعقد اجتماعها الدوري الثاني لشهر ابريل    البكري يجتمع ب "اللجنة الوزارية" المكلفة بحل مشكلة أندية عدن واتحاد القدم    المخا ستفوج لاول مرة بينما صنعاء تعتبر الثالثة لمطاري جدة والمدينة المنورة    ماذا لو أصدرت المحكمة الجنائية الدولية أوامر اعتقال ضد قادة إسرائيل؟    يجب طردهم من ألمانيا إلى بلدانهم الإسلامية لإقامة دولة خلافتهم    السامعي: مجلس النواب خاطب رئيس المجلس السياسي الاعلى بشأن ايقاف وزير الصناعة    استشهاد وإصابة أكثر من 100 فلسطيني بمجازر جديدة للاحتلال وسط غزة    هذا ما يحدث بصنعاء وتتكتم جماعة الحوثي الكشف عنه !    بنوك هائل سعيد والكريمي والتجاري يرفضون الانتقال من صنعاء إلى عدن    لماذا نقرأ سورة الإخلاص والكافرون في الفجر؟.. أسرار عظيمة يغفل عنها كثيرون    النخب اليمنية و"أشرف"... (قصة حقيقية)    اعتراف رسمي وتعويضات قد تصل للملايين.. وفيات و اصابة بالجلطات و أمراض خطيرة بعد لقاح كورونا !    مدرب بايرن ميونيخ: جاهزون لبيلينغهام ليلة الثلاثاء    وزارة الأوقاف بالعاصمة عدن تُحذر من تفويج حجاج بدون تأشيرة رسمية وتُؤكّد على أهمية التصاريح(وثيقة)    عودة تفشي وباء الكوليرا في إب    حاصل على شريعة وقانون .. شاهد .. لحظة ضبط شاب متلبسا أثناء قيامه بهذا الأمر الصادم    القرءان املاء رباني لا عثماني... الفرق بين امرأة وامرأت    يونيسيف: وفاة طفل يمني كل 13 دقيقة بأمراض يمكن الوقاية منها باللقاحات    كيف يزيد رزقك ويطول عمرك وتختفي كل مشاكلك؟.. ب8 أعمال وآية قرآنية    - نورا الفرح مذيعة قناة اليمن اليوم بصنعاء التي ابكت ضيوفها    من كتب يلُبج.. قاعدة تعامل حكام صنعاء مع قادة الفكر الجنوبي ومثقفيه    الشاعر باحارثة يشارك في مهرجان الوطن العربي للإبداع الثقافي الدولي بسلطنة عمان    - أقرأ كيف يقارع حسين العماد بشعره الظلم والفساد ويحوله لوقود من الجمر والدموع،فاق العشرات من التقارير والتحقيقات الصحفية في كشفها    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



صالونات التجميل جمال صناعي.... والسعر خيالي !!
نشر في الجمهورية يوم 19 - 11 - 2010

العين زرقاء، الوجه أبيض، الشعر كحرير أسود.. في الماضي القريب كانت تلك المواصفات من الصعب إيجادها في أكثر من امرأة على مستوى العشيرة أو العائلة، ولكن الناظر اليوم بالعين المجردة سيجد أنها تتواجد لدى كثير من النساء !!والسؤال الذي يطرح نفسه ، هل ذلك جمال حقيقي أم جمال مصطنع ؟! وإذا كان لكل صناعة سعر، فهل صناعة الجمال الأنثوي تستحق صرف الأموال بإهدار؟ وهل يستمر أم أنه مجرد تقليد أعمى ؟! وماذا عن التجميل في الأعياد هل يتضاعف سعره؟!
كل ذلك وأكثر بحثنا عنه في التجمعات النسائية لنجد المتضررة والمهووسة، والضحية، والرابحة، فإلى التفاصيل..
المال والبنون زينة الحياة، ولكن يبدو أن هناك من النساء من جعلت المال والبنين حجة للإسراف في زينة الشكل!
بداية حديثنا .. كان مع عزيزة حسن –ربة منزل: أسعار الكوافيرات مشكلة بالنسبة للمرأة، ولكني أجدها بالنسبة لي مشكلة أهون من مشكلة أخرى!!وأعلم أنني أصبحت كالمدمنات فكل خميس أذهب إلى صالونات التجميل إما لتغيير شعري أو لونه، وكل ذلك حتى يراني زوجي كل يوم بشكل؛ ولأنني الحمد لله على قدر من الجمال، وذهابي لمجرد صرف الأموال لأن زوجي حالته المادية ميسورة، وبقاء المال في جيوب الرجال يجعلهم يبحثون عن الزوجة الثانية بحجة كثرة العيال لذلك يصرف على الكوافيرات أفضل..!
