لامس الذهب في تعاملات أمس مستوى قياسياً مرتفعاً متجهاً صوب 1600 دولار للأوقية، ومحققاً أطول موجة مكاسب له فيما لا يقل عن أربعة عقود مع استمرار المخاوف بشأن أزمة ديون منطقة اليورو وتنامي خطر تخلف الولاياتالمتحدة عن سداد ديونها السيادية. وارتفع السعر الفوري للذهب في التعاملات الآسيوية أمس إلى ذروة قياسية عند 1598.41 دولاراً للأوقية (الأونصة) وسجلت العقود الآجلة للذهب ارتفاعاً قياسياً أيضاً عند 1599.2 دولاراً. ويتنامى الإقبال على الذهب كمخزن آمن للقيمة مع استمرار الخلاف بين المشرعين الأميركيين من الجمهوريين والديمقراطيين بشأن وضع خطة لرفع سقف الاستدانة الأميركية، حيث إن فشل أميركا في رفع سقف الاستدانة من شأنه أن يؤدي لعجز حكومي غير مسبوق عن السداد وهو الأمر الذي قد يلحق ضرراً خطيراً بالأسواق الأميركية والأسواق العالمية ويعود بأكبر اقتصاد في العالم إلى هوة الركود. وتشير تكهنات جديدة إلى إمكانية وصول المعدن الأصفر ليس فقط إلى مستوى ألفي دولار للأوقية بل ذهبت إلى مستوى خمسة آلاف دولار كما قدرت مؤسسة كابيتال إيكونومكس الدولية التي تعد واحدة من أكبر المؤسسات الاستشارية المالية في العالم. ويعزى تنامي أسعار المعدن الأصفر إضافة لأزمة الاستدانة الأميركية إلى استمرار أزمة الديون السيادية الأوروبية التي تهدد بالانتقال إلى دول أخرى في المنطقة. ومن العوامل الداعمة لسعر الذهب منذ الأزمة المالية العالمية تنامي مشتريات البنوك المركزية الكبرى من هذا المعