مديرية السخنة إحدى مديريات محافظة الحديدة.. كانت «الهيجة» هي الإسم الأول وتتبع قبيل الرامية واتخذها الإمام أحمد مقراً لنفسه وبنى فيها حماماً وقصراً وسجناً وقلعة.. السخنة.. عنفوان المودة والوفاء منتهى الروح.. يبلغ تعدادها السكاني حوالي 59236 نسمة وفقاً للتعداد السكاني لعام 2004م يتوزعون على 44 تجمعاً سكانياً. «الجمهورية» كانت هناك على مدى 24 ساعة تقريباً حاولت تلمس شيء من واقع تلك المدينة الخرساء النائمة في صمت عميق. السخنة... عظمة الإنسان وروعة المكان وخصوصية التأمل.. تعالوا نرحل معاً في هذه السطور .. إلى حصيلة ذلك. إنجازات!! تمتلك مديرية السخنة الكثير من المقومات السياحية.. الأخ أحمد عبدالله أحمد مهدي - أمين عام المجلس المحلي لمديرية السخنة تحدث في بداية لقائنا معه حول الانجازات التي تحققت للمديرية قائلاً: العملية التعليمية شهدت تنفيذ العديد من المدارس في أغلب القرى وهناك مدارس قيد التنفيذ إضافة إلى ترميم بعضها وإضافة فصول دراسية جديدة في بعض المدارس القديمة، وبخصوص مجال الاتصالات تم اعتماد الكثير من الخطوط الهاتفية فوق 500 خط هاتفي (كيبل) لمركز المديرية وهناك خطوط موعودون بها من المؤسسة العامة للاتصالات بالمحافظة والكهرباء تم إدخالها للمديرية، وفي مجال الصحة تم انشاء عدة وحدات صحية طارئة مؤقتاً وتم توزيع الصحيين المتطوعين فيها من أبناء المديرية حتى يتم اعتماد درجات وظيفية لهم وهناك مستشفى صحي بكلفة 30 مليون ريال، وسعت منظمة I.C.P ومنظمة التعاون الدولي إلى تدريب عدد من القابلات والمرشدات الصحيات وغيرهن وبخصوص مشاريع المياه تم توفير العديد من مشاريع مياه الشرب ونسعى جاهدين لتوفير الاحتياجات الضرورية والسعي إلى توفير درجات وظيفية للمتطوعات في الصحة والتعليم وإصلاح الشبكة الداخلية لمشروع المياه متدهورة وبحاجة إلي تغيير كامل. وإن شاء الله نسعى من أجل خدمة المديرية ونوفر لها كافة الاحتياجات اللازمة وتتمتع السخنة بمناخ متنوع فاتنة المغرمين بجمال الطبيعة وعشاق المياه الحارة، ونحن في المجلس المحلي ندعو القاضي/ أحمد عبدالله الحجري، محافظ الحديدة إلى إعطاء السخنة مزيداً من الاهتمام والرعاية ونشكر القيادة السياسية على اهتمامها الدائم بالمديرية ممثلة بالرمز/ علي عبدالله صالح - رئيس الجمهورية - حفظه الله ورعاه - الذي اعطى السخنة اهتماماً شخصياً ورعاية خاصة. إنعاش روح السياحة الشاعر الشعبي/ حمدين الأهل يحدثنا عن أوضاع السخنة قائلاً: - مديرية السخنة حظيت بالكثير من المشاريع الخدمية والإنمائية وشهدت إنجازات في كل المجالات التعليمية والصحية والاتصالات والكهرباء والمياه وغيرها ونحن في المديرية تحققت لنا الكثير من الإنجازات. والمديرية تمتلك حماماً للسياحة الاستشفائية خاصة في فصل الشتاء الذي يعتبر موسماً سياحياً سنوياً للمديرية، والسخنة بها الكثير من المواقع الأثرية والتاريخية ونأمل الاهتمام بالسياحة والآثار وإنعاش روح الثقافة بالمديرية وإقامة فعاليات ثقافية وفنية. اهتمام بحالات الضمان الشيخ/ عادل علي محمد عطية - رئيس المنتدى الثقافي والإداري ومدير مكتب الضمان الاجتماعي بالمنطقة قال: نحن في الصندوق الاجتماعي للضمان نسعى جاهدين وبكل الامكانات إلى توفير المزيد من حالات الضمان الاجتماعي لأبناء المديريتين السخنة والمنصورية، فمديرية السخنة تمتلك 3904 حالات والمنصورية نحو 2324 حالة وفي هذا العام تم اعتماد مئات الحالات وما زلنا في تواصل مستمر مع الأخ/ محمد عبدالمجيد الدهبلي - مدير عام الصندوق للرعاية الاجتماعية بالمحافظة.. وأدعو إلى تفعيل القصر من خلال تأهيليه سياحياً وتخصيص حمامات القصر لتكون ذات درجة سياحية مرتفعة، فإن إعادة تأهيل الحمامات وترميم