تعتبر مزرعة سردود الإنتاجية أول مشروع زراعي تم تنفيذه بعد قيام ثورة 26 سبتمبر مباشرة بهدف دعم الاقتصاد الوطني الذي يعتمد أساساً على القطاع الزراعي وتعتمد المزرعة على الري من السيول والأمطار والمياه الجوفية من خلال ثمانية آبار تتراوح أعماقها بين (70 80) مترا ويتم توزيع المياه إلى الحقول من خلال شبكة من القنوات الأسمنتية وتقع المزرعة في قرية الكدن على الضفة الشمالية من وادي سردود وتبعد عن مدينة باجل حوالي عشرين كم جنوباً وحوالي (58) كم عن مدينة الحديدة من الغرب .. صحيفة الجمهورية التقت بالمهندس/ عبدالله محمد سيف الحمادي مدير عام مزرعة سردود الإنتاجية ليحدثنا عن هذا المشروع الزراعي الحيوي والهام. ^^.. نريد إعطاء نبذة عن إنشاء المزرعة. أولاً أريد التأكيد بأن مزرعة سردود الإنتاجية تعد أول مشروع زراعي تم تنفيذه بعد قيام ثورة 26 توقيع الاتفاقية اليمنية اليمنية السوفيتية لاستئجار أراضي سردود الزراعية، وفي العام 65م بدأت عمليات تحت اسم “مشروع سردود الإنتاجي” وفي العام 68 بدأت عمليات تشغيل المشروع “المرحلة الأولى”، وفي العام 74م انتهى العمل في المشروع ووصلت المساحة المستصلحة إلى “1200” هكتار بما في ذلك الطرقات ومبان سكنية وقنوات ري واستلمت المشروع بعد ذلك إدارة يمنية في العام 75م وبموجب القانون رقم “7” تم إنشاء مؤسسة سردود الزراعية في العام 78م وتم دمجها مع هيئة تطوير تهامة بموجب القرار الجمهوري الصادر في 24/9/78م.. في العام 84م انفصلت عن الهيئة، وفي العام 98م تم ضم مزرعة الإنتاج الحيواني في الجرابح إلى المزرعة وفي 99م تم ضم مزرعة مشتل الصرح وأراضي الصوافي ومنذ العام 88م تقوم المزرعة بمواجهة كافة النفقات الإدارية والرأسمالية ذاتياً بعد أن كان في السابق يتم عن طريق وزارة الزراعة والري ووزارة المالية. تلبية الاحتياجات الملحة ^^..ما هو النشاط الذي تقوم به المرزعة؟ ينقسم النشاط الذي تقوم به المزرعة إلى ثلاثة أقسام رئيسية، زراعي، خدمي، اجتماعي.. ويعتبر النشاط الزراعي الهدف الرئيسي الأكثر أهمية في نشاط المزرعة والذي تهدف من خلال المساهمة في تلبية الاحتياجات الملحة حيث تقوم بزراعة المحاصيل الزراعية، بالإضافة إلى الفواكه والخضروات مثل المانجو ، الموز، الجوافة، الذرة الشامية، الذرة الرفيعة ، الدخن، السمسم، القطن، الطماطم، البصل، البامية، البيبار، الخيار وتخصص إدارة المزرعة في خطتها الزراعية أكبر مساحة لزراعة الدخن والذرة من إجمالي المساحة المخصصة لزراعة المحاصيل؛ وذلك نظراً لأهمية هذين المحصولين كونهما من الحبوب التي يتم الاعتماد عليهما في الاستهلاك الغذائي ولتحقيق الاكتفاء الذاتي من الغذاء، كما تقوم بزراعة الغروس مثل غروس المانجو، الجوافة، الزينة المصدات، خلف الموز، وبيعها بأسعار مناسبة دعماً وتشجيعاً للقطاع الزراعي ولدى المزرعة اثنان من المشاتل لإنتاج غروس الفواكه والزينة والحراجيات بطاقة إنتاجية ثلاثين ألف شتلة في السنة، إضافة إلى إنتاج الأعلاف كغذاء للثروة الحيوانية لتعزيز نموها وتكاثرها؛ وذلك لما تلعبه من دور في رفع ودعم الاقتصاد الوطني ومن هذه الأعلاف محصول الذرة الرفيعة حيث تم زراعة “562” هكتارا هذا الموسم فقط، إضافة إلى إنتاج العسل وتربية النحل، ومن نشاط المزرعة أيضاً الثروة الحيوانية مثل إنتاج وتربية الضأن، والماعز، وتربية وتسمين العجول. النشاط الخدمي ويتمثل في توفير المياه النقية للشرب بالمنطقة وتخصيص بئرين لغرض تأجير أراضي إقبال وإشراك لبعض مزارعي المنطقة إسهاما منها في تحسين أوضاعهم المعيشية وتشجيعهم في تربية المواشي. دعم وتشجيع المزارعين من خلال تقديم خدمات