مبادرة مؤسسة الصالح الاجتماعية للتنمية في ورقة عمل قدمها في مؤتمر “الأسر المنتجة”الأخ غمدان محمد مفرح - مدير إدارة البرامج والمشاريع، وحملت عنوان مبادرة مؤسسة الصالح في مجال التنمية والتخفيف من الفقر, أوضح خلالها المشاكل, والمخاطر الاقتصادية, والاجتماعية, والثقافية, والصحية الناتجة عن توسع دائرة الفقر، وقال بأن الإحصاءات والدراسات الأخيرة صنفت اليمن ضمن أشد دول العالم فقراً، الأمر الذي أوجب على المؤسسة عمل دراسة حول هذه الإشكالات, ومن ثم بناء, وإنشاء برامجها لتتلاءم مع متطلبات التخفيف من الفقر. وأشار غمدان مفرح في ورقته إلى أن التزايد السكاني يعتبر من أبرز المعوقات التنموية، كما أن زيادة عدد أفراد الأسرة الواحدة، يؤدي إلى احتمال الوقوع في الفقر، وقال بأن الإحصائيات الأخيرة تشير إلى أن عدد سكان اليمن حاليا وصل إلى حوالي ثلاثة وعشرين مليونا ونصف المليون تقريبا نسمة وذلك حسب تقديرات العام الماضي 2010م، وبمعدل نمو سنوي 3 % ، حوالي.. 33 % منهم يعشون في الحضر، و67 %في الريف، وأشار إلى أن نصف المجتمع اليمني ممثل بين الفئة العمرية ( 0 14) وتكمن المشكلة في أن هؤلاء الأطفال سيكونون في مرحلة الإنجاب خلال السنوات القليلة القادمة، وسيساهمون بشكل كبير في الزيادة السكانية؛ مما سيترتب عليه العديد من الجوانب السلبية على المجتمع، والاقتصاد، والتنمية وغيرها، وذلك لمحدودية الموارد المتاحة. بناء قدرات المجتمع كما استعرض غمدان مفرح في ورقته الدور الذي تلعبه مؤسسة الصالح الاجتماعية للتنمية في مجال التخفيف من الفقر، وفي عملية التنمية المستدامة عبر إنشاء ودعم المشاريع الاجتماعية والتنموية، وتوفير الخدمات الأساسية التي تؤدي إلى تحسين الظروف المعيشية والاجتماعية في كافة أرجاء البلد من خلال تلبية الاحتياجات والمتطلبات الضرورية للفئات الفقيرة والأشد فقرا، والمساهمة الفاعلة في بناء قدرات المجتمعات المحلية، ورعاية وتأهيل ذوي الاحتياجات الخاصة، ودعم قدرات المرأة وتمكينها اقتصادياً. كما قدم مفرح نبذة عن المشاريع والمبادرات، التي يمكن أن تتبناها مؤسسة الصالح بالشراكة مع الجمعيات في مجال تنمية قدرات الأسر المنتجة كمشروع القرى الذكية، والتي تقوم فكرتها على أساس استهداف مناطق نائية معينة تتوفر فيها مقومات طبيعية وبشرية، وتقييم الاحتياجات لهذه المنطقة، ومن ثم البدء في التنفيذ بما يتناسب وطبيعة كل منطقة، وذلك للمساهمة الفاعلة في محاربة البطالة في أوساط الشباب في مثل هذه المناطق المستهدفة، وبناء قدراتهم، إلى جانب تفعيل البرامج التوعوية بأهمية التعليم، وأيضا تكثيف البرامج التوعوية حول الصحة الإنجابية، وكذلك تشجيع إنشاء المشاريع الصغيرة، واستغلال الموارد الطبيعية الموجودة في هذه المناطق الاستغلال الأمثل، وتعزيز مبدأ الشراكة المجتمعية بين منظمات المجتمع المدنية والرسمية، وسكان هذه المجتمعات المحلية الفقيرة، وذلك للوصول للأهداف المنشودة للتخفيف من الفقر، وتحسين الظروف الاجتماعية، والاقتصادية