على صافرة الحكم المجري فيكتور كاساي ستنطلق موقعة كروية ملتهبة مساء اليوم السبت على ملعب “ويمبلي” في لندن، ينتظرها الملايين من عشاق اللعبة في مختلف أنحاء العالم، بين برشلونة الإسباني ومانشستر يونايتد الانجليزي، في نهائي دوري أبطال أوروبا لكرة القدم .. ويترقب الجميع مواجهة ساخنة تقترب من أفلام الإثارة والرعب يبحث الفريقان عن ختام مثالي لموسمهما الرائع والمثالي . البارسا الأفضل على الورق ونجح برشلونة في التفوق على احتياطات مانشستر خلال نهائي 2009 ولكن الفريق الإنجليزي نجح في تجديد دمائه وإعادة ترتيب أوراقه وصفوفه على مدار الموسمين الأخيرين ليصبح التكهن بنتيجة مباراة اليوم أمرا في غاية الصعوبة .. ورغم ذلك ، يبدو برشلونة هو المرشح الأقوى في المباراة لاعتماده بشكل كبير على أسلوب امتلاك الكرة والهجوم المستمر وإن كانت مهمته في هذا النهائي أصعب كثيرا مما كانت عليه في نهائي 2009 بعدما لجأ مانشستر إلى تدعيم قواه الدفاعية وهو ما ظهر بشكل جيد في البطولة هذا العام حيث اهتزت شباكه أربع مرات فحسب خلال 12 مباراة خاضها. ثقة كبيرة ويتمتع الفريقان بثقة كبيرة قبل المباراة حيث نجح كل منهما في إحراز لقب الدوري المحلي في بلاده بعد منافسة شرسة تعرض لها كل منهما .. وأحرز برشلونة لقب الدوري الأسباني عن جدارة وبفارق أربع نقاط أمام منافسه التقليدي العنيد ريال مدريد ليرفع رصيده إلى 21 لقبا مقابل 31 لقبا للريال في الدوري الأسباني .. وفي المقابل ، انفرد مانشستر يونايتد بالرقم القياسي في عدد مرات الفوز بلقب الدوري الإنجليزي برصيد 19 لقبا مقابل 18 لقبا لليفربول. ألقاب وبطولات كما يمتلك كلا الفريقين ما يرفع من درجة تفاؤله قبل المواجهة الحاسمة حيث سبق لبرشلونة الفوز باللقب ثلاث مرات من ست مباريات نهائية خاضها على مدار تاريخه في البطولة .. وارتبطت انتصارات برشلونة الثلاثة الماضية بالكرة الإنجليزية حيث جاء أول تتويج له بالبطولة على إستاد ويمبلي (القديم) في عام 1992 بالتغلب على سامبدوريا الإيطالي 1- صفر بعد وقت إضافي. وحقق الفريق الكاتالوني انتصاريه الآخرين على حساب فريقين إنجليزيين حيث تغلب في نهائي البطولة عام 2006 على أرسنال 2-1 ثم على مانشستر يونايتد 2- صفر في نهائي 2009 بينما خسر نهائي 1961 أمام بنفيكا البرتغالي 2-3 ونهائي 1986 أمام ستيوا بوخارست الروماني بضربات الترجيح بعد انتهاء اللقاء بالتعادل السلبي كما خسر أمام ميلان الإيطالي صفر-4 في عام 1994 . وفي المقابل ، بلغ مانشستر يونايتد النهائي أربع مرات سابقة وحالفه التوفيق في المحاولات الثلاث الأولى قبل أن يسقط أمام برشلونة في النهائي الرابع قبل عامين. الصدام الثالث وستكون مباراة الليلة هي النهائي الثالث بين الفريقين على الصعيد الأوروبي بعدما تواجها في نهائي كأس الكؤوس الأوروبية عام 1991 وخرج مانشستر فائزاً 2- 1 بفضل هدفين من الويلزي مارك هيوز الذي منح فيرغوسون لقبه القاري الأول مع “الشياطين الحمر” .. وفي النهائي الثاني عام 2009، حسم برشلونة الذي يقوده نجمه السابق بيب غوارديولا لقب دوري الأبطال على الملعب