شمس الشتاء جاء الشتاء يسحقنا ببرده فتوجهت نحو الشمس أهبها وجهي أرجوها بعض الدفء ولكنها انتكست نحو الغروب في هدوء كأنها لا تراني ألححت في طلبي ورجائي ولكنها مضت في بطء متثاقل حزين كأنها جنازة, بدأ البرد يحتلني ويستعمرني يعبث بي وبدأت الشمس تلفظ أنفاسها وأنا أبحث في بقية أشعتها عن شعاع أمل بالدفء وماتت أخيراً واحتلنا البرد. أمل تشرق الشمس سعيدة لأنها بدأت تحلق في السماء وتصعد نحو المنتصف, ثم تحاول البقاء, تحاول وتحاول ولكنها تنزلق بهدوء حزين نحو الغروب, ثم يبدأ وجهها بالشحوب وقت الأصيل, ثم تموت.. تواضع انثنت الشجرة احتراماً للريح ولكن العمود انكسر.. الأديب الألمعي فتحت فمي لأتثاءب، ففرحت الذبابة التائهة بهذا المكان ودخلت لترتاح فيه.. طبيعة الرجل جلست تحدثني عن حبها القوي له, عن حبه القوي لها, عن زوجة حبيبها وعن أطفاله, تشكو لي ما صنع الحب بها وبه, تسألني النصيحة, فنصحتها بالبعد لأنه (يلعب بها) ولا يحبها, فقررت البعد عنه لأنه لن تكون هناك نهاية سعيدة لأنها على كل حالٍ لن تقبل بأن تكون زوجة ثانية. ففكرت كيف تجعله يبتعد عنها وفكرت معها, فطأطأت رأسها واعتصرت كل ذكائها كي تجد الطريقة المناسبة لإبعاده وانتفضت فجأة وصاحت: (وجدتها!) ثم التفتت إلي وقالت: (سأخيفه! سأقول له بأن يبتعد خشية أن نقع في الخطاء!!) وغمزت لي بعينيها لتشرح معنى قولها (الخطأ). فقلت لها وأنا أبتسم: (و لكن هذا هو ما يصبو إليه من علاقته معك. فكري في طريقة أخرى). فراشة تلك الفراشة, تطير بتكبّر, نسيت أنها كانت دودة.. طلقة خرجت الطلقة الحاقدة من الفوهة, تتمنى لو تعود إلى وجه من أطلقها.. وردة نبتت وردة بين بيوت القبيلة, فداستها أقدام الرجال.. نهر يجري النهر ليوزع الماء العذب إلى أفواه الجميع ولا يعرف المسكين أنه سيشرب في نهاية عذابه من ماء البحر. قلم كان يرقص على الورقة كما تشاءون, ويقفز, ويقفز يرش النقاط على الحروف كما تشاءون, واليوم هذه جثته تسحقها أحذيتكم..