مخاطر صحية
«الشيء لو زاد على حده انقلب إلى ضده»، وهكذا هي الأمثال فلسفة لواقع نعيشه أو تجربة مضت وأصبحت كلمات لأخذ العبرة منها..
نوال أحمد ..ممرضة: أسعار التزيين في صالونات التجميل بالأعياد أصبحت مقلقة جداً، وأعتقد أنها أخذت مساحة كبرى في حيز الميزانية الأسرية، فأقل كوافيرة اليوم أو ربما مبتدئة تأخذ على التزيين عشرة آلاف ريال، والمشكلة أن الأسعار ليست ثابتة وأحيانا يستعملن مواد رخيصة جداً، والضحية هي بشرة المرأة، فكم من المرات استقبلنا حالات في العيادة والمستشفى سببها مواد تجميل رخيصة وكيماوية خطيرة، وكل هذا بسبب الجهل، ليس جهل التعليم وإنما جهل في معرفة الأشياء التي تستخدمها العاملات في تلك الصالونات، فليس كل من يغني فناناً !!وبرأيي هذه هي الخسارة الكبرى.
عندما تسمع أحد الأشخاص يتحدث عن بضاعة موجودة في محل أو يصف محلاً تجارياً ويجمّل الموجود لديه فإنك تعرف سريعاً أن ذلك الشخص متعامل مع التاجر لجلب الزبائن، ولكن ربما لم تعرف إحدى الكوافيرات أنها ستجلب مريضاً إلى دكتور العظام.
الكوافيرة شوهت زوجتي
محمد البعداني ..تاجر..عمره خمسون عاماً قال: تزوجت قبل حوالي 30 سنة، وطول عمري أرى زوجتي بأحمر الشفاه والكحل فقط، ويعلم الله أنني كنت أراها أجمل من الجمال كما يقال، ومرة أدخلت جليساتها فكرة أن تذهب إلى الكوافيرة (المزينة) وما تركتني بحالي إلا عندما أخذت 5000ريال، وأول ما رجعت البيت لأخذ بعض الأشياء فتحت زوجتي لي الباب، وبيتنا قديم، بابه على درج، ويمين بالله خفت لما شفتها مثل المجنونة لا بشعرها ولا بخرابيط وجهها فتزحلقت رجلي للوراء وسقطت إلى نصف الدرج وأسعفوني وجبست رجلي بالجبس، ويومها دفعت عشرة آلاف ريال تكاليف العلاج، والآن اسمع اسم (الكوفيرات) ويحصل لي رعب ..!!
وجهة نظر
«الاختلاف في الرأي لا يفسد للود قضية» ولكن العيب ألا نتقبل آراء الآخرين بصدر رحب، والشاطر من يستطيع أن يقنع الآخر بوجهة نظره بالنهاية.
حنان محمد، شابة: الموضوع لا يحتاج كل هذه المناقشات لأن المرأة في اليمن صعب أن تزور صالونات التجميل كل يوم، وأعتقد أنها لو دفعت ستة آلاف ريال او أكثر ليس مشكلة إذا أرادت أن تبدو في أبهى حلتها، والأهم أنها لا تتزين إلا في المناسبات فلا داعي لإثارة مثل هذه المواضيع التي تثير الجدل في الأسرة وتصب الزيت على النار.
إهدار للمال
رحاب القدسي، طالبة جامعية: بعض الفتيات أو ربما الأغلبية هن السبب في ارتفاع أسعار التزيين في صالونات التجميل؛ لأن الفتاة أصبحت بسبب أو بدون سبب تذهب للتزين وتدفع ما يطلب منها بدون احتجاج، مما يجعل بعض الكوافيرات يرفعن الأسعار من المباهاة أو المنافسة، وبصراحة أصبحت صالونات التجميل مشكلة تقلق الكثيرين فمبلغ 6000 ريال قد نراه قليلاً، ولكن إذا وجد في الأسرة الواحدة سبع فتيات ولديهن مناسبة فالمبلغ 42000 ألف ريال، أعتقد أنه مبلغ كبير كي يهدر لزينة ساعات فقط، والصحيح أن التزيين هو للعروسة فقط، فلماذا التبذير في ميزانية الأسرة وتكليف النفس فوق طاقتها، ((إن المبذرين إخوان الشياطين..)).
