واصلت اللجنة الوزارية المكلفة من فخامة رئيس الجمهورية بالحوار مع الشباب- برئاسة رئيس مجلس الوزراء الدكتور علي محمد مجوَّر- أمس حواراتها مع ممثلي الشباب، بما في ذلك المعتصمون أمام بوابة جامعة صنعاء.. كرس لقاء أمس، لمناقشة المحور السياسي، ومطالب وتطلعات وتوقعات الشباب في الإصلاح السياسي، إضافة إلى تقييمهم لما تم إنجازه في هذا الجانب، وشكل النظام التشريعي والانتخابي الذي يتطلعون إليه، والتعديلات الدستورية الواجب تضمينها لتطوير وتعزيز العمل السياسي والديمقراطي في اليمن. حيث استمعت اللجنة الوزارية في هذا الصدد، إلى عدد من المقترحات والمداخلات من قبل الشباب، والتي أكدت في مجملها ضرورة الارتقاء بالأداء السياسي وتسريع عملية الإصلاحات، وتغليب مصلحة اليمن على غيرها من الحسابات والمصالح... مؤكدين أهمية إعلاء قيم العدالة والمساواة وسيادة القانون والشفافية وحق المساءلة، واحترام القوانين وصون الثوابت وحماية استقرار وأمن ووحدة الوطن والذود عن مصالحه بكل إخلاص وتفان. وشدد ممثلو الشباب على ضرورة اجتثاث ثقافة الواسطة والمحسوبية، وسياسات الاسترضاء، إضافة إلى التطبيق العملي لقانون التدوير الوظيفي في المناصب القيادية، وتوفير العوامل التي تضمن الانتقال السلمي والسلس للسلطة. معبرين عن رفضهم استغلال مطالبهم المشروعة والدستورية من قبل بعض القوى السياسية للمزايدة على الوطن، وتغليب مصالحها الخاصة والضيقة. لافتين إلى أهمية الحوار من أجل الوطن وكل ما يصون أمنه واستقراره ووحدته. وأكد الدكتور مجور أن كل ما تم التوصل إليه في ذلك اللقاء سيتم ترجمته على الواقع بقرارات سيتخذها مجلس الوزراء في اجتماعه القادم ومن بينها تثبيت المتعاقدين وإشراك الشباب في مختلف اللجان الخاصة بالتوظيف حتى على مستوى الوزارات والمحافظات. كما أكد الحرص على إشراك الشباب في مراقبة المناقصات والمزايدات وإتاحة الفرصة لهم للاطلاع على التقارير المقدمة من اللجنة العليا للرقابة على المناقصات والمزايدات، بما يخدم الشفافية ويعزز المصداقية. وتحدث رئيس مجلس الوزراء بكلمة عبّر في مستهلها عن تطلعه لأن يكون الحوار أكثر منهجية والحرص على تقسيمه لمحاور سياسية واقتصادية واجتماعية، ووفقاً لما تم تحديده في اللقاء الحواري السابق أمس الأول وبما من شأنه التوصل إلى حلول عملية قابلة للتنفيذ. مذكراً بالقضايا والمطالب الحقوقية التي تمت مناقشتها في اللقاء السابق بممثلي الشباب وأبرزها البطالة وحل مشكلة المتعاقدين ومحاربة الفساد في كافة أجهزة الدولة.. وأكد الدكتور مجور أن كل ما تم التوصل إليه في ذلك اللقاء سيتم ترجمته على الواقع بقرارات سيتخذها مجلس الوزراء في اجتماعه القادم ومن بينها تثبيت المتعاقدين وإشراك الشباب في مختلف اللجان الخاصة بالتوظيف حتى على مستوى الوزارات والمحافظات. كما أكد الحرص على إشراك الشباب في مراقبة المناقصات والمزايدات وإتاحة الفرصة لهم للاطلاع على التقارير المقدمة من اللجنة العليا للرقابة على المناقصات والمزايدات، بما يخدم الشفافية ويعزز المصداقية. وتطرّق رئيس الوزراء إلى الجهود التي تبذلها الحكومة لمحاربة الفساد من خلال الإصلاحات التي تمت والقوانين التي صدرت، ومنها قانون مكافحة الفساد وإنشاء الهيئة الوطنية العليا لمكافحة الفساد، وكذا قانون المناقصات والمزايدات واللجنة العليا للمناقصات. معتبراً قانون المناقصات والمزايدات من أفضل القوانين بشهادة كل المنظمات الدولية والذي حدّ من الفساد في هذا الجانب، وأسهم في إصلاح نظام المناقصات والمزايدات بشكل إيجابي ومتنامٍ وملحوظ. وفيما يتعلق بالمحور السياسي موضوع النقاش، أكد الدكتور مجور ان الإصلاح السياسي هام جداً ويتم التعامل معه بمسؤولية كبيرة.. معتبراً إعادة تحقيق الوحدة اليمنية في الثاني والعشرين من مايو 1990م أكبر عملية إصلاح سياسي في تاريخ اليمن في ظل عالم يتفتت ويتجزأ. وقال: “ارتبط تحقيق الوحدة اليمنية بالتعددية السياسية ووجدت الأحزاب والتنظيمات السياسية لتمارس عملها بحرية، ونستطيع القول إن اليمن البلد العربي الوحيد الذي توجد فيه كافة الاتجاهات السياسية بشكل واضح”. ولفت رئيس الوزراء إلى ترسيخ تجربة التعددية السياسية في اليمن والنجاحات الكبيرة التي حققتها مع وجود إخفاقات في بعض الجوانب.. مشيراً إلى ان أبرز النجاحات الديمقراطية التي تحققت تتمثل في تجربة التراكم الانتخابي في المجال البرلماني والمحلي والرئاسي وترسخ الوعي بأهمية التنافس. وأكد الدكتور مجور أن آلية العمل الانتخابي في اليمن لا تقبل التشكيك في ظل وجود رقابة محلية ودولية واسعة.. لافتاً إلى أن عملية الفرز في الانتخابات تتم على مستوى كل مركز انتخابي وبإشراف ممثلين عن كافة المرشحين، الذين يتولون التوقيع على النتائج، فيما تتركز مهمة اللجنة العليا للانتخابات على تجميع هذه النتائج وإعلانها. وأشار إلى تجربة المجالس المحلية الكبيرة، وحرص الدولة على تعزيز الحكم المحلي واسع الصلاحيات.. مبيناً أن الحكومة تسعى إلى تطوير النظام السياسي والانتخابي والاستفادة من مثل هذه الحوارات في ذلك. ونوّه رئيس الوزراء بالتطور الملحوظ في مستوى النقاش الراقي مع الشباب.. مشيراً إلى أنه كلما كانت المسائل واضحة ومحددة سيكون هناك تفاعل كبير معها. يشار إلى أنه يتم نشر مجريات ووقائع هذه الحوارات عبر شبكة التواصل الاجتماعي (الفيس بوك) على نافذة “حوار من أجل اليمن”.. شارك في اللقاء نائب رئيس الوزراء لشؤون الدفاع والأمن, وزير الإدارة المحلية الدكتور رشاد العليمي، ووزير التربية والتعليم الدكتور عبدالسلام الجوفي، ووزير التعليم العالي والبحث العلمي الدكتور صالح باصرة، ووزير الشباب والرياضة حمود عباد، ورئيس جامعة صنعاء الدكتور خالد طميم وسكرتير رئيس الجمهورية للشؤون الإعلامية أحمد الصوفي، وعدد من المسؤولين.