نال الوسام الذهبي لصنعاء عاصمة الثقافة العربية 2004م، وجائزة الشاعر الأفضل حضوراً في مسابقة شاعر المليون في نسختها الأولى، غنى له فنان العرب محمد عبده، ويطمح أن يصل بصوته الشعري النبطي إلى كل العالم. الشاعر اليمني سلطان مجلي ولد بمديرية جبن بمحافظة الضالع قبل أكثر من ثلاثين عاما، وترعرع في أسرة مفعمة بالشعر، وكان معلمه الأول شقيقه الأكبر الشاعر والروائي عبد الناصر مجلي، إلا أن هاجسه أبى إلا التمرد والتميز بلونٍ ومكانٍ جديدين محلقاًً في فضاءات الجزيرة ليستقر في الشقيقة الإمارات العربية المتحدة وهو لم يتجاوز التاسعة من عمره. تشرّب لهجة الصحراء وثقافة بداوة الجزيرة العربية مكتسباً لونها فنظم شيطانه قصيدة الشعر النبطي المرصعة بمفردات بيضاء طوعها؛ ليجعلها قريبة من لهجة الإنسان العربي بمختلف مشاربه.. يقول الشاعر مجلي في حديثٍ لوكالة الأنباء اليمنية (سبأ): رأيت أن أخذ خطاً مختلفاً عن أسرتي التي تضم من ينظم الشعر بالفصحى والشعبي، وبحكم إقامتي بدولة الإمارات وتأثري بما أقرأه وأسمعه عن الشعر النبطي الذي شدني إليه حتى صارت لغتي ومفرداتي شعبية نبطية تجسدت في قصائدي. ويوضح أن بدايته الفعلية تبلورت عندما نُشرت له أول قصيدة في وسيلة إعلامية عبر ملف "بوح القوافي"، الذي كان يشرف عليه شاعر الإمارات على الخوار بمجلة الأسرة في تمام الألفية الثانية بعنوان " أموات الحروف " بعدها أصدر ديوانه الصوتي في 2005م، بعنوان " أربعة في أربعة ". يفخر الشاعر سلطان مجلي بالوسام الذي قلده إياه وزير الثقافة السابق خالد الرويشان، يقول: كثيرة هي الجوائز التي حصدتها لكني اعتز وافتخر بوسام صنعاء الثقافي الذي منحني إياه الإنسان الرائع خالد الرويشان، وهو المعروف بسعة ثقافته، ودعمه لكل جوانب العمل الثقافي، فضلاً عن أن هذا الوسام لم يمنح لأي شاعر شعبي. ويشير إلى فوزه في المسابقة التلفزيونية "شاعر المليون" في نسخته الأولى بحصوله على جائزة الشاعر الأفضل حضوراً، والتي تعتمد التميز في " الإلقاء، الكاريزما، المقدرة على شد الجمهور" فضلاً عن قاعدة اكتمال شروط القصيدة، معتبراً "المقدرة على الإلقاء نصف القصيدة". * تجربته الشعرية: وعن تجربته مع الشعر النبطي يقول سلطان: سعيت لتقريب قصيدتي النبطية إلى اللهجة البيضاء التي يفهمها المواطن العربي في أي بلد وبحكم أني عربي فإنني أتعامل مع أي مفردة عربية من أي لهجة مبتعدا عن المفردات الشعبية المنغلقة على أي لهجة معتبرا ذلك هو طريقه للتفرد بين نظرائه في الخليج والشعراء الشعبيين في الوطن العربي، وذلك من خلال بناء قصيدة سلسة بلهجة شبه مفهومة لدى الجميع. * الساحة الثقافية في اليمن: ويعلق الشاعر على المشهد الثقافي اليمني بقوله: أرى أن المشهد الثقافي اليمني يضج بالمبدعين الذين يملؤوا بطموحهم الآفاق لكن للأسف الشديد لا يوجد دعم "معنوي، مادي، إعلامي" لهذا المبدع اليمني