تناولت العديد من الكتابات, والعديد من المراجع والمجلات موضوع مبادىء التربية الفنية, فهل نقصد نظرياتها, أخلاقياتها, أم أسسها التي تهدف إلى تحقيقها؟ الحقيقة أن التربية الفنية مجال خبرة واسع وغني, لها بصماتها التي تحاول أن تكسبها للمتعلم, وإذا اكتسبها, أمكن القول بأنه اكتسب تلك المبادىء وصار يطبقها في حياته اليومية. مبادىء التربية الفنية: 1 - الذوق. 2 - الإبداع. 3 - القدرة على النقد. 4 - النقد في التربية الفنية. 5 - النمو الشامل. 1 - الذوق: التربية الفنية تحقق الارتقاء بمستوى ذوق المتعلم, فتجعله حساساً للقيم والعلاقات الجمالية, يمتلك القدرة على التعرف عليها في أي مجال يقع نظره عليها, وهذا يعني استجابة المتعلم لمقومات الجمال حينما تتوافر أمامه, أي إن مشاعره تهتز إذا وجد جمالاً. أما القبح وهو عكس الجمال فيسجل النفور والنشاز, وعدم الانسجام, والانسان بفطرته يبحث عن الجمال وينفر من القبح, والتربية الفنية تؤكد هذا الاتجاه, فتنمي العادات الايجابية التي تمكن المتعلم من معايشة الجمال ونفر القبح وهجرانه. 2 - الإبداع: الإبداع يعني وجود صيغة جديدة معبرة ومحملة بالمعاني والقيم, لكن الأفراد يتفاوتون في قدراتهم على الإبداع, منهم من يصل إلى آفاق واسعة, ومنهم من هو ضيق الأفق. فالتربية الفنية تقدم الفرص والمجالات, والخبرات التي تجعل المتعلم يخوض تجربة البحث والكشف عن الجديد وصياغته وبلورته. 3 - القدرة على النقد: تربي التربية الفنية القدرة على النقد الفني ومعناه وزن الأعمال الفنية ومعرفة ماحققته من قيم ومالم تحققه, وإظهار جوانب القوة والضعف. والنقد يعني إصدار الأحكام الجمالية بالقبول أو الرفض. والنقد له أصول ويحتاج إلى قاعدة ثقافية واسعة وعميقة وإلمام بالماضي الفني للبشرية وخبرات السلف التي تركت آثارها في المعابد والمتاحف والآثار. إن النقد قدرة جمالية على إصدار الأحكام, والمحكم يجيد أحكامه حينما يكون ذوقه رفيعاً, ويمتلك نظرة تقدمية, والناقد يصدر الحكم الجمالي حينما تكون بصيرته متفتحة. 4 - النقد في التربية الفنية: يمارس النقد في مجال التربية الفنية في التعليم على أساس التوجيه الذي يقوم به المعلم لتحسين مستوى أداء تلاميذه والوصول بهم إلى أعلى المستويات. ونقد المعلم هو قدرة المعلم على كشف إمكانات المتعلم بالتحليل, ومعرفة مكامن القوة والضعف. وأهم نقد في مجال التربية الفنية هو الذي يسمى بالنقد الذاتي, أي يتدرب التلميذ على تقويم أعماله بنفسه. 5 - النمو الشامل: ترتكز فكرة التربية الفنية المعاصرة على النمو الشامل للمتعلم, ويراد بالشمول النمو من مختلف النواحي, النمو من خلال الممارسة لتأكيد نمو المهارات, وتحسين الذوق من خلال الممارسة, واكتساب المعرفة التي تجعل النمو أمراً ميسوراً, الشمول في النمو معناه الزيادة في جوانب متعددة للانسان الجانب العقلي, الوجداني, الفيزيقي, النفسي, الاجتماعي, العقائدي, الوطني.