تشهد محافظة ذمار حراكاً ثقافياً غير مسبوق ..ويكاد الجانب الثقافي هو الأبرز على كل المستويات وأنشطتها، لاسيما الجانب الأهلي المتمثل في المنتديات واتحاد الأدباء...والغريب أن القطاع النسائي فيما يخص الحركة الأدبية والثقافية في ذمار فاق التوقعات، في مجتمع قبلي لا يزال ينظر للمرأة بمنظور آخر، ولكن وبحسب فتيات فإنهن استطعن فك هذه العقدة وتكوين كيان لهن، بدأ المجتمع يتقبلهن حد قولهن.. مكتبة البردوني تعد مكتبة البردوني المتنفس الثقافي الوحيد لأبناء وبنات المحافظة، ففي هذا المبنى تتم كل الفعاليات والورش الثقافية والاجتماعية والسياسية والإبداعية، ولعل اسم الراحل عبدالله البردوني أضفى عليها مكانة كبيرة في قلوب الذماريين وكل أبناء اليمن عموماً ما جعلها قبلةً ثقافية يؤمها كل الشعراء والأدباء والمتعطشين للمعرفة، فهي منهل للعلم والأدب والإبداع ومنارة حقيقية للباحثين والدارسين، وموقعها المتوسط على الشارع العام أضاف لها ميزة أخرى. البداية في شهر أكتوبر من العام 1999م تم إنشاء مكتبة البردوني كجزء ملحق في مبنى المركز الثقافي بمدينة ذمار وتم تشغيلها آنذاك بموظف واحد فاتحةً بابها لفترتين بمعدل عشر ساعات في اليوم وكان عدد عناوينها في بداية الافتتاح لا تتجاوز 1200عنوان ثم تطورت إلى 7000عنوان حالياً من مختلف العلوم والمعارف، وفي عام2002م؛ ونظراً للإقبال الكبير عليها مع صغر حجمها تم بناء مقر جديد يتلاءم مع التطورات الحديثة بدعم من الصندوق الاجتماعي للتنمية ويتكون من ثلاثة أدوار وبدروم يحتوي على العديد من الأقسام المختلفة، كما تم تأثيثها وتجهيزها بأحدث الآلات والمعدات وتم افتتاحها في 31/5/2007م مع بقاء الفرع القديم في مبنى المركز الثقافي كما هو. وبحسب آخر إحصائية تقول مسئولة المكتبة: إن عدد الطلاب الوافدين إليها بلغ 7119طالباً و6914طالبة ليصبح الإجمالي 14033فيما بلغت نسبة الأطفال الوافدين إليها خلال العام المنصرم 2010م 10%. ويعتبر العام 2007م هو نقطة التحول بالنسبة للمكتبة حيث أصبح لها أقسام كقسم الدوريات مثلاً، وقسم المراجع، وقسم الأطفال، ويشتغل فيها سبعة عاملين رسميين و24عاملا متطوعا ويتم تقسيم عملهم على فترتين..وقد تم تأثيثها بحوالي 120ألف دولار، فيما التكلفة الإجمالية للمكتبة بلغت 300ألف دولار بحسب محمد العومري مدير مكتب الثقافة بذمار، وتضم أكثر من ثلاثين ألف عنوان. مصادر المعلومات تحتوي المكتبة على مجموعات من مصادر المعلومات المختلفة يصفها عبده علي الحوري - مدير عام المكتبة بالجيدة جداً، حيث تحتوي المكتبة على عدد جيد من الكتب في مختلف الموضوعات وتتفاوت من حيث العدد من موضوع إلى آخر ويصل العدد الكلي للكتب إلى 5300مجلد و500مجلد باللغة العربية،300مجلد باللغة الإنجليزية ومن ضمن هذه الكتب مجموعة لذوي الاحتياجات الخاصة. يقول مدير عام المكتبة: إن المكتبة تلقت 300عنوان جديد في عدد من المجالات المعرفية من مكتب وكالة الأنباء اليمنية بالمحافظة ومكتب وزارة التخطيط وعدد من المواطنين. مشيراً إلى أن عدد العناوين بمكتبة البردوني حالياً يزيد عن 15ألف عنوان في شتى المجالات، وأن زوارها بلغوا خلال العام الماضي حوالي 71ألف زائر. فعاليات المكتبة تتبع مكتبة البردوني في أرشفتها وتصنيفها الطرق الحديثة.. قد يطول ذكرها هنا..وعن الفعاليات فإن المكتبة تقوم بإصدار كتاب سنوي عن أنشطتها وإحصائياتها الخاصة، وتشير فيه إلى أفضل عشرة قراء وأفضل عشر قارئات وأبرز المستعيرين..