شنّت ثلاث مقاتلات أميركية من طراز(بي2) حوإلى 40 قنبلة على قاعدة جوية ليبية حسبما أفادت محطة “سي بي اس نيوز” صباح أمس الأحد فيما يتجه الثوار من بنغازي إلى أجدابيا. وقالت هيئة الإذاعة البريطانية (بي بي سي) نقلاً عن المحطة الأميركية ان هدف عملية أمس كان تدمير قسم كبير من سلاح الطيران الليبي.. مشيرة إلى ان الطائرات الحربية الأميركية قامت في الوقت نفسه بملاحقة قوات برية بهدف تدميرها وعادت إلى قاعدتها سالمة. وفي شرق ليبيا ذكرت وكالات أنباء عالمية أن حوالي 14 جثة على الأقل وجدت ملقاة حول مركبات عسكرية محترقة تابعة لقوات موالية للقذافي بعد ضربات غربية. وأضافت الوكالات ان الطريق بين بنغازي وأجدابيا شهد دماراً وعليه العشرات من العربات المحترقة فيها ذخيرة مازالت تنفجر. وكان مسؤول في مجلس الأمن القومي الأميركي قال في وقت متأخر من ليل أمس ان القصف الصاروخي الذي شنته القوات الأميركية والبريطانية في وقت سابق قد أعطب إلى حد بعيد منظومة الدفاع الجوي الليبية. إلى ذلك أعلنت وزارة الدفاع البريطانية أن مقاتلات بريطانية انضمت إلى القوات الدولية التي تشن عملاً عسكرياً في ليبيا حيث أطلقت صواريخ على أهداف مهمة. ونقلت وكالة الأنباء الأمانية عن الناطق باسم الجيش البريطاني الجنرال جون لوريمر قوله في بيان له صباح أمس الأحد إنه يستطيع أن “يؤكد الآن أن سلاح الجو الملكي أطلق صواريخ كروز من عدد من مقاتلات تورنادو جي ار 4 السريعة” رغم أنه لم يحدد وقت أو مكان الهجمات. ويرمى العمل العسكري الدولى وهو جزء من عقوبات فرضتها الأممالمتحدة إلى فرض منطقة حظر جوي فوق ليبيا. وكانت مقاتلات فرنسية وبريطانية قد بدأت بالفعل دوريات جوية فوق مدينة بنغازي معقل الثوار الليبيين في شرق ليبيا.. من جهته أشار وزير الدفاع البريطاني ليام فوكس إلى أن مقاتلات تورنادو طارت لمسافة 3000 كيلومتر من قاعدتها في بريطانيا، مما يجعلها أطول مهمة قصف تقوم بها منذ حرب فوكلاند ضد الأرجنتين عام 1982. وقال مسؤولون في وزارة الدفاع البريطانية يوم الأحد إن مقاتلات تورنيدو التابعة لسلاح الجو الملكي قصفت أهدافاً في ليبيا باستخدام صواريخ كروز في مهمات بعيدة المدى هي الأولى التي تنفذها القوات البريطانية في الحملة الجارية الآن ضد قوات العقيد الليبي معمر القذافي.. وأوضح الجنرال جون لوريمر “أستطيع ان أؤكد أن سلاح الجو الملكي قد أطلق صواريخ كروز من طراز ستورم شادو بواسطة طائرات تورنيدو GR4 السريعة”.. مضيفاً ان الطائرات المذكورة انطلقت من قاعدة مارهام شرقي انجلترا لقصف الأهداف الليبية في رحلات بلغ طولها 4800 كيلومتر.. وقال وزير الدفاع البريطانى إن فرقاطتين بريطانيتين وستمنستر وكمبرلاند تبحران قبالة الساحل الليبي.. وان عدداً من الطائرات من طراز تايفون تقف على أهبة الاستعداد لتقديم الدعم عند الضرورة. وأضاف الوزير: “ان العمل العسكري الذي قمنا به أمس يبعث برسالة قوية للنظام