تأجير الآليات الزراعية لهم أثناء المواسم الزراعية المختلفة وبأسعار مناسبة في تقديم الاستشارات الفنية للمزارعين ومزارع القطاع الخاص المنتشرة في وادي سردود، مساعدة المزارعين المجاورين للمزرعة في الحصول على مياه الوادي أثناء موسم تدفق السيول للاستفادة من المياه في ري أراضيهم وزيادة الرقعة الزراعية. النشاط الاجتماعي ويتمثل في: المساهمة الفعالة بدعم النشاط الرياضي والثقافي بالمنطقة . السماح لمربي الثروة الحيوانية باستغلال الأعلاف والحشائش التي تنمو بين أشجار الفاكهة، كما أن وجود المزرعة ساعد في اتجاه العديد من رؤوس الأموال الوطنية للاستثمار الزراعي. الأهمية الاقتصادية ^^.. ماهي الأهمية الاقتصادية التي تمثلها المزرعة لأبناء المنطقة واليمن عموماً؟ أستطيع القول إن مزرعة سردود الإنتاجية تمثل مشروعا من مشاريع مكافحة الفقر؛ حيث توجد هناك فرص عمل متاحة لسكان المنطقة أثناء مواسم الحصاد والجني لمحاصيل الحبوب، والفواكه مثل المانجو. وتوفر المزرعة أكثر من أربعمائة فرصة عمل مستديمة وأكثر من خمسمائة فرصة عمل موسمية، كما أن أكثر من “80%” من موظفي وعمال المزرعة يعتمدون على إيرادات المزرعة، ومنطقة سردود أصبحت اليوم مدينة كبيرة ومن أهم المناطق التي فيها استثمارات زراعية لرؤوس الأموال الخاصة بعد أن كانت قبل وجود مزرعة سردود نهاية الستينيات عبارة عن مطرح لرعيان الأغنام والماعز، كما أن المزرعة تعتبر مدرسة لكثير من الكوادر القدامى سواء مهندسين زراعيين أو ميكانيكيين الذين تربوا في هذه المزرعة واكتسبوا خبرات فيها؛ لأنها كانت المشروع الزراعي الوحيد والكبير بعد الثورة مباشرة، وعلى نتيجة مزرعة سردود الإنتاجية ونجاحاتها تأسست العديد من مزارع القطاع الخاص، أكبرها مزرعة هائل سعيد أنعم، كما أن العديد من المغتربين أسسوا مزارع اعتماداً على تجربة مزرعة سردود، وهناك أشجار المانجو الموجودة اليوم في اليمن بدأت من مشاتل لزراعة سردود، ولأهمية هذه المزرعة في المنطقة، وجدت محطة البحوث الزراعية، والمعهد الزراعي، ومركز إكثار البذور. ^^..كم تبلغ المساحة الإجمالية للمزرعة.. تبلغ المساحة الإجمالية للمزرعة حوالي “1200” هكتار موزعة على 38 حقلا. منها “80” هكتارا لزراعة إنتاج المانجو بين أشجار قديمة وجديدة وفي طور التربية “63” هكتارا لزراعة الموز، وحديقة هكتار لزراعة الجوافة و”689” هكتارا لزراعة الحبوب، وهناك مساحات مستثمرة مع مزارعين “شراك وإقبال” في مشتل الصرح وأراضي الصوافي.. إلى جانب “18” هكتارا مسلمة للمدرسة الثانوية الزراعية لأغراض التطبيق العملي، ومساحة “67” هكتارا مسلمة لهيئة البحوث الزراعية لأغراض التجارب والأبحاث الزراعية، بالإضافة إلى مباني الإدارة والوحدات السكنية والمستودعات والطرقات وقنوات الري. ^^........................؟ في الحقيقة منذ ثلاثين سنة تقريباً لم يحصل أي تحديد لأصول المزرعة الإنتاجية لم تزرع شجرة جديدة ولم يستصلح حقل ولم تحفر بئر أو تجدد مضخة وكان القائمون على المزرعة معتمدين كلياً على إنتاج المانجو والموز يبيعونها ويصرفون قيمتها وكان هناك توازن بين الإيراد والمصروفات واستمر الوضع على هذا الحال.. في بدء التدهور يتضح في العام 2006م حيث بلغ العجز ما بين إيرادات ومصروفات المزرعة بحدود خمسة ملايين ريال وفي العام 2007م ارتفع العجز لحدود خمسة وعشرين مليون ريال.. وفي العام 2008م كان الفائض ما بين إيرادات ومصروفات المزرعة بحدود “56 مليون ريال” وهي لم تحدث معجزة أو عصا سحرية، بل حدث توفيق من الله، وتحسين في الإنتاج وآليات العمل.. وزير الزراعة والري د. منصور أحمد الحوشبي وجه بمنع الصرفيات