تسببت الفيضانات الناجمة عن الأمطار الغزيرة فوق المناطق الجنوبية والجنوبية الشرقية من الصين بمقتل أكثر من مائة شخص وإجلاء أكثر من نصف مليون وإتلاف مساحات واسعة من المحاصيل الزراعية. وأكدت مصادر رسمية وإعلامية صينية أن الفيضانات التي اجتاحت مقاطعات إنهوي وزهيجيانغ وجيانشي وهيوبي وهونان وسيشوان وغويزهو وبلدية شونغكينغ تسببت حتى الآن بمقتل مائة شخص على الأقل فيما لا يزال عشرات آخرون في عداد المفقودين. كما حذرت مراكز الأرصاد الجوية من أن الأمطار الغزيرة قد تستمر بالهطول على مدى اليومين المقبلين على المناطق من مدينة شنغهاي في أقصى الشرق وحتى المناطق الريفية في مقاطعة يونان على الحدود الجنوبية الغربية للصين. ومع تراجع منسوب المياه في مدينة زهوجي بمقاطعة زهيجيانغ، بدأ المزارعون يعودون إلى قراهم ليكتشفوا حجم الدمار الكبير الذي لحق بمحاصيلهم الزراعية ومنازلهم، حيث أشارت التقديرات إلى أن قريتين على الأقل غمرتا بالمياه، مما اضطر لإجلاء الآلاف بعد انهيار ضفتي نهر يانغتسي الخميس الماضي. ووفقاً للتقارير الرسمية الأولية، تكبدت مقاطعة زهيجيانغ لوحدها خسارة في المحاصيل الزراعية والأراضي والممتلكات تقدر ب722 مليون دولار أميركي، حيث تسببت الفيضانات بتقليص معدل إنتاج الخضراوات بنسبة 20%، مما أدى إلى ارتفاع سعر المواد في عاصمة المقاطعة هانغزهو بنسبة 40%، علماً بأن الأمر نفسه ينسحب على مقاطعات أخرى ولكن بنسب متفاوتة. ودفعت الكارثة بالقيادة العسكرية للزج بآلاف من الجنود لتقديم يد المساعدة للمتضررين من الفيضانات وتوزيع المواد الغذائية والطبية، وسط انتقادات السكان الذي انتقدوا تباطؤ السلطات في التعامل مع الأزمة. ونقل عن أحد المزارعين قوله: إن حجم الفيضانات كان محدوداً في البداية، حيث كان بالإمكان سد الثغرات التي طالت مساند الحماية الموزعة على ضفتي النهر ومنع انهيارها كما حدث لاحقاً. يُشار إلى أن السلطات الصينية كانت قد أجلت أكثر من 550 ألف شخص من المناطق المنكوبة وجوارها، بعد أن رفعت أمس الأول السبت درجة الإنذار للمرتبة الرابعة.