الليبي مفادها ان المجتمع الدولي لن يقف مكتوف الأيدي بينما يعاني الشعب الليبي على أيدي نظامه”. من جانبه هدد الزعيم الليبي معمر القذافي بمهاجمة كل هدف مدني أو عسكري في البحر الأبيض المتوسط، وتوعد بضرب مصالح الدول التي شاركت في القصف على ليبيا.. وقال القذافي في كلمة مقتضبة أذاعها التليفزيون الليبي مساء أمس الأول بعيد تعرض الأراضي الليبية لقصف واسع: “سنهاجم كل هدف مدني أو عسكري في البحر الأبيض المتوسط”. وأضاف إن “البحر الأبيض المتوسط متعرض للخطر إثر هذا العدوان البربري وقد أصبحت هذه المنطقة ميدان حرب فعلية”. وتابع في تهديد للدول الثلاث التي شاركت حتى الآن في العمليات العسكرية وهي الولاياتالمتحدةوبريطانيا وفرنسا أن “مصالح الدول التي شاركت في هذا العدوان ستتعرض للخطر بسبب العدوان الجنوني الصليبي الكفيل بإشعال حرب”..وقال: “منذ الآن يجري فتح مخازن السلاح لتسليح الشعب الليبي دفاعاً عن وحدة تراب ليبيا” مؤكداً أن “الشعب الليبي الشجاع يتصدى لهذا العدوان بكل عزيمة وصبر”. ودعا “شعوب أفريقيا وأميركا اللاتينية وآسيا للوقوف مع شعب الجماهيرية للتصدي لهذا العدوان”. إلى ذلك دعت روسيا كل من بريطانيا وفرنسا والولاياتالمتحدة أمس الأحد إلى وقف الضربات الجوية العشوائية ضد ما وصفتها بأهداف غير عسكرية في ليبيا.. وقال الناطق باسم وزارة الخارجية الروسية الكسندر لوكاشيفيتش في بيان له في موسكو: “من هذا المنطلق ندعو الدول المعنية إلى وقف الاستخدام العشوائي للقوة”. وأضاف لوكاشيفيتش: “أن الهجمات سببت سقوط ضحايا مدنيين”.. من جانبها أعربت الصين أمس عن معارضتها للضربات التي تشنها دول غربية ضد الدفاعات الليبية بعد أن بدأت القوات الفرنسية والأميركية والبريطانية في شن هجمات ضد المنشآت العسكرية التي يسيطر عليها الرئيس الليبي معمر القذافي. وقالت الناطقة باسم وزارة الخارجية الصينية جيانج يو في بيان لها “الصين كعادتها دائماً لا توافق على استخدام القوة في العلاقات الدولية” معربة عن أسف بلادها إزاء الهجمات وتعتقد أنه ينبغي على جميع الدول احترام سيادة واستقلال ووحدة وسلامة أراضي ليبيا وفقاً لمبادىء ميثاق الأممالمتحدة والاتفاقات الدولية الأخرى.. وكانت الصين قد قالت أول أمس الجمعة إن لديها “تحفظات جدية” حول جزء من قرار مجلس الأمن الذي أقر فرض منطقة حظر جوي فوق ليبيا. وامتنعت هي وروسيا وألمانيا والبرازيل والهند عن التصويت على مشروع القرار بجلسة مجلس الأمن يوم الخميس الماضي بينما أيدته الولايات وفرنسا وبريطانيا. كما أعلنت وزارة الخارجية الصينية أمس الأحد ان الصين تريد إعادة الاستقرار إلى ليبيا بأسرع ما يمكن وذلك بعد بدء القوات الغربية في استخدام هجمات من الجو والبحر ضد قوات الزعيم الليبي معمر القذافي. ونقلت وكالة أنباء /رويترز/ عن الوزارة أنها تأمل بألا يتصاعد الصراع ويؤدي إلى مزيد من الخسائر البشرية مبدية, للهجمات العسكرية في ليبيا.