أكدت وزيرة حقوق الإنسان الدكتورة هدى البان أهمية الخروج بالمعالجات الوافية والناجعة لحماية الطفولة من شرور وتبعات صراعات لا علاقة للأطفال بأسبابها أو مبررات اندلاعها ولا الأهداف المرتقبة منها. وأشارت البان في كلمتها أمام المؤتمر العربي الرابع لحقوق الطفل المنعقد حالياً بالمملكة المغربية إلى أهمية تقييم مرحلة العمل السابقة المتعلقة بتعزيز وحماية حقوق الطفل في إطار الخطة العربية على مستوى القمة المقرة في تونس عام 2004 م... مضيفة بأن الخطة تعتبر التزاماً عربياً لتكريس حقوق الطفل وتفعيلها. واستعرضت الوزيرة إنجازات وجهود اليمن والدول العربية في سبيل تحقيق التنمية الشاملة للطفل ولاسيما في مجالات الصحة والتعليم والحماية والمشاركة.. معربة عن أملها بأن يسهم المؤتمر في تعزيز وتفعيل آليات العمل العربي المشترك في مجال حقوق الطفل بصورة خاصة وحقوق الإنسان بشكل عام، ولما من شأنه الارتقاء بواقع الطفل العربي وتعزيز حقوقه. ولفتت وزيرة حقوق الإنسان إلى أهمية انعقاد المؤتمر؛ كونه سيسلط الضوء على واحدة من القضايا المرتبطة بحاضر الإنسان ومستقبله وهي قضية الطفولة الآمنة وحقوق الطفل الذي يمثل نصف الحاضر وكل المستقبل وبحث ومناقشة الآثار المدمرة التي يتعرض لها الأطفال في النزاعات المسلحة أو من يرزحون تحت جبروت سلطات الاحتلال. وتطرقت لما يعانيه ويواجهه الأطفال الفلسطينيون المعتقلون في السجون الإسرائيلية من ظروف صحية بالغة الصعوبة تؤثر سلباً في نموهم وتطورهم من الناحيتين الجسدية والنفسية... مشيرة إلى أن معاناة هؤلاء الأطفال تبدأ منذ اللحظات الأولى للاعتقال وعبر الإرهاب النفسي والتنكيل الجسدي اللذين يصاحبان عملية الاعتقال، وما يرافق ذلك من آثار سلبية عليهم خلال كل مراحل أعمارهم. وأكدت أن الممارسات الإسرائيلية بحق الأطفال الفلسطينيين المعتقلين تعتبر انتهاكاً لكافة المواثيق والأعراف الدولية. وتناولت وزيرة حقوق الإنسان الدكتورة هدى البان مخاطر الصراعات المسلحة على الأطفال... مبينة أن عشرات الصراعات المسلحة حول العالم مازالت تحرم الأطفال من براءتهم وتنتهك طفولتهم الغضة، وأن المخاطر التي يتعرض لها الأطفال أثناء الصراعات المسلحة في تزايد، كما أنهم ليسوا ضحايا للنيران المتقاطعة فحسب، بل للهدف المباشر والمتعمد للعنف والإيذاء والاستغلال بكل صوره. وقالت: إن الضرر الذي تلحقه الحروب بحياة الأطفال يتجاوز الهجمات التي يشنها المقاتلون ليشمل سوء التغذية والمرض والنزوح والفقر، وأن دوي المدافع يصم آذان الأطفال، وأزيز الطائرات يروع قلوبهم، ومشاهد القتل والدمار شريط يتجدد أمام أعينهم طوال فترة الحرب وما بعدها، فتضيع طفولتهم وتزداد معاناتهم. ونوهت بأن أخطر آثار النزاعات المسلحة في الأطفال ليس ما يظهر فيهم أثناء الحروب، بل ما يظهر لاحقاً في جيل كامل ممن نجوا منها وقد حملوا معهم مشكلات نفسية لا حصر لها. وطالبت البان المجتمع الدولي بوضع المزيد من الضمانات لإنفاذ القانونيين التي تم وضعها لحماية الأطفال من ويلات النزاعات المسلحة ومكافحة الإفلات من العقاب والتصدي لجميع الانتهاكات التي ترتكب في حق الأطفال. مشددة على ضرورة وضع نهاية لإفلات مرتكبي الجرائم البشعة ضد الأطفال من العقاب، وهو ما يتطلب ضمان المقاضاة على جرائم الحرب والتقيد بالأعراف الدولية ذات الصلة. وأضافت: يقع على جميع الدول الأعضاء في الأممالمتحدة الوفاء بمسؤولياتها تجاه الأطفال الضحايا، بتزويدهم بالخدمات الأساسية كالتعليم والصحة والتغذية والمياه والصرف الصحي، وابتكار برامج هادفة لإعادة تأهيلهم ودمجهم في المجتمع. وأشارت إلى أن الحماية العامة للطفل تكمن في الالتزام بتطبيق نص المادة الثالثة المشتركة بين اتفاقيات جنيف الأربع، وكذلك أعمال أحكام البروتوكول الثاني لعام 1977م الخاص بالنزاعات المسلحة غير الدولية؛ باعتبار ذلك هو السبيل الوحيد لحماية الأطفال من آثار القتال وعواقبه الوخيمة. ونوهت بأن على الدول تركيز اهتمامها على الاحتياجات المالية والأمنية للأطفال بعد أن تضع الحروب أوزارها وجعل مهمة جمع شتات الأسر من أهم الأولويات.