غير الإنتاجية من المزرعة ولايزال حتى اليوم، وأيضاً الوزير دعم المزرعة بتوفير استثمارات من صندوق تشجيع الإنتاج الزراعي والسمكي وذلك بشراء حراثتين صغيرتين، وحراثة كبيرة، وعمل لنا منحلا، وتم تمويلنا بشبكة ري حديثة للمانجو والموز بحدود ثمانين مليون ريال، وساهم معنا بمشروع حماية الحفاظ على التربة والمياه وذلك بعمل خزان لحصاد مياه الأمطار، ومشروع لحماية قناة الري من الوادي.. أيضاً مشروع الأشغال العامة ساهم معنا بحدود مائة وثمانين ألف دولار لمشروع تحسين وتأهيل منظومة الري السيلي بالمزرعة، وصندوق تشجيع الإنتاج الزراعي والسمكي يقوم حالياً في مشروع تقسيم الحقول؛ لأن حقول المزرعة كبيرة جداً بحدود “36” هكتارا سبعمائة متر طول وخمسمائة متر عرض وذلك بتكلفة إجمالية خمسة وعشرين مليون ريال، وإضافة إلى عمل حدود خارجية لإظهار معالم المزرعة لوقف أي اعتداء على ممتلكاتها. ^^..ما هي المواسم الزراعية لديكم؟ الدخن موسم واحد تبدأ زراعته مع نهاية شهر يوليو وفي نهاية شهر أغسطس. الذرة الشامية موسمين يستمران خلال الفترة من أغسطس وحتى فبراير. العجور يزرع في أي وقت ولمدة ثلاثة أشهر. المانجو يبدأ الإزهار في شهر أكتوبر ويستمر في مارس ويبدأ الجني في فبراير وحتى يونيو. الجوافة يبدأ الإنتاج من عمر سنتين ونصف ويجنى المحصول أكثر من مرة وعلى فترات مختلفة في السنة. الموز يزرع طوال السنة ويروى كل ثلاثة أو أربعة أيام. الطماطم يبدأ موسمه في سبتمبر من كل عام ويتم الجني بعد “85” يوما ^^..ماهي طموحاتكم المستقبلية؟ نطمح مستقبلاً للتوسع في زراعة أصناف جديدة من المانجو، والخضار، بالاعتماد على شبكة الري الحديثة ولدينا فكرة لتأسيس مشروع الثروة الحيوانية وشراء وحدات ري حديثة للمراعي والأعلاف هذه السنة إن شاء الله؛ لأن تربية الحيوانات بحاجة إلى عدة مراع مستديمة وشبكة ري حديثة وأيضاً لدينا فكرة عمل لإنتاج أعلاف الحيوانات من مخلفات المحاصيل الزراعية مثل الذرة الدخن الموز وطحنها، مع إضافة بعض المواد الغذائية لها كالحبوب أو المعادن وخلطها وعملها بشكل مكعبات وتعبئتها في أكياس وهذه نحن طلبنا دراسة فيها من منظمة الأغذية والزراعة وهناك عدة جهات تريد تدخل شريك معنا لتنفيذها.. ^^..ماذا عن مشاريع التأهيل والتحسين في المزرعة؟ من المشاريع التي أقرتها اللجنة الإشرافية للمزرعة والتي لها تأثير كبير هي إعادة تأهيل قناة الري التي تروى من الوادي لصافية الجرابح ولدينا بحدود (1500) هكتار في الجهة الجنوبية من وادي سردود تابعة للدولة شركة مع مزارعين وهناك مشروع لتحسين القناة وعمل فتحات ومساقط ومقسمات لتوزيع المياه والدراسة لهذا المشروع في هيئة تطوير تهامة. ^^.. ماذا عن السياسية المالية والمحاسبية في المزرعة؟ - السياسة المالية المحاسبية للمزرعة هي أننا ملتزمون بتطبيق النظام المالي والمحاسبي الموحدين في الجمهورية من حيث مسك الدفاتر والسجلات وتتبع الزراعة طريقة القسط الثابت في استهلاك موجوداتها الثابتة بحسب قرار وزير المالية رقم(144) لعام 99م بشأن الإهلاك وتنتهج إدارة المزرعة أسلوب تسويق جيد عن طريق الإعلان في الصحف الرسمية، كما توجد في المزرعة لجنة مبيعات مكونة من الجانب المالي والجانب الزراعي، مهمتها دراسة التقارير التي تقدم من اللجان الفرعية المكلفة بالنزول إلى أسواق الجمهورية لمعرفة الأسعار ليتم تحديدها من قبل لجنة المبيعات استناداً لتلك التقارير التي ترفعها اللجان الفرعية المكلفة وذلك بعد دراستها ومناقشتها في اجتماعاتها الدورية ولدينا لائحة تنظيمية ومراجع حسابات من الجهاز المركزي للرقابة والمحاسبة للمصادقة على حسابات المزرعة.