كما تقوم المكتبة بأنشطة وندوات ومحاضرات وفعاليات متنوعة كالأمسيات الشعرية والقصصية والدراسات النقدية. وأيضاً في مجال التنمية البشرية والورش والمسابقات الثقافية وخلق علاقة بين موظفي المكتبة والقراء تجسدت بتأسيس منتدى أصدقاء مكتبة البردوني (صوى). معوقات رغم الإقبال الكبير على المكتبة والجهود المبذولة من قبل الطاقم الإداري إلا أن عدداً من المعوقات تلازمها بحسب عبده الحودي المدير العام حيث أشار إلى أن العائق المادي من أهم المعوقات التي تواجه المكتبة، إضافة إلى عوائق أخرى كنقص الكادر وغيرها من المعوقات، آملاً من الجهات المختصة بالمحافظة والوزارات الاهتمام بهذا الصرح المعرفي المنسوب لقامة أدبية كبيرة عربياً ومحلياً. نادي القصة يمثل نادي القصة الذي تم تأسيسه في العام 2006م شريانا آخر للمشهد الثقافي في ذمار تحتل فيه الفتيات 70% أكثر من النصف بحسب أسماء المصري رئيس النادي، مشيرة إلى أن النادي محافظ على ديمومته منذ التأسيس ويطلق برنامجه السنوي بفعاليات أدبية كل عام منوهة إلى أن هذا العام سيتم فيه فتح مجالات أخرى من الآداب والفنون كالمسرح والرواية والنثر بشكل عام والنقد الفني مع الاستعانة بخبرات عدد من الكتاب والنقاد والمثقفين والأكاديميين والجهات ذات العلاقة، ونوهت أسماء المصري إلى أن النادي أقام 10 فعاليات ونفذها، إضافة إلى إقامة مسابقة هدفها البحث عن مواهب كتاب القصة المبدعين في المحافظة بالتزامن مع إقامة ورشة عمل في مجال فن كتابة القصة القصيرة بدعم من وزارة الثقافة. أصوات نسائية تقول المصري، رئيس نادي القصة: إنه وفي السنوات الأخيرة برزت أصوات نسائية على المستوى القصصي والسردي بشكل مذهل فاجأ الجميع حيث تجاوزن 20 قاصة أدبية متميزة، تتنوع فيها كتاباتهن، مشيرة إلى أن ذمار واعدة بكاتبات متميزات وكتاب متميزين شاركوا جميعهم في عدة مهرجانات أدبية وقصصية حتى أن سمة السرد الذماري طغت على كل المهرجانات، مؤكدة أن معظم أعضاء نادي القصة في ذمار حصلوا على جائزة رئيس الجمهورية على مستوى المحافظة ..وتقول المصري: إن ثلاثة مجاميع قصصية أصدرها النادي بالشراكة مع فرع اتحاد الأدباء بالمحافظة لثلاث عضوات من النادي، وإنها تحاول توسيع عمل النادي والتميز في فعالياته بحيث يتم الخروج عن الإطار التقليدي. من جهته يرى الأستاذ عبده علي الحودي - رئيس فرع اتحاد الأدباء والكتاب بذمار أن المشهد الثقافي بالمحافظة في نشاط دائم من خلال دعم مكتبه للشباب المبدعين من خلال الصباحيات والأمسيات الأدبية التي يقيمها مكتبه تارة، وتارة أخرى بالتعاون مع بعض المنتديات الثقافية، مشيراً إلى العلاقة الحميمية التي تربط الاتحاد ببقية الأندية والانسجام بما يخدم الحركة الثقافية بالمحافظة. منتدى الحضراني يقول الأخ محمد عصبة - رئيس منتدى الحضراني: إن ناديه دشن برنامجه الثقافي للعام 2011م بفعاليات أدبية وثقافية تخدم المشهد الثقافي العام في اليمن، وكان بداية الافتتاح بمعرض تشكيلي "السنوي الخامس" بقاعة أرض بلقيس بمكتبة البردوني العامة، وبدعم من صندوق التراث والتنمية شارك فيه 30 فنانا وفنانة معظمه من الفتيات وضم المعرض 60 لوحة زيتية بحسب نبات السماوي الفنانة التشكيلية ومسئولة القطاع النسائي بالمنتدى والمشرفة على المعرض، إضافة إلى عرض عدد من الأشغال اليدوية وقالت عدد من المبدعات: إن المشوار الإبداعي لهن تعرض في بادىء الأمر لمعارضة شديدة من الأسرة والمجتمع الذي كان يرفض وجود مبدعات نتيجة الإرث الاجتماعي المسيطر على المجتمع حد قولهن ولكنهن كما قلن فرضن أنفسهن وتقبلهن المجتمع. ذمار غنية بالمخطوطات المشهد الثقافي في المحافظة ذمار جزء لا يتجزأ من المشهد العام في اليمن هكذا كشف مدير عام مكتب الثقافة بذمار الأخ محمد العومري حيث أضاف: إن الإمكانيات تظل هي الأساس في إنجاح أي عملية أو أنشطة ثقافية، مشيراً إلى أن مكتبه في حالة تواصل وانسجام مع الروابط والأندية الثقافية، ومكتبة البردوني لخلق حراك ثقافي بالمحافظة، إضافة إلى أنه قام بعمل أنشطة وأمسيات قصصية وشعرية وفنية. وقال العومري: إن عدم توفر الإمكانيات حالت دون قيام المهرجانات الموسعة وإقامة الأسابيع الثقافية في المديريات، وعلى مستوى المحافظة وعن الموروث الشعبي وتوثيقه قال: نحاول جمع ذلك، ولكن كما قلت لك تظل الإمكانيات المادية تحول دون تنفيذ ذلك، لكنه يطمح كما يقول إلى جمع الموروث الشعبي والمخطوطات ووصف ذمار بالغنية بالمخطوطات، مشيراً إلى أنها توجد عند الأسر الكبيرة ومكتب الأوقاف يحتفظ بعدد منها، وفي الوقت ذاته نوه العومري إلى أن عددا من الأسر يتولد الخوف لديها من عدم الحفظ فيما أسر أخرى تبحث عن مردود مادي كتعويض لها.