بعدما تم تدمير كل ما يتعلق بإرث الرئيس الراحل صدام حسين وكل ما يرتبط به في القصور الرئاسية التي أقامها، من صور على العملة، ولوحات فنية، وتماثيل وغير ذلك، حتى أنه تم تغيير العلم العراقي الذي كان في عهده.. تبقى شيء واحد تقف السلطة الجديدة في العراق حائرة أمامه، فماذا يمكنها أن تفعل ب “القرآن الذي خطه الخطاطون بدمه”. فقد كتب المصحف على مدار عامين في التسعينيات من القرن الماضي، حيث كان صدام يجلس مع ممرضة تأخذ من دمه والذي يستخدمه الفنان فيما بعد في كتابة المصحف. ومنذ سقوط بغداد قبل 8 أعوام ظلت النسخة خارج العيان محفوظة خلف الأبواب الموصدة. والغرفة المحصنة والتي يحتفظ بها المصحف في واحد من مساجد بغداد لا تزال مغلقة ويمنع الناس من مشاهدتها. ونقلت صحيفة “الجارديان” عن أحمد السامرائي، رئيس الوقف السني أن النسخة “لا تقدر بثمن”. ومع أن السامرائي يقول أن استخدام دم الرئيس في كتابة المصحف كان عملا غير مشروع (حرام) إلا أنه حمى النسخة أثناء الفوضى التي عانى منها العراق بعد سقوط النظام حيث نقل أجزاء منها لبيته والأخرى لبيوت أقاربه. وقال السامرائي أنه عرف أن النسخة ستكون مستهدفة ولهذا اتخذ القرار لحمايتها. وعليه من الصعوبة الدخول إلى الخزنة التي يحتفظ بها بالمصحف ولها ثلاثة مفاتيح مخفية في عدة أمكنة. وقال إن الوقفية لديها واحد وأن مدير الشرطة في المنطقة لديه آخر وهناك ثالث مخفي في مكان ما في العاصمة بغداد.