الأسعار ترتفع موسمياً
تنفق الواحدة منا مبالغ كبيرة للحجز عند محلات الكوافير أثناء التردد على المحل، إضافة إلى الاتصالات، ناهيك عما ستدفعه عند الانتهاء من جلسات الكوافيرة، هكذا بدأت الأخت سحر فاضل - موظفة بجامعة تعز - حديثها وواصلت: ((ويا ليت الواحد يدفع 6000 ريال أو تدفع العروسة 25000 ريال وتحصل على مكياج رائع أو على الأقل يدوم وقت الفرح كما هو!! ولكن العمل غير متقن وسريع، فلديها أعداد كثيرة يجب أن تخلصها في يوم واحد، وتتأخر العروسة، ولا تأتي الصالة إلا ونصف المعازيم قد خرجوا، وكذلك من كثرة الضغوط عليها تتكلم مع الزبائن بكبر وتضايق يعني خسارة ونقص كرامة وبهذلة، لذا أرى ضرورة وضع ضوابط لعملهن وللأسعار لأن أسعارهن ترتفع موسمياً وتقل أحياناً وترتفع مرة أخرى.
استغلال المواقف الحرجة
فاتن عز الدين- طالبة جامعية: ((بصراحة أسعارهن غالية ويستغلين المواقف الحرجة، وبالاخص في العيد وللأسف لأول مرة زرنا كوافيرة مشهورة بعملها واتفقنا معها كل واحدة بسعر بحسب الشغل المبذول ويوم العرس وفي الوقت الحرج تفاجأنا بأسعار مرتفعة فمثلاً التي اتفقت معها على 4000 ريال طلبت 8000 والتي اتفقت 5000 ريال طلبت 6500 ريال، ولما صرخنا عليها ودخلنا بنقاش وكنا خارجين أرجعتنا على اتفاقنا السابق ومجرد ما انتهت من شغلها أخذت ملابسنا وأشياءنا رهناً حتى نعطيها المبالغ التي طلبتها وللأسف لا ذمة ولا ضمير حتى إنهن أصبحن يتعاملن بالوساطة والإتقان لمن تدفع أكثر، وكأن الوساطة فيروس يغزو كل الأماكن.
ليت الزمن الجميل يرجع
أن يكون الإنسان لديه أحلام وأمنيات فتلك هي سر السعادة في الحياة، وأعظم أمنية عند أي شاب أن يتزوج ويكون لديه اسرة هو ربانها وأولاد يحملون اسمه ولكن عادل عبدالله يقول: أمنيتي أن يرجع الزمن إلى الوراء عشر سنوات أو عشرين سنة عندما كان المكياج ممنوعاً على الشابات، ولم يكن يتواجد أي صالون تجميل للنساء فلدي 7 أخوات وعرسي صادف أن يكون في العيد ولدي بنات أخي المتوفي 6 بنات وكل واحدة تريد مني 5000 ريال للتزيين وبالتالي المبلغ كاملاً 65000 ألف ريال ومع أنه لا يوجد سبب مقنع لتتزين كل واحدة منهن، ولكن لو ناقشتهن خاصمنني لأنني المسئول عنهن بعد وفاة أبي وأخي ومضطر لتوفير المبلغ مع أن زوجتي لو علمت أنني حاسبت أنا على تزيينهن ستكلفني أحاسب على أخواتها والآن دفعت مقابل زينة العروسة بغير المهر 100000ريال..ياليت أجد مارد الفانوس سأطلبه ينهي شوارعنا من صالونات تجميل النساء.
أما عبدالله العبسي - مدرس - يقول: المرأة بطبعها تحب أن تكون أفضل من قريناتها، ولكن للأسف أحيانا تعتقد أن جمال الشكل فقط هو الجمال الحقيقي، والموضوع يحتاج إلى توعية فبعض النساء يغلبن عواطفهن.
تقلبات لا جدوى منها
فكون أنها تصرف 6000 ريال لمجرد وضع ألوان صناعية ظناً منها أن ذلك جمال، فهذا هو الجنون بعينه، والخطأ ليس عليها بل على من يعطيها ذلك المال، وخصوصاً أن الفتيات الأصغر سناً أصبحن أكثر المرتادات لتلك الصالونات وحتى الأمهات هن من يأخذن فتياتهن لعمل مكياج في المناسبات وتناسين أن بشرة الطفلة لها خصوصيتها..وإذا كانت تصرف من راتبها فينبغي ان ينصحها ويردعها ولي الأمر؛ لأننا إلى الآن نحارب القات للحفاظ على مال الأسرة، فكيف نقبل بإضافة تقليعات أخرى تستنزف مال الأسرة.