الأولمبي في روما لمصلحته 2- صفر، بفضل هدفين من الكاميروني صامويل ايتو ورأسية الأرجنتيني ليونيل ميسي. وتواجه الفريقان أيضاً في دور المجموعات من دوري الأبطال عامي 1994 و1998 فتعادلا 2-2 وفاز برشلونة 4-صفر في الأولى، ثم تعادلا ذهاباً وإياباً في الثانية وبنتيجة واحدة 3-3، ثم التقيا في نصف نهائي موسم 2007-2008 فتعادلا صفر-صفر في “كامب نو” وفاز مانشستر إياباً 1- صفر في طريقه إلى اللقب على حساب مواطنه تشلسي (بركلات الترجيح بعد تعادلهما 1-1). وهذا اللقاء الحادي عشر بين الفريقين، ففاز كل منهما ثلاث مرات وتعادلا 4 مرات، علماً ان أياً من الفريقين لم يفز على خصمه مرتين على التوالي .. وقد يملك يونايتد أفضلية نسبية كونه يخوض المباراة في بلاده، علماً أنه في المباريات النهائية الخمس التي أقيمت على ملعب ويمبلي القديم، فازت الأندية الإنجليزية مرتين، مع يونايتد عام 1968 وليفربول عام 1978 على حساب بروج البلجيكي 1- صفر. العبقري ميسي وستكون الأنظار شاخصة نحو العبقري الأرجنتيني ليونيل ميسي أفضل لاعب في العالم عامي 2009 و2010، وصاحب الهدف الثاني لبرشلونة منذ عامين في روما، الذي يعتبر من أنقى المواهب التي أنجبتها ملاعب كرة القدم في التاريخ، وهو يتصدر ترتيب هدافي المسابقة حاليا مع 11 هدفاً، وبحاجة لهدف واحد كي يعادل رقم الهولندي رود فان نيستلروي (12 هدفاً) .. وسيكون ميسي أمام مهمة تخطي حائط مانشستر الدفاعي المكون من الصربي نيمانيا فيديتش وريو فرديناند، لكن الأرجنتيني يملك العدة اللازمة للتفوق على أعتى المدافعين في العالم . نظافة الشباك والحذر من الإعصار ويسعى فيرجسون إلى الحفاظ على نظافة شباك فريقه حيث يضع أملا كبيراً على قوة فريقه في الناحية الدفاعية .. وسبق للفريقين أن التقيا في المربع الذهبي للبطولة عام 2008 وحافظ مانشستر على نظافة شباكه في مباراتي الذهاب والإياب بالتعادل السلبي في برشلونة ثم الفوز 1 - صفر في مباراة الإياب على إستاد “أولد ترافورد” في مانشستر ليتأهل إلى النهائي الذي تغلب فيه على تشيلسي . وقال فيرجسون :”أظهرنا تركيزا رائعا في المباراتين (عام 2008) .. إنه مفتاح انتصاراتنا .. التركيز والحذر الدفاعي أمر مهم للغاية في مباريات مثل لقاء السبت” .. واعترف فيرجسون بخطورة الأرجنتيني ليونيل ميسي مهاجم برشلونة والذي يتصدر قائمة هدافي البطولة هذا الموسم برصيد 11 هدفا ولكنه قال إن برشلونة عليه أن يعي أيضا خطورة مانشستر. وقال فيرجسون :”واجهنا برشلونة ثلاث مرات وهناك حل دائما لكل لاعب جيد .. نأمل أن نجد الحل لمواجهة ميسي وإيقافه .. يجب أن نعترف أن برشلونة يضم لاعبين متميزين آخرين ولدينا لاعبون متميزون أيضا .. ولذلك فإنها مباراة مثيرة .. أثق في أن برشلونة يعي خطورتنا جيدا”. وصرح فيرجسون - 69 عاماً - أن مانشستر يمتلك خبرة كبيرة بالبطولة الأوروبية حاليا وأن لاعبي مانشستر يونايتد أصبحوا أكثر صبرا ويتعاملون مع المباريات بمستويات رائعة من التركيز .. وأشار فيرجسون إلى نهائي 2009 مع برشلونة قائلا :”كان بإمكاننا تسجيل هدفين في أول 15 دقيقة من المباراة ولكننا