والدليل على ذلك انه عندما يخرج هذا المبدع من اليمن ينجح على الرغم من أن هناك في الداخل من لديه أضعاف ما يملكه من إبداع لكنهم مطمورين. ودعا الجهات المعنية لإعادة النظر في وضع هذا المشهد، منوها بأهمية تبني المبدع اليمني من قبل الجهات المعنية والاهتمام به كونه يجسد الصورة الحقيقية لوطنه التي لابد أن تُنقل للوطن العربي وللعالم. ويؤكد أهمية دور الإعلام في إشهار وإنجاح أي عمل؛ وإلا فإنه يكون محصوراً بمكان إقامته. ويشير إلى قصور المشاركة اليمنية في المهرجانات الدولية والفعاليات الدورية في الوطن العربي، فضلاً عن انتقائية تلك المشاركات وحضرها في شخوص بعينهم دون البقية. * القصيدة الأغنية: الشاعر سلطان مجلي ينظم القصيدة الغنائية، وله أعمال مغناة منها يتغنى بها عدد من الفنانين، ومن أبرزهم فنان العرب محمد عبده بما فيها أعمال نزلت في ألبومات أو تغنى بها فنانون في مهرجانات أبرزها أغنية "يوه" في ألبوم الفنان الإماراتي حسين الجسمي الأخير وتلحين الفنان الإماراتي فايز السعيد، مضيفاً: كما تعاونت مع الفنان الإماراتي عيضة المنهالي والفنانة أحلام وغيرهم. وحول الجديد في تجربته يشير إلى مجموعة أعمال مع عدد من الفنانين منها دويتو للفنانين عبد الله الرويشد وأحلام وسندباد الأغنية العربية راشد الماجد في أغنية من ألحان فايز السعيد وأخرى للفنان حربي العامري والفنان البحريني سلمان حميد والفنانة عريب وغيرهم. ويحدثنا الشاعر عن هواياته، والتي كان أولها الرسم التي انتقل بعدها من رسم الصورة باللون إلى رسمها بالحرف، وذلك قبل أن ينظم الشعر، بالإضافة إلى تجربته في التلحين يقول: كانت لي تجربة في المهرجانات لشباب أصواتهم جميلة، ولم تتح لهم الفرصة لإبراز مواهبهم فحاولت تبنيهم بالإمكانيات الموجودة، واضطررت إلى تلحين بعض الأعمال كانت ثلاثة أو أربعة أعمال ونزل منها عمل واحد من الحاني ومن كلمات الشاعر على الخوار، وغناها الفنان العراقي حسام كامل بعنوان "الله خلق". وعن العلاقة بين الشعر النبطي والشعبي اليمني يقول الشاعر: الشعر الشعبي في أي مكانٍ هو لغة الشعب ومواجعه ومواضيعه وآلامه وأفراحه، أما الشعر النبطي فهو الذي عُرف به الأنباط وهم قبائل غادرت شبه الجزيرة العربية إلى كثير من البلدان في المغرب وليبيا وغيرها، وحاولوا الاحتفاظ بتراثهم ولهجتهم وعاداتهم وتقاليدهم بكتابة الشعر بلهجتهم الأصلية فحافظوا عليه حتى الآن، مضيفاً: لا يوجد فرق بين الشعر النبطي والشعبي باستثناء الاختلاف في اللهجة. وعن حنينه للوطن يقول الشاعر: الحنين إلى الوطن واجب على كل شاعر أن يطرقه، وأنا كتبت قصيدة بعنوان "وطن" أهديتها لفخامة الرئيس علي عبد الله صالح، ولليمن وطناً وشعباً أقول في مطلعها: وطن وطن لو جيتك بقلبي ترى والله ما جبته ولكن ما تركته لن لك نصفه ولك ما به لأنك عايش في نصفه وفي نصفه وطن عشته يمن إنت وإمارات المحبة حبي أحيا به