قد يبدو كلامه صحيحاً؛ لأن المستحضرات التجميلية لها خطورتها ينبه أخصائي الجلد ضرورة تفادي وضع الفتيات قبل سن العشرين أية مستحضرات تجميل أو مواد كيميائية على البشرة، فبعض المواد تحتوي على المعادن التي تتفاعل مع الجلد وتنشأ عنها تصبغات أو تسبب إحمراراً وتحسساً، إضافة إلى أن المكياج يسد مسام البشرة، الأمر الذي يؤثر عليها ويمنعها من التخلص من المواد الضارة بها.
المتعلمة تنافس الأمية
هناك الكثير من الدراسات التي تشير إلى أن المرأة مستهلك مربح اقتصادياً لأي شخص ينوي الاستثمار أو الدخول في مشروع فعليه أن يفكر بمشروع يستقطب شرائح المرأة، ولكن أن يتحول الأمر إلى مشكلة فهذا ما يقلق..
آمال حسين - طالبة جامعية - قالت: المرأة الجميلة تذهب للكوافيرة والقبيحة تذهب أيضا والفقيرة تذهب والغنية تذهب وصارت عادة لا تستغني عنها النساء والمثير في الأمر، والمشكلة الحقيقية أن تجد أناساً، أعطاهم الله من االرزق الكثير فيبذرونها في في كماليات قد تجلب ضرراً وعندما أرى جيراني أتفاجأ لأن العلم نور والجهل ظلام، إلا أن هذه المقولة انقلبت في زمننا وأصبح المتعلم والجاهل على حد سواء في التفكير، فلي جارتان واحدة مدرسة والأخرى زوجة تاجر، ولكن الأخيرة مهووسة بزيارة صالونات التجميل للتزين لمناسبة أو لجلسة مقيل والأولى تنافسها في نفس الخط مع أنها متعلمة وأحياناً تضطر لاستلاف مبالغ، والتي كما أعرف وصلت ديونها في أحد الشهور 50000 ألف ريال كانت كفيلة لو جمعتها شهرياً أن تساعد زوجها العاطل عن العمل بمشروع بسيط ..!!
القرش الأبيض لليوم الأسود
ربما سمع الكثير أن من كابر الملك هلك!!! ولكنه لم يعد مثلاً بل حقيقة وعادة عند البعض...ومع أن القلم يقف خجلاً مما يسمع وكأن الناس يبحثون عن العلم لمجرد إنارة الجيوب بوظيفة تدر عليهم المال اليسير، وآخرون يبحثون عن العلم للمباهاة أمام الآخرين وليس الزمن هو من تغير وإنما ناس الزمن الحاضر جرحونا لنصبح متلقين للتقليعات الدخيلة.
إيمان محمد - طالبة جامعية - قالت: أرى أننا لا نحتاج لتصنع الجمال لعدة ساعات وبصورة مزيفة لأن الجمال الحقيقي هو جمال الروح، ولو عرفنا هذا الشيء سنكتفي بلمسات خفيفة تبرز الجمال الخارجي فأسعار الكوافيرات هذه تحتاج الى عقل يفكر 10 على10.. فالقرش الأبيض ينفع في اليوم الأسود، ويجب على النساء ان يأخذن موقفاً من تلك الأسعار، ولا داعي للتزين إلا للعروسة والأفضل أن تتعلم المرأة فن التزيين في منزلها.
أسعارنا ليس لها حد معين
الكثير من الاتهامات طالت مسئولات الصالونات لذا لابد من معرفة أسباب ارتفاع الأسعار، ولماذا وكيف؟ لذلك تحدثت إلينا أفراح قاسم - مسئولة كوافير - حيث قالت: أسعارنا ليس لها حد معين يحكمها، فهناك 2000ريال و3000ريال و6000ريال، والسبب في تذبذب الأسعار أن من يتحكم بأسعارنا هو المستحضر الذي نستخدمه، فالمستحضرات المعروفة عالمياً والتي أسعارها عالية تحكم علينا أن نرفع في سعر التزيين، إضافة الى ذلك هناك المجهود المبذول من الفتيات اللاتي يعملن لدينا، ولا ننسى ان الخبرة والدراسة في هذا المجال لها دور أيضاً في وضع أسعارنا فكل كوافيرة لها ميزتها الخاصة بها والعمل هذا اساسه الأمانة التي تحكمه، فمن لديها أمانة فهذا سيجعل كل شيء متقن، والمكياج الجيد له أساسيات، فمثلاً لو سيحضر زوار لمنزلك تحضري المنزل أولاً بالتنظيف ثم الترتيب وبعدها التزيين ..فهكذا هي البشرة يجب اولا تنظيفها ومن ثم عمل قناع مغذي (Base)ومن ثم foundention والتقشير والصبغ كل تلك الأشياء تعمل للعروسة او لغيرها حتى تظهر في أجمل حلتها.
