تعتبر مديرية السخنة واحدة من أشهر المديريات السياحية في الجمهورية اليمنية وذلك لوجود المواقع الأثرية والسياحية والمباني الأثرية ولوجود حمامات المياه المعدنية الطبيعية بها, حيث يرتادها الكثير من الناس خاصة في فصل الشتاء وذلك للسياحة وغرض الاستحمام في حمامات المياه الكبريتية التي يعتقد أن الاستحمام في هذه المياه يشفي الكثير من الأمراض الجلدية. الموقع تقع مدينة السخنة شرق محافظة الحديدة بحوالي 65 كيلومتراً بمحاذاة جبل برع من الجنوب الغربي, ووادي المالح أو مايعرف بوادي المر من جهة الشمال وتقدر مساحتها بحوالي 260كم, ويبلغ عدد سكانها 51000 نسمة حسب التعداد السكاني لعام 2000م"1" لم تكن السخنة قبل سنة 1375ه معروفة بهذا الاسم لأنها لم تكن موجودة أصلاً فقد كانت عبارة عن هيجة"مساحة تغطيها الأشجار" وكانت تدعى بالناخرة وفي وسط هذه الهيجة كانت توجد العيون الساخنة التي لم تتعد شهرتها القرى المجاورة وظلت على حالها حتى قدم إليها الإمام أحمد بن حميد الدين بعد عودته من روما ولدى عودته قام يحيى ابن عبدالقادر عامل برع آنذاك بإخبار الإمام عن وجود هذه المياه الساخنة التي يحكي الناس عن مدى مفعولها في شفاء العديد من الأمراض فقرر الإمام زيارتها وقال"إذا أحيتني فسأحييها" وبنيت له سقيفة حول الماء وبعد أن استحم في هذه المياه أمر ببنائها فشيدت مبانيها خلال 3 سنوات ثم استقر بها سنة 1960م. المواقع الأثرية والسياحية في المنطقة بجانب المواقع الأثرية وحمامات المياه الكبريتية الساخنة التي تحدثنا عنها والموجودة داخل المديرية هناك العديد من المواقع الأثرية والسياحية الواقعة خارج المديرية والتي تسوق نفسها سياحياً وتشكل نموذجاً رائعاً لجلب السياح, فالمديرية بطبيعة موقعها الجغرافي وباختلاف تضاريسها وبما تحويه من أودية وجبال ومناظر خلابة وأنها تعد ملتقى مناخين مختلفين جبلي لقربها من جبال ريمة وبرع وسهلي لقربها من تهامة تعتبر بحق منطقة سياحية ويعطيها هذا التنوع المناخي ميزة هامة فمن زار المديرية وشاهد موقعها الجغرافي وتجول في قراها فسيدرك مدى القيمة السياحية لهذه المنطقة فالجزء الشرقي والشمالي منها عبارة عن سلسلة جبلية محاذية لمنطقة ريمة تمتد من قرب رباط النهاري جنوباً متجهة شمالاً حتى جبل برع, تمتاز هذه الجبال بالخضرة الدائمة وكثافة الأشجار والأعشاب وتواجد العديد من الحيوانات والطيور البرية مثل الضباع والذئاب والغزلان والأرانب البرية وعشرات الأصناف من الطيور ذات الأشكال والألوان المختلفة, كما تنحدر منها العديد من الأودية ومن أشهرها وادي المنجشر"كحيل" ووادي كلابة ووادي جاحف الذي يطل عليه جبل الممهور من جهة الشمال وهو من أكبر الجبال في المنطقة وتوجد به العديد من المواقع الأثرية والمباني القديمة وتلتقي معظم هذه الأودية مع وادي سهام ولمرور هذه الأودية بالمناطق السهلية تمتلك المنطقة العديد من المقومات الزراعية التي إن تم التركيز على استغلالها فستغطي أسواق المديرية والمديريات الأخرى بالعديد من المنتجات الزراعية المتنوعة مثل الفواكه والخضروات والحبوب الموسمية كالدخن والذرة وبالتالي ستساعد على رفع المعاناة عن كاهل معظم المواطنين كما توجد بالمنطقة مواقع أثرية عديدة مثل حصن الدامغ الشهير الذي جدد الأتراك بناءه أثناء الغزو العثماني للبلاد ويقع هذا الحصن على رأس جبل الدامغ المطل على القرية المسماة باسمه ويتكون هذا الحصن من العديد من الغرف والدهاليز والبرك ولتسهيل عملية الصعود إليه فقد قاموا ببناء درج من أسفل الجبل من الجهة الجنوبية وبشكل متأرجح يسهل عملية صعود الحمير والجمال والبغال آنذاك وجدد بناء هذا الحصن مرة أخرى عند خضوع المنطقة لحكم الإمام يحيى بن حميد الدين بعد نزوح الأتراك والذي كانت قد تساقطت بعض مبانيه ومن المناطق الأثرية الموجودة بالمنطقة جبل المشوفي المطل على قريتي الجريبا والمصبار من جهة الشرق وقد اكتشف راعيا غنم في تاريخ 2002/8/1م وعن طريق الصدفة كنزاً من الذهب بهذا الجبل يزيد وزنه عن 80 كيلوجراماً. الزيارات ومقامات الأولياء توجد بالمنطقة العديد من مقامات الأولياء الذين يقيم لهم أهل المنطقة زيارات سنوية تمارس فيها مختلف العادات والتقاليد والطقوس, بل إن أهل المنطقة يعتبرون هذه الزيارات مهرجاناً سنوياً ومناسبة رسمية كالأعياد يتفرغون لها ويعدون لها العدة كشراء