(1) لا أدري لماذا ؟ كنت أفرح عندما تنعتني أمي مبتسمة ومغنية ( قمري صنعاء جنني ) بينما تصرخ بشده حين تنادي أخي مرددة يا خاااااادم. (2) أحببت أن أبدوا مستحقاً للتصفيق وزملائي يُضربون بشدة ..دفاتري بحمد الله نظيفة ..مرتبة ..معطرة .. وعكسها تماماً لآخرين من الزملاء .. أتذكر ذات مرة أحببت أن أكون رئيسا للفصل وكان زميلا لي رئيسا تحديته وتحداني امتد برق شعاعي ومد زميلي كذلك برقه وكونا نقطة شعاعيه أحرقت قلبه وأشعلت كبريائي . استعنت بخالي فهو صديق حميم لمعلمي ..جاء إليه واحترق فصلنا من شدة شوقهما حيث تعانقا بحرارة حارقة .. وبالفعل لم تبرد حرارة اللقاء إلا وأنا رئيس للفصل .. ( قابع على كرسي الرئيس ) كان هذا أول دور قيادي لي وأول تجربة ديمقراطية مارستها . (3) لزميلي في الجامعة شعر مجعد وأملك الحق الحصري للتسريح بكل أنواعه؛ فقد وهبني الله شعرا رائعا يميل إلى الشقرة ..لا أدري لماذا تحلق روحي حين ينظر لي بحسرة متمنيا امتلاكه لبعض من خصلات شعري ..يحلف الجميع بطولي الأخاذ وجسمي المتناسق..إبداعي في اختيار ألوان ما أرتدي من ثياب خبرتي فيما أشتري.. لباقتي .. ملامحي السمحة تجعل زميلاتي ينجذبن إلي ويختلقن الأعذار لمحادثتي .. قدراتي العقلية العالية ..قوة تحملي .. قلة كلامي محافظتي على وقتي .. الكل يتحدث عني ..عن اكتمالي ..مشاعر النشوة التي أشعر بها كواحد من أبناء أهم عائلة في بلدتي ..الغيوم التي أراها فوق رؤوس البنات ..القلوب المنثورة هنا وهناك عند مروري بجانبهن كل هذا يجعلني أرغب في الطيران والتحليق عاليا ..لماذا؟؟ (4) لدي ولدان أحدهما يملك ما كنت أملكه والآخر ما ملكه أخي .. !! هاهي زوجتي تربتُ على كتف الأول وتلمع عيناها التي تملئها اللآلئ حين تنظر إليه وبيدها الثانية تدفع ابني الآخر مرددة (( خااااااادم)) بعد مرور عشرين عاماً أسائل نفسي لماذا هذه المفارقات التي سنظل نشعر بها .. ووجدت الإجابة أخيراً ..!! باختصار كنت قليل عقل ..وأجيب عن الجميع وكل من فكر هكذا.. هو ببساطة إنسان قليل عقل.