القلعة والقصر وتوفير الخدمات السياحية سيجعل من السخنة محمية سياحية من الدرجة الأولى!! خصوبة مديرية السخنة تشتهر بحمامها ومياهه المعدنية الطبيعية التي تستخدم للاستشفاء من الأمراض الجلدية والروماتيزم، أنشيء بها قصر عام 1373ه يعرف بقصر الإمام ويشتمل على عدد من المباني والمرافق ويوجد على مقربة منه مطار صغير قديم غير مستعمل.. وتبقى الساحرة .. وهناك في السخنة عدد من الأودية عبر مساحاتها الزراعية الواسعة وتمثل تربتها خصوبة رائعة تجسد جمالاً في غاية الروعة نراها في معظم سهول وجبال المديرية. عيون حمامات الشفاء تنبع من باطن الأرض بشكلها الطبيعي وتصب هذه المياه وسط (هيجة) من الأشجار بشكل دائم ومستمر لاينقطع ولاتتغير حرارته.. وعندما ينسلخ فصل الصيف بحرارته الشديدة على تهامة يتوافد الناس من مختلف اليمن إلى مديرية السخنة من أجل الاستحمام في المياه الكبريتية الدافئة التي كشفت التجارب مفعولها السحري في الشفاء من الأمراض الجلدية وأمراض العظام والروماتيزم وغيرها. وتغمر منطقة الحمام مجموعة كثيفة من الرمال البركانية ذات اللون الكحلي الناجم عن مخلفات عوامل التعرية الأرضية لعناصر المواد الكلسة المفيدة لجسم الإنسان عند التضميد بهذه التربة الرملية لعدة ساعات على مكان الألم. وهي ميزة لا تتوفر لدى بقية المنتجعات العلاجية الطبيعية، وهذه الرمال البركانية تستخدم كعلاج إضافي يستهدف تقوية دفاعات الجسم الخارجية ضد أمراض الحساسية، فضلاً عن معالجة وهن العظام والتخفيف من أوجاع آلام الظهر، والمفاصل والقيام في نفس الوقت بترميم التشوهات الجلدية، وإضفاء بعض الجمال والنعومة على الجسم. دفء وشفاء! الإمام أحمد بن يحيى حميد الدين أمر ببناء قصر له ويتكون من عدة مبانٍ سكنية ومنها مقر للاستقبال ومبنى للجيش ومبنى للبرق ومبنى خاص للمالية ومبنى دار الضيافة ومطار صغير ترابي ومسجد والمبنى مكون من دورين مبني على مساحة تبلغ أبعادها حوالي (16 * 34متراً) ويوجد بالدور الثاني نوافذ تعلوها قمريات جميلة الشكل، وبني هذا القصر وسط عيون وينابيع حمامات السخنة وسعى الإمام إلى بناء سواتر على الحمام وقسمه إلى قسمين. 1 - قسم داخل القصر له ثلاثة أحواض، حوض حرارته 125 درجة والحضو الثاني 100 درجة، الحوض الثالث خاص بالنساء لأسرته ودرجته 75 . 2 - قسم خارج القصر المنبع درجته 185 قسم إلى قمسين: قسم للرجال له ثلاثة أحواض: الأول درجته 185، الثاني درجته 150، الثالث درجته 100 . قسم للنساء له ثلاثة أحواض: الأول درجته 185، الثاني درجته 150 والثالث درجته 100. يبدأ الاستحمام أولاً بالحوض درجة 100 ثم الحوض درجة 150 ثم ينتهى بدرجة 185 . وكان الإمام يستخدم القصر والحمام كمركز إقامة له «مشتى» للاستجمام شتاءً، ومن ثم تحولت السخنة إلى ناحية ومنطقة سياحية. ولكن اليوم أصبح القصر وملحقاته في حالة يرثى لها ويحتاج إلى ترميمات بسيطة وصيانة دائمة، وتعاني ملحقات القصر من الإهمال والعبث والخراب وبدأت أيادي العبث تمتد إلى النوافذ والأبواب وإلى كل شيء جميل هناك!! وتبقى المياه بين حارة ودافئة وباردة.. وتبقى السخنة الدافئة بمياهها لتمنحك شفاء الجسد. دعوة!! مديرية السخنة تحتاج إلى استثمار للحمامات بطريقة صحيحة.. ويبقى منتدى السخنة الثقافي بقيادة الشاعر الشعبي علي مغربي الأهدل مجسداً اهتمامه بالموروث والفلكلور الشعبي الرائع. ندعو رؤوس الأموال للاستثمار في السخنة والقيام بإعادة ترميم القصر وتحسين الحمامات وبناء فندق ومستشفى علاج طبيعي، فالحمامات أصبحت في وضع يرثى له، فهناك إقبال متزايد عليها ولكن تحتاج إلى استغلال وترويج لها.. فهل انتم فاعلون؟ وهل السلطة المحلية قادرة على اتخاذ خطوات عاجلة لتنظيم عمل الحمامات بصورة متحضرة؟!