لأيَّام أجدِّدها: أبثُّ اغتباطي.. وللذاكرة الخالية، وللنوارس التي تصطليني أُعيدُ مجديَ التليد.. فيا أيتها العصور التي ما فتئت تُضَاءُ معلقةً على شرفاتي الميسونة: تبتَّلي إليَّ، وانقطعي، واخلدي تحت المآقي؛ اشتهاءً لأول قاطرةٍ تعيث بحزنها الفساد، وتهيَّئي لاستقبال امرأة تظن بي الخير، وتهبني الضحكة تلو الضحكة، واقفةً ببابي.. تمدُّ يداً مرمرية اللون تخبئها تحت أنامل من فمها الحوري.. أيتها الصباحية المغمورة برائحة وردها: تفيئي الظلال الغيمي المنسرب من قدومها العبيري، وانظري العينين، وما وراء الحدقات المبللة بالنعاس والمطر، وعطر الانشراح. مُدِّي يديك، وليداهم جذلي طفولتها والبراءة التي تبحث عن مَدَدٍ يغطيها بعشقي، وتجويدي لأَحرفِ الدفء السَّاكن في الشفتين.. ها إنها تأتي.. فلأنتصب! ها إنَّ عصفورةً تحوكُ نشيدها؛ فليعبق الجسد بترنمات لغدها، ولغدي.. هذا المدلَهُ بالسحب، والمعلّقُ على راحات تفوّهاتها الشجريّة.. .. لها القصيدة أنىَّ تأتي.. و«البردةُ» بابتهالاتها، وبانقطاع نهايةٍ لبدء الميمنة..لها القصْيدَةُ أنىَّ تأتي.. والاستبرق الموشىَّ، والنمارقُ مصفوفةً، والرِّحلةُ حين تبدأُ في خاتمةِ الشِّتاء، إلى الصيف الجديد.. ألا إنها امرأةٌ نُسجت من حلم الغيم. ألا إنها امرأةٌ تطفو فوق مواعيدي. ألا إنها الغيبُ الذي مسني حين رأتني ممدداً قارعة احتمالي، فرشقتني بأول قطرة لحرف ظل يساومني زمناً من التسامي والاغتراب.. هذا احتمالي الرتيب لها؛ فلأكُنْ آخر من يهذي، وآخر من يمد يداً ولا يستكين.. وَلأِكُنْ هذا الفارس السليل برحم جنونها المنتظر. ولأِكُنْ – كما ترتئي- حُلماً وقيظاً، وماءَ ساقيةٍ، وأحبولةً من قيدها.. وإنْ صفَّدتني يوماً..لامفرَّ، لامفر.لامرأةٍ تقِفُ بِبَابي..