البعض الملابس بينما يوفر الجميع مصروف هذا اليوم ويستقبلونه بالابتهاج والزينة حيث تدق الطبول التي تصاحبها الصيحات والرقصات كما يقام فيها سباق للمطي والخيول ويقوم الشباب بممارسة العديد من الألعاب الشعبية ومن أشهر هذه الألعاب التي يمارسها الشباب لعبة قفز الجمال هذه اللعبة التي تعتبر خصوصية من خصوصيات أهل تهامة في اليمن حيث يقوم الشاب بقفز خمسة جمال في آن واحد, ومن أشهر هذه الزيارات وأكبرها في مديرية السخنة زيارة الشيخ محمدالحكمي التي تقام في منتصف شهر رجب من كل عام وذلك في قرية عواجة الواقعة بالقرب من قرية شجينة أكبر وأقدم قرية في المنطقة حيث يوجد بها مسجد يزيد عمره الآن عن 950 عاماً وتستمر هذه الزيارة 3 أيام يومين منها للرجال ويوم للنساء كما تقام زيارة"ابن عيسى" في قرية كحيل عزلة بلاد الفراغل ولاتقل هذه الزيارة من حيث تجمع الحشود الكبيرة من المواطنين عن زيارة قرية عواجة كما تقام زيارة"القفل بني المكين" في جبل القفل الواقع قرب قرية الدامغ جنوب شرق المديرية ب7 كيلو ومعظم زوار هذا المقام من منطقة ريمة"عزلة بني وقيد" كما يوجد بالمنطقة العديد من مقامات الأولياء الذين اشتهروا بصلاحهم. الأسواق كانت تقام في المنطقة ككل قبل قدوم الإمام إلى السخنة 3 أسواق أسبوعية يرتادها الناس من مختلف القرى لبيع وشراء منتجات المحاصيل الزراعية والمصنوعات اليدوية والأواني الفخارية والمواشي والسلع القادمة من المدينة كما أن هذه الأسواق الشعبية كانت عبارة عن ملتقى أسبوعي يجتمع فيه المواطنون ويتلاقى به الأصدقاء لمعرفة مستجدات الأحداث ولمناقشة الأوضاع ذات العلاقة بالمنطقة ومن هذه الأسواق سوق"سبت الرماه" الذي كان يقام يوم السبت في قرية المحلتين الواقعة جنوب غرب السخنة حالياً بحوالي 5 كيلو وسمي السوق بسبت الرماه نسبة إلى الأرض"الرامية" التي تنسب إلى الرامي بن الوداع ابن الكيب ابن عبدالله ابن وحران ابن دهنة وسكانها فرعاً من قبيلة الزرانيق المنتسبون إلى زرنق ابن الوليد ابن محمد ابن حامد ابن معزب المعزي وهي أشهر قبيلة في تهامة التي تعتبر فرعاً من عك"2" كما كان يقام بالمنطقة"سوق المعشور" الواقع شمال شرق السخنة وكان يقام يوم الاثنين كما كان يقام سوق"مرقدة" القرية الواقعة جنوب شرق المديرية وكان يقام يوم الأربعاء وحالياً يقام يوم الثلاثاء وهو السوق القديم الوحيد الباقي في المنطقة على هيئته القديمة نظراً لبساطة مبانيه الحجرية الصغيرة المتقاربة والسقائف المبنية من القش والتي لايتعدى ارتفاعها قامة الآدمي وعند قدوم الإمام أحمد إلى السخنة واستقراره بها سنة 1380ه -1960م أمر بقطع جميع الأسواق في المنطقة وأقام سوق السخنة وذلك لإشهارها وجعل السبت يوم سوقها الرسمي وهو قائم إلى اليوم أما بقية الأسواق فقد قام أهالي المنطقة بمراجعة محمد ابن الباشا الذي كان نائباً في الحديدة آنذاك لإعادة الأسواق المقطوعة فأمر بإرجاع سوق مرقدة إلى جانب سوق السخنة وألغى سوق المعشور وسوق سبت الرماه والسوقان قائمان إلى اليوم يرتادهما أهالي المنطقة وبعض السياح أحياناً إلى جانب أسواق المديريات الأخرى كسوق المنصورية والمراوعة وبيت الفقيه. السخنة حالياً برغم ماتمتلكه السخنة من مقومات سياحية وبرغم ماقيل ومايقال عنها إلا أنها لم تتغير كثيراً من حيث البناء العمراني والمشاريع الخدمية قياساً بالمديريات الأخرى وحمامات المياه المعدنية التي تعتبر العامل الأقوى لجذب السياح لازالت تعيش وضعاً مزرياً فلم تطرأ عليها أي توسعة أو تحسينات كما لم تصرف المياه الخارجة منها بالشكل الصحيح فهي لازالت تجري على ظهر الأرض بامتداد طول السخنة وماتوفر في المديرية هو عبارة عن مشروع مياه ومدرسة ابتدائية وأخرى إعدادية وثانوية وبمطالبة أهل القرية وجهود بعض الرموز القيادية فيها, وبفضل لفتة كريمة من الأخ رئيس الجمهورية تم التوجيه بسفلتة طريق المنصورية السخنة وبناء مركز صحي, ولكن باعتبار السخنة منطقة سياحية فهي بحاجة إلى العديد من المشاريع الخدمية وفندق ومطعم سياحي يليق بالزائرين بدلاً عن البيوت التي يرتادونها فالمديرية إن وجدت الاهتمام المنصف من قبل الجهات المختصة فإن دخلها سيكون بالدولار بدلاً عن الريال. هوامش: "1" التعداد السكاني لعام 2000م عن رئاسة المصلحة + الجهاز المركزي للإحصاء "2" تهامة في التاريخ/عبدالرحمن الحضرمي- زبيد.