انطلاقاً من المسئولية الاجتماعية التي تستوجب عليها المشاركة في تنمية وتأهيل وحماية المجتمع، والعمل على تقدمه وتوعيته، تنفذ مؤسسة صناع الحياة – تعز حالياً مشروع حماية الأطفال في حالة الطوارئ، بدعم من منظمة الأممالمتحدة للأمومة والطفولة ( اليونيسيف).ويأتي مشروع حماية الأطفال في حالة الطوارىء في ظل الأوضاع التي تشهدها الساحة اليمنية، حيث يتعرض فيها الأطفال للعديد من الأمور التي تحول دون تمتعهم بطفولتهم، ونتيجة لانشغال الكبار بالأوضاع فإنهم لا يدركون العنف الموجه للأطفال، لذا فإن الهدف من خلال هذا المشروع يكمن في رفع التوعية بحقوق الأطفال والتعامل معهم في حالة الطوارىء، وتنفيذ أنشطة ترفيهية. مكونات المشروع ويتضمن المشروع العديد من الأنشطة الميدانية والتوعوية والتأهيلية، على مستوى محافظة تعز، تبدأ بتدريب عدد من الشباب المنضمين لفريق عمل المشروع، بالإضافة إلى تأهيل عقال الحارات، وتكوين لجان ميدانية من العقال تتبنى مسئولية حماية الأطفال من الاستخدامات التي تمنعهم من التمتع بحقوقهم كأطفال. بالإضافة إلى تدريب وتأهيل أخصائيين اجتماعيين في المدارس الابتدائية بالتعاون مع مكاتب التربية والتعليم في المديريات. وكذا توعية أولياء الأمور بخطورة مشاركة أطفالهم في أعمال تفوق سنهم وأعمارهم وبالتالي قدراتهم وإمكانياتهم العقلية والجسدية، وتنفيذ حملات توعوية وإرشادية في المدارس لتوعية الأطفال بخطورة ممارسة أنشطة تتعدى قدراتهم، ولا تسهم في خدمتهم. ولم يغفل المشروع تقديم أنشطة ترفيهية للأطفال دون سن الثامنة عشرة، نظراً لما يمثله الترفيه واللعب من أهمية قصوى في حياة الطفل، باعتباره حقاً من حقوقه، كفلته له المواثيق والعهد الدولية. الإنجازات تم تدريب وتأهيل 40 شخصاً من فريق العمل في كيفية التعامل مع الأطفال في حالة الطوارىء وبعض المهارات الحياتية اللازمة لتنفيذ المشروع عقدت في مقر المؤسسة. وكذا تأهيل وتدريب 20 من عقال الحارات في كيفية التعامل مع الأطفال في حالة الطوارىء وبحقوق الطفل وتشكيل لجان مجتمعية للرصد، الأمر الذي ساهم في توعية فئة مؤثرة في المجتمع وتلعب دوراً في الأحداث الحالية. بالإضافة إلى تدريب عدد 191 من أولياء الأمور (آباء وأمهات) على كيفية التعامل مع الأطفال في حالة الطوارىء في كل من مدرسة الشهيد أحمد فرج في المطار القديم مسجد الإمام البخاري الضربة مسجد عمر بن عبدالعزيز الكمب مسجد بازرعة العسكري، ولقيت مواضيع التدريب استحسان الآباء والأمهات، حيث لامس التدريب اهتمامهم وأثيرت العديد من النقاشات حول قضايا أطفالهم والاهتمام برعايتهم وتوفير بيئة آمنة لهم وإعطائهم حقوقهم في اللعب والترفيه وتقديم الدعم النفسي لهم وحمايتهم من التعرض لأي انتهاك. وتأهيل تدريب 102 أخصائي في كيفية وتقديم الدعم النفسي للأطفال وحماية الطفل في حالة الطوارىء في كل من: دار الأحداث بنين السجن المركزي - مجمع الرعاية الاجتماعية - مؤسسة صناع الحياة الكمب، الأمر الذي فتح قناة اتصال سهلة للوصول للأطفال الذين يحتاجون للدعم النفسي. كما تم تنفيذ أنشطة ترفيهية لعدد 262 طفلاً بنسبة (بنين وبنات) في بعض الألعاب والأنشطة الرياضية في كل من حديقة التعاون في الحوبان ومنطقة الضربة في مديرة المظفر. وكذا تنفيذ مسابقة للرسم لعدد 66 طفلاً في مدرسة جنة المعارف، ورصد حالات 1077 حالة انتهاك تعرض لها الأطفال تحت سن 18 عاماً. تنسيق وتشبيك المشروع حظي باحتفاء مجتمعي ورسمي وأهلي، حيث شهد تعاوناً وتفاعلاً من قبل بعض المؤسسات الرسمية والحكومية والشعبية، من مدارس ومستشفيات ، ومراكز ودور ومنظمات مجتمعية ، ومساجد، ونقابات مهنية، بالإضافة إلى تفاعل إدارة أمن محافظة تعز مع المشروع وتشجيعها من خلال توفير عدد من المستفيدين من المشروع، الأمر الذي يعكس حرص تلك الجهات والمؤسسات المشاركة على حقوق أطفال اليمن، ومبادرتهم في الحفاظ على رجال الغد وحمايتهم. استمرار رغم الصعوبات ومن المقرر أن يستمر البرنامج في تنفيذ الأنشطة والفعاليات المشار إليها أعلاه، كمرحلة ثانية من المشروع، وذلك خلال الفترة من منتصف يوليو الحالي وحتى ذاته الشهر ذاته، بالرغم من وجود العديد من الصعوبات والعوائق التي حالت دون تحقيق نتائج أكثر إيجابية، مثل تردي الأوضاع الأمنية، وتنفيذ المشروع في وقت الامتحانات الدراسية، وإغلاق بعض المدارس ودعم تعاون البعض الآخر، وغيرها من الظروف والصعوبات التي لم توهن في عضد فريق عمل المشروع الذي سعى إلى توعية المجتمع وفئاته المختلفة بضرورة حماية الأطفال؛ كونهم رجال المستقبل وبناة الوطن وعماد الأمة وعليهم يعول الجميع آمالاً كبيرة إذا ما حصلوا على حقوقهم، وأولى تلك الحقوق الحق في الحماية والعيش بسلام كأطفال طبيعيين.