كشفت مصادر إعلامية في كورية شمالية أمس الثلاثاء عن سقوط خمسة جنود قتلى خلال تبادل قصف القذائف عقب هجوم بيونج يانج على جزيرة يونبيونج الكورية الجنوبية في 23 نوفمبر الماضي.. ونقل موقع قناة “العالم” الإخباري أن مصدراً في كوريا الشمالية قالت ان بيونج يانج أعلنت ذلك خلال محاضرات تلقيها في قواعدها العسكرية منذ الاسبوع الماضي.. وطبقاً للتقرير, منح الجنود الخمسة لقب “أبطال” بموجب أوامر كيم جونج أون, أصغر أنجال الزعيم الكوري الشمالي كيم جونج ايل, وخليفته المحتمل. يُذكر ان الأوضاع توترت بين الكوريتين عقب هجوم كوريا الشمالية مدفعياً الشهر الماضي على جزيرة يونجبيونج الكورية الجنوبية، مما أسفر عن مقتل أربعة أشخاص بينهم مدنيان، فضلاً عن الإضرار بعشرات المنازل.. وكان الهجوم الذي نفذته كوريا الشمالية الشهر الماضي هو المرة الأولى التي تقصف فيها مناطق مدنية منذ الحرب الكورية التي استمرت ما بين عامي 1950 و1953.. من جانب آخر دعا الرئيس الكوري الجنوبي لي ميونج باك إلى التضامن العام في مواجهة أي اعتداء عسكري من قبل كوريا الشمالية قائلاً ان بيونجيانج تسعى إلى إشاعة الفرقة في كوريا الجنوبية كي تغتنم تلك الفرصة لشن هجوم.. ويتعرض الرئيس لضغوط داخلية بسبب ردود أفعاله التي اعتبرها كثيرون ردوداً ضعيفة على تصرفات بيونجيانج.. وقد شدد من لهجته بعد هجومين وقعا هذا العام ورفعا حدة التوتر في شبه الجزيرة الكورية إلى أعلى مستوى منذ الحرب الكورية التي دارت من عام 1950 إلى عام 1953 مما دفع بعض المحللين إلى القول إن احتمال وقوع صراع عسكري أوسع أكبر الآن منه في أي وقت مضى.. وكانت كوريا الشمالية قد هددت في الاسبوع الماضي بشن حرب نووية “مقدسة” وتوعد «لي» بشن “هجوم مضاد قاس” إذا تعرضت بلاده لأي هجمات جديدة من الشمال في حين ظل التوتر قائماً مع إجراء كوريا الجنوبية مناورات عسكرية واسعة النطاق.. وقال «لي» في كلمة نقلتها الإذاعة “لا يمكننا تحمل أن يكون هناك انقسام بيننا فيما يخص الأمن القومي لأن الخطر يتعلق بحياتنا نفسها وببقاء هذا الشعب”.. وأضاف: إن ما دفع بيونجيانج إلى قصف جزيرة كورية جنوبية قرب الحدود البحرية المتنازع عليها الشهر الماضي في هجوم أدى إلى مقتل أربعة أشخاص هو انقسام الرأي العام في أعقاب هجوم كوري شمالي على إحدى سفن البحرية الكورية الجنوبية في مارس اذار مما أدى إلى مقتل 46 بحاراً.. وتنفي كوريا الشمالية مهاجمة السفينة. وأضاف: "عندما نظهر تضامنا كقوة واحدة لن تجرؤ كوريا الشمالية على تحدينا وسينكسر عزمها على تحدينا".. وتولى لي السلطة في 2008 وأوقف تزويد كوريا الشمالية بالمساعدات الاقتصادية التي دأب سلفاه الليبراليان على تقديمها لها.. ولكنه تعرض لانتقادات لأنه لم يبد حزماً في مواجهة الأعمال العسكرية الكورية الشمالية.. وأظهر استطلاع للرأي أجرته مؤسسة ريلميتر ازدياد التأييد لرئيس كوريا الجنوبية إلى أكثر من 45 في المئة.. وقد أجري الاستطلاع بعد أن مضى قدماً في إجراء تدريبات بالذخيرة الحية هذا الشهر على الرغم من الضغوط الدبلوماسية من الصين وروسيا لتعليقها.. وقالت وزارة الدفاع الكورية الجنوبية إنه سيكون هناك المزيد من التدريبات الروتينية البحرية قبالة جميع السواحل هذا الاسبوع وانه من المتوقع اطلاق ذخيرة حية مما دفع كوريا الشمالية إلى القول إن شبه الجزيرة ينزلق إلى شفا حرب.. وقال البنتاجون ان وزير الدفاع روبرت جيتس سيزور سول في 14 من يناير بعد أسابيع من سفر أكبر ضابط عسكري أمريكي إلى هناك.. وقال جيوف موريل السكرتير الصحفي للبنتاجون إن جيتس ونظيره الكوري الجنوبي سيناقشان أفعال كوريا الشمالية في الآونة الأخيرة والسبل التي يمكن بها للحلفاء “التصدي للمخاطر التي تخلقها استفزازات كوريا الشمالية وبرامجها النووية والصاروخية”.. وقال باحثون حكوميون في سول إن كوريا الشمالية قد تهاجم خمس جزر متنازع عليها تحت سيطرة كوريا الجنوبية قبالة الساحل الغربي العام القادم في خطوة ربما تكون مرتبطة بالخلافة في قيادة كوريا الشمالية.. وقال معهد استراتيجية الأمن القومي: “ستزداد المنافسة داخل الجيش للتعبير عن الولاء للخليفة كيم جونج اون مما يزيد من عدم الاستقرار واحتمال القيام باستفزاز مفاجىء للجنوب.”