أعدت اللجنة القانونية المعنية بمتابعة الطلب العربي بالعضوية الكاملة لفلسطين في الأممالمتحدة ملفاً قانونياً شاملاً بشأن خطة التحرك العربي لدعم الطلب.. وقال نائب الأمين العام لجامعة الدول العربية السفير أحمد بن حلي أمس: إن هذا الملف سيتم رفعه إلى الاجتماع المقبل للجنة مبادرة السلام العربية لاعتماده وكذلك للنظر في التوصيات الصادرة في هذا الإطار والاتفاق على الخطوات التالية. وشدد السفير بن حلي على إصرار الجانبين الفلسطيني والعربي على الذهاب إلى مجلس الأمن والأممالمتحدة للاعتراف بالعضوية الكاملة لفلسطين. وقال: إن الاعتراف الدولي بالدولة الفلسطينية قائم الآن، وهناك اعتراف من قبل أكثر من 122 دولة من أعضاء الأممالمتحدة البالغ عددها 192. ودعا إلى التحرك العربي باتجاه الدول التي لم تعترف حتى الآن بالدولة الفلسطينية ومنها دول الكاريبي ودولتان إفريقيتان و24 دولة أوروبية. وأضاف بن حلي أن الجامعة العربية ستشارك في اجتماعين مهمين الأول الذي تنظمه منظمة المؤتمر الإسلامي في كازاخستان أواخر الشهر الجاري وكذلك القمة الإفريقية المقررة في غينيا الاستوائية نهاية الشهر الجاري. وأوضح أنه سيتم التنسيق مع هذه الأطراف لدعم الطلب بالاعتراف بالدولة الفلسطينية في الأممالمتحدة، وسيكون ذلك من أهم النقاط التي سيتم الحديث عنها من خلال وفد الجامعة العربية المشارك في هذه الفعاليات. من جهة أخرى يواصل أربعة أسرى في سجن (ريمون)، أمس الأربعاء، إضرابهم عن الطعام لليوم الرابع على التوالي، في ذات الوقت الذي يواصل فيه الأسير عاطف وريدات، إضرابه عن الطعام والأدوية منذ 14 يوماً في سجن (عسقلان) بعد عزله في زنازين السجون الإسرائيلية. والأسرى الأربعة المضربون هم: هيثم صالحية من رام الله، وخالد عودة من قلقيلية، وحسن عرار من رام الله، وحاتم قويدر من غزة. ووفق تقرير لنادي الأسير، فإن إضراب الأسرى الأربعة ينفذ احتجاجاً على حملة التنقلات التي جرت من سجن (أوهليكدار) إلى سجن (رامون) الإسرائيليين، في الثالث عشر من الشهر الجاري، مشيراً إلى أن الأسرى موجودون في الزنازين منذ تاريخ النقل. وأكد أن على ذوي الأسرى وتحديداً ذوي أسرى بيت لحم أن يأخذوا بعين الاعتبار عند زيارتهم لأبنائهم في سجن (ريمون) أن قسمي 2، 3، أنهم ممنوعون من الزيارة. وكانت (وفا) نشرت بناء على معلومات من نادي الأسير، في ذلك التاريخ، أن إدارة سجن (أوهليكدار) نقلت نصف أسرى السجن، والبالغ عددهم ستين أسيراً إلى (رامون)، وقد أكد الأسرى أنه أثناء عملية النقل أجرت الإدارة عملية تفتيش مذلة للأسرى، الأمر الذي أدى إلى رفض الأسرى هذا الإجراء التعسفي والاحتجاج على التفتيش، وعلى إثر ذلك جرى اشتباك بين السجانين والأسرى. وذكر نادي الأسير أن وريدات مازال مستمراً في إضرابه عن الطعام والدواء، وأن إدارة السجن عزلته في ظروف صعبة وفي زنزانة ضيقة جداً دون تهوية وغير صحية، وتفوح منها رائحة كريهة جداً، مشيراًَ إلى أن حياته أصبحت في خطر حقيقي، حيث لا يستطيع الوقوف، ويعاني من جفاف مع تشققات في اللسان والشفتين، إضافة إلى التقيؤ. والأسير عاطف وريدات من بلدة الظاهرية جنوب الخليل، وقد بدأ إضرابه احتجاجاً على إجراءات إدارة السجن ضده. وقال مدير مكتب نادي الأسير بالخليل أمجد النجار ل(وفا) حين بدأ الأسير وريدات إضرابه: إن الأسير يعاني من سياسة القمع المتواصلة بحقه منذ اعتقاله قبل نحو عشر سنوات، والمتمثلة بنقله بشكل متواصل ومفاجئ إلى عدة سجون، والتقصير في تقديم العلاج له جراء وضعه الصحي المتردي ومعاناته من أمراض عدة، بما فيها أمراض القلب والسكري وارتفاع ضغط الدم، وهو بحاجة لعملية قلب مفتوح. وأوضحت ابتسام وريدات زوجة الأسير عاطف ل(فا) سابقاً، أن زوجها بحاجة إلى رعاية طبية، مشيرة إلى أنه خضع لعملية (شبكية) لقلبه قبل عامين، إلا أن وضعه ازداد سوءاً في الآونة الأخيرة. ووريدات متزوج وله ابنتان، أصغرهما كارين، التي لم تر والدها إلا من خلف القضبان، فقد كانت أمها حاملة بها، وكان وريدات قد اعتقل عام 1982، وكان عمره آنذاك السادسة عشرة، وحكم عليه بالسجن 11 عاماً، وأطلق سراحه عام 1993، وكان في حالة صحية سيئة جداً بسبب مرض القلب الذي عانى منه خلال اعتقاله، وقد اعتقل مرة أخرى في العام 2002 وحكم عليه بالسجن لمدة 11 عاماً. وقد استنكر نادي الأسير، في تقريره أمس، هذا الإجراء التعسفي بحق الأسرى، فسياسة الإذلال التي تتبعها مديرية مصلحة السجون تؤكد مدى همجية الاحتلال، وأن الهدف الذي تسعى إليه هو الإذلال والقهر والقمع، ونناشد كل المعنيين لوضع حد للانتهاكات التي تجري بحق أسرانا، مع تأكيد الأسرى على الاستمرار في ممارسة هذا النضال المشروع وتحديدا معركة الأمعاء الخاوية حتى ينالوا حقوقهم العادلة. على صعيد آخر تعهد السكرتير العام للأمم المتحدة بان كي مون في وقت متأخر من يوم أمس بمواصلة جهوده لإيجاد حل لعملية السلام في الشرق الأوسط وأنها ستبقى من الأولويات خلال فترة رئاسته الثانية لمنظمة الأممالمتحدة. وحذر بان في مؤتمر صحفي عقد بعد أن رشحته الجمعية العامة لفترة رئاسة ثانية تبدأ في يناير المقبل من عدم إحراز تقدم في عملية السلام في الشرق الأوسط أمام غياب المرونة والقيادة السياسية. وقال: “أتعهد بالتزامي الكامل كوني عضواً في اللجنة الرباعية وسكرتيراً عاماً للأمم المتحدة وسيبقى التزامي من أولويات عملي”. وتحدث بان قائلاً: “سيتطلب هذا الأمر المساندة والمرونة من أجل رؤية أكبر لتحقيق الرفاه والسلام لجميع الأشخاص في العالم العربي والشرق الأوسط وأنه يتعين عليهم إظهار القيادة السياسية والمرونة من أجل إحراز تقدم في عملية السلام”. وأضاف: “سأواصل جهودي من أجل عملية السلام وأنا ملتزم بها تماماً”.