إضافة إلى رواة الحديث من الزنادقة، يذكر د. علال كذابين متكلمين. ويرى منهم عمر بن بحر الجاحظ (ت225ه)، قال عنه المحدثون: إنه كاذب. والثاني هو أبو عثمان عمرو بن عبيد البصري، قال عنه أصحاب الحديث: كان يضع الحديث ويكذب على الحسن البصري. وثالثهم شيخ المعتزلة: أبو الهذيل العلاف البصري (ت235ه)، يزعم د. علال أنه كان من معطلة الصفات، ويستشهد بما قال عنه ابن قتيبة: "كذاب أفاك". ورابعهم أبو القاسم بن عباد الطالقاني، المشهور بالصاحب بن عباد (ت385ه)، مُتهم بالكذب والانحراف عن الشرع. وآخرهم محمد بن إسحاق بن النديم (ق:4ه)، جمع بين الرفض والاعتزال وهو مُتهم بالكذب، وتوثيق الكذابين، وتجريح الثقات في كتابه الفهرست. وفيما يخص الكذابين من الزهاد و العَبّاد و الصوفية، يقول د. خالد كبير علال "فإنه من الغريب أن نجد من هؤلاء كذابين اشتهروا بالكذب حذر منهم أهل الحديث. لكن هذه الغرابة تزول إذا تذكرنا ثلاثة أمور هامة، أولها أن الانتساب إلى الدين والتظاهر بالصلاح شيء، والالتزام به ظاهرا وباطنا شيء آخر". وثانيهما، يتابع د. علال، "علينا ألا ننس أن الانتساب إلى الدين ليس خاصا بطائفة الزهاد والصوفية". وثالثها هو "أن التعصب للرأي و للطائفة يعمي الإنسان و يصمه. [email protected]