يزعم د. علال في كتابه سالف الذكر، أن هناك من الزهاد و العباد من جاؤوا بأخبار كاذبة، ويذكر منهم: أبو عبد الرحمن الهيثم بن عدي الكوفي (ت207ه)، قال عنه بعض أهل الحديث: أخباري كذاب ليس بثقة. ومن غريب أمره أنه كان متفرغاً للعبادة والكذب معاً، فقد روت إحدى جواريه أن مولاها: كان يصلي عامة ليله، فإذا أصبح جلس يكذب. والثاني هو محمد بن عكاشة الكرماني (ت: 225ه)، كان كذاباً بكاء، يضع الحديث ويحدث بالأباطيل. وروي أنه كان إذا حدّث بكى، ويُسمع خفقان قلبه، وقيل أنه صُعق فمات عندما سمع آية الجمعة. ولا ندري، يقول علال، أكان يتباكى، أم كان يبكي على نفسه الكذابة التي كانت تروي أكاذيبه المنسوبة لرسول الله صلى الله عليه و سلم؟! وثالثهم غلام خليل البغدادي، كان معروفاً بالزهد والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، لكنه مع ذلك كان يضع الحديث غير الصحيح. وقد سماه أبو داود السجستاني: دجال بغداد. والغريب في أمره أنه هو شخصيا كان يعترف بوضعه للحديث. ورابعهم سليمان بن عمرو النخعي (ق:3ه)، له ظاهر صالح، وصاحب تقشف وعبادات، لكنه كان معروفاً بالكذب ووضع الحديث وضعاً. قال عنه يحيى بن معين: هو من أكذب الناس. [email protected]