يحسب لنجوم أنديتنا اليمنية عشقهم للكرة العالمية المتطورة، سواء على مستوى الدوريات الأوربية والقارية الأخرى أم البطولات التي ينظمها الاتحاد الدولي بين المنتخبات. لكن الغريب والعجيب أن لاعبينا يكتفون بالمشاهدة للمتعة الكروية ، ويتعصبون لأندية آسيوية وافريقية وأوروبية إعجاباً بالأداء الفني الرائع للاعبين والنجوم العالميين ، ولا تجد في أوساط لاعبي أنديتنا الذين نصنفهم محترفين من يتابع هذه الدوريات فتجمع بين متعة المشاهدة، والاستفادة من روائع الكرة العالمية لتطوير إمكاناتهم والارتقاء بأدائهم في الملاعب اليمنية. هذا القصور في ذهنيات النجوم واللاعبين اليمنيين رأيناه مجسداً في جمود مستوياتهم التي تتوقف عند نقطة فلا يتقدمون خطوة ، ولا يتطورون من حيث الفكر الكروي، وإنما يشيخون قبل المشيب !! فتتضاءل طموحاتهم ويتقزمون ثم يكتبون لمسيرتهم خاتمةً تجعل ماقدموه في الملاعب اليمنية هباءً منثوراً ، لأن معظمهم يوقف سقف أحلامه عند عتبة الوظيفة أو الزواج، فتكون ممارسته لكرة القدم بوابته للحصول على عمل وشريكة الحياة ليس إلاَّ. إذاً .. فإن معظم نجوم الكرة اليمنية لايستثمرون ولا يستغلون مشاهداتهم لمباريات الدوريات العالمية لتطوير مايمتلكونه من مواهب وقدرات ، بل إن الذي وجدناه في بعضهم أنهم يحاولون تقمص شخصيات رونالدو البرازيلي – وميسي الأرجنتيني – وكريستيانو البرتغالي – وابراهيموفيتش السويدي – إيتو الكاميروني – محمد زيدان المصري – وغيرهم في تقليعات في قصة الشعر الطويلة أو القصيرة . حركاتهم المعروفة عنهم . أساليبهم عند الاحتفال بتسجيل الأهداف. إلخ من الحالات التي ينفرد بها هؤلاء النجوم العالميون كصفات شخصية خاصة. ولو تتبعنا لاعبي منتخباتنا الوطني – الأولمبي – الشباب – الناشئين فلن تخطئ عيوننا المجردة التقليعات المستوردة ، التي باتت بحاجة إلى تدخل عقلاء اتحاد القدم، وترسيخ المفاهيم الصحيحة عن النجومية للاعب المنتخب بأن التقليعة واستيرادها لاتمنح صاحبها المهارة والقدرة الفنية ، كما لا تعطية المحفزات والحظ الجيد ليصبح لاعباً أفضل ، أو نجماً مبدعاً في كرة القدم .. وأن تقليد نجوم العالم ينبغي أن يكون في محاولة محاكاتهم في الأداء والمستوى والإرادة والانضباط، والاتصاف بالروح الرياضية ، والحماس الإيجابي ، وصنع الانتصارات بالاجتهاد والتفاني، واللعب بتكاملية الفريق الواحد... والالتزام بتعليمات الجهاز الفني ، والاستفادة القصوى من المعسكرات الداخلية والخارجية بما يطور إمكانات لاعبينا. ولأن ظاهرة التقليعات استفحلت، وبدأت تتسع كان لابدًّ من الإشارة والتوضيح للأجهزة الفنية والإدارية في الأندية وللمختصين في منتخباتنا الوطنية كي يبينوا لنجوم التقليعات فهمهم الخاطئ للنجومية ويؤكدوا لهم أنهم مصابون بحول ليسارعوا في إصلاحه.