أهدرنا الفرصة ووضحت بعد ذلك طريقة لعب برشلونة حيث انتقل ميسي للعب كرأس حربة بينما انتقل إيتو للعب مكانه كساعد هجوم أيمن وظل الفرنسي تييري هنري في موقعه كساعد هجوم أيسر”. احترام خصم أسمه مانشستر وقال جوسيب جوارديولا ، المدير الفني لبرشلونة ، إن فيرجسون يتمتع بالقوة الأكبر في عمق الفريق وهو ما وضح في مواجهته أمام شالكه الألماني بالدور قبل النهائي عندما فاز 4-1 في مانشستر و2- صفر في جيلسنكيرشن علماً أنه أجرى تسعة تغييرات في فريقه بمباراة الإياب عما كان عليه في لقاء الذهاب بمانشستر. وأوضح جوارديولا “لا يمكنني إجراء تسعة تغييرات في فريقي لأن فريقنا صغير (من حيث عدد اللاعبين) ولكن لاعبي برشلونة يمتلكون إمكانيات هائلة .. يمتلك مانشستر العديد من البدائل التي يمكنه الاختيار من بينها مثل ديميتار برباتوف وخافيير هيرنانديز وواين روني وبول سكولز ورايان جيجز”. خطوط قوية وسيتولى المدافع الدولي جيرار بيكيه (24 عاماً) حماية المنطقة الخلفية لبرشلونة بعد أن لعب في صفوف مانشستر يونايتد عندما كان في السابعة عشرة من عمره .. ويبرز في خط الدفاع الكاتالوني أيضاً البرازيلي داني الفيش و”الأسد” كارليس بويول والحارس فيكتور فالديس، علماً أن الأخيرين كانا أساسيين في نهائي 2006 أمام ارسنال. من جهة يونايتد، سيكون الاعتماد هجومياً على الدولي واين روني والمكسيكي الواعد خافيير هرنانديز “تشيتشاريتو” الذي كانت بصماته واضحة في ختام الدوري الإنجليزي .. وسيسدل الحارس الهولندي العملاق ادوين فان دير سار (40 عاماً) الستار على مسيرة كروية بدأت قبل 20 عاماً، وهو يمني النفس ب”احساس رائع أخير” من خلال رفع الكأس الأوروبية المرموقة للمرة الثالثة في مشواره والثانية مع “الشياطين الحمر” بعد 2008 عندما تغلب الأخير على مواطنه تشلسي بفضل فان در سار الذي صد الركلة الترجيحية الحاسمة. وسيخوض فان در سار النهائي الخامس له في المسابقة الأوروبية الأم بعد آن توج باللقب عام 1995 مع اياكس أمستردام على حساب ميلان الايطالي ثم خسر في الموسم التالي أمام يوفنتوس الإيطالي قبل آن يبلغ نهائي 2008 و2009 وهذه المرة مع مانشستر يونايتد فتوج بلقبه الثاني على حساب تشلسي قبل آن يخسر أمام برشلونة بالذات. هواية السيطرة وتمحورت تصريحات لاعبي الفريقين حول قدرة برشلونة على ممارسة هوايته المعهودة بتمرير الكرة باستمرار والاستحواذ عليها بين لاعبي وسطه شافي واندريس اينييستا، والطريقة التي سيواجهه فيها يونايتد .. وقال دافيد فيا مهاجم برشلونة: “إنهم فريق يحب الاستحواذ على الكرة ولن يسعى لتدمير طريقة لعبنا بل لفرض أسلوب لعبه .. الفريق الذي سينجح في الاستحواذ على الكرة خلال النهائي سيكون الأقرب للفوز باللقب”. فيما تطرق زميله سيرجيو بوسكيتس عن أسلوب لعب الطرفين، قائلاً: “نحن فريقان نتمتع بأسلوب لعب محدد. نحب الاستحواذ على الكرة والفريقان سيسعيان للحصول عليها وعندما نخسر الكرة نعمل بجهد كبير جداً لاستعادتها” .. ورأى بوسكيتس آن مدرب مانشستر الاسكتلندي اليكس فيرغوسون “يملك فريقاً مهاجماً لكنه قد يلجأ إلى تشكيلة أكثر دفاعية”.