إلى جانب ذلك نقف ساعات أمام العروسة، وأعتقد أن كل هذه الأشياء إذا حسبناها «صح» سنجد أن 25000 ألف ريال أو أكثر ليست كافية مقابل مجهودنا وتعبنا والتوقيت أيضاً يتحكم بالسعر فمن تريد مكياج سفر ومن تريد تخرج بسرعة و..و...الخ..ولا أنكر انني استخدمت المستحضرات الرخيصة للعروسة، ولكن كنت ازعل على عملي المبذول فيها لأنها تفقد روعتها بسرعة ولا ننسى اننا بشر، وأكيد الراحمون يرحمهم الله، وعن نفسي اعرف الشخص من نظرة واحدة، لذلك أساعد البعض بتخفيض السعر لهن على قدر مستواها المادي، وكذلك فنحن نعمل أشياء مجانية كهدايا لمن ترتاد المحل أكثر من مرة، وبالنسبة للأعداد فنحن نستقبل من 18وأحياناً أكثر بحسب الموسم، وخصوصاً في الأعياد وأحيانا بسبب الإحراج وحب خدمة الآخرين، ونصيحتي لكل امراة وفتاة أن تدرك ان التزيين البسيط او الجيد يكلفها مادياً، والحل ان تدخل دورات تجميل وليس شرطاً أن تفتح محلاً وإنما كي تخدم أهلها ونفسها أقل شيء، ونحن نعمل دورات حتى لا نحتكر الحرفة وبالنهاية الرزق من الله، ولا احد يأخذ رزق الآخر، وهناك ممن يعملون دورات في كل مكان كما أرى، وأقل شيء حتى تعرف ثقافة مكياجها إذا أحبت ان تذهب لكوافيرة كي لا تضع لها مكياجاً رخيصاً، وبالنهاية من لا أمانة له لا دين له.
خلل أو مشكلة نفسية
الموضوع يحتاج إلى دراسة لمعرفة هل مواد التجميل تحدد أسعار التزيين، فالمثير في الأمر أن المرأة أصبحت الضحية الأسهل لسلب ميزانية الأسرة، فرغم أننا نعاني لتوفير حاجيات الأسرة الاساسية إلا أننا دائما كما يقال نزيد الطين بلة، ونجعل أنفسنا مسايرين لتغيرات أحداث الزمن بالسلب أو الإيجاب.
الدكتور علي الحرجان - استشاري طب نفسي - تحدث بالقول: هناك حالات طبيعية يمكن ان تتزين فيها الفتاة بشكل يناسب عمرها مثل حفل الأعياد أو المناسبات السعيدة بين الأهل والأصدقاء ولكن تكرار الأمر بدون مبرر يشير الى وجود خلل او مشكلة نفسية تعاني منها الفتاة ، فقد تكون لديها دوافع لتقليد الكبار لتبين للآخرين انها وصلت الى مرحلة تبدو فيها فتاة ناضجة حتى لو كان ذلك في المظهر فقط وحين لا تجد النصح والتوجيه المناسبين تتمادى في هذا السلوك ما يضعها في دائرة غير سليمة، وقد تنزلق في سلوكيات غير مناسبة، وهنا يجب ان تتم المعالجة بتعزيز ثقة الفتاة بنفسها وان تجد ان شكلها الطبيعي أجمل وأنها لا تكون جميلة بالتصنع واستخدام الألوان أو تغيير شكلها.
قد يكون الطبع عند الكبار غلب التطبع، ولا نستطيع تعديله، ولكن لابد من التحكم بتعليم الطباع الحسنة عند الفتيات على الأقل من أجل جيل محافظ على القرش الأبيض..فالأيام القادمة لا تخلو من اليوم الأسود..!


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.