للمجتمع. الحلول الاجتماعية دور الأسر المنتجة: إبراهيم علي الشامي - رئيس مؤسسة حلول الاجتماعية لمحاربة الفقر والبطالة قدم من جانبه ورقة عمل بعنوان "دور الأسر المنتجة في تحقيق أهداف وخطط واستراتيجيات التنمية" أكد خلالها أهمية الدور الذي تقوم به المؤسسات الرسمية والأهلية في دعم مشاريع التنمية للأسر المنتجة، وقال بأن الأسر المنتجة هي أسر تقوم بإنتاج منتج ما بالتعاون مع جميع أو بعض أفرادها بهدف تحقيق دخل يتناسب مع طموحاتها، ويحسن من ظروفها المعيشية معتمدة على ذاتها و مواردها المتاحة لعمل مشاريع صغيرة تحولها من أسرة معالة لأسر منتجة تسهم في عملية التنمية الاجتماعية، والاقتصادية للمجتمع، كما تسهم في تطوير الحرف والمصنوعات اليدوية والتقليدية، وتزيد من قدرتها التنافسية مع السلع والمنتجات الأخرى، كما استعرض الشامي بدايات مشاريع الأسر المنتجة في السبعينيات وتبني وزارة الشئون الاجتماعية والعمل المتعاقبة ،وكذلك الصندوق الاجتماعي للتنمية في دعم هذه المشاريع الهادفة إلى تحسين دخل الأسر المنتجة من خلال تسهيل الحصول على فرص للتدريب والتأهيل على مشاريع الصناعات الصغيرة، والمشاريع والصناعات المنزلية، واستعرض إبراهيم الشامي في ورقته تجربة مؤسسة حلول التنموية الاجتماعية في التخفيف من الفقر ومكافحة البطالة في أوساط الشباب حيث تخصصت هذه المؤسسة في دعم الأسر المنتجة من خلال الترويج لمنتجات الأسر المختلفة. تطوير البناء المؤسسي وفي ختام ورقته أشار الشامي إلى أهمية توفير المستلزمات الأساسية لتطوير البناء المؤسسي لمشاريع الأسر المنتجة وواقعها التطبيقي في الجمهورية اليمنية، والتي حصرها في أهمية التحقيق في أفكار المشاريع، وتطوير هذه الأفكار من حين إلى آخر ووضوح الهدف من هذه المشاريع، وإعداد خطط مشاريع الأسر المنتجة، وهيكلة إدارة المشاريع، وإعداد خطط علمية لتوفير الموارد البشرية المدربة والمؤهلة تأهيلا جيدا، وتوفير الموارد المالية لهذه المشاريع، وتحديد الجهات المستهدفة من هذه المشاريع. المرأة نصف المجتمع إيمان حجر من مركز مسيك النسوي أكدت كذلك أهمية دعم مراكز الأسر المنتجة للتخفيف من الفقر خاصة، وقالت بأن أغلب من يعمل في مراكز الأسر المنتجة هو العنصر النسائي، وأن المرأة هي نصف المجتمع، وتجيد عمل العديد من المنتجات الحرفية، مضيفة بأن هناك العديد من المراكز النشطة، والتي تساهم بفاعلية في التخفيف من الفقر، ومن هذه المراكز على سبيل المثال مركز مسيك النسوي بالعاصمة صنعاء، والذي يقع في منطقة فقيرة لازدحامها الشديد بالسكان بحيث يتم إنتاج العديد من المنتجات الحرفية في هذا المركز، منها المشغولات المطرزة من شنط، وجلابيات مطرزة بالمرجان والفضة، وإكسسوارات، وأشكال عديدة، وكذلك مجسمات للأزياء اليمنية التراثية مثل الستائر، إلى جانب المحافظ المرصعة بالمرجان والفضة، وغيرها؛ لذلك تحتاج مثل هذه المراكز إلى الدعم والرعاية من قبل الجهات المختصة حتى تستطيع الوصول لتحقيق الأهداف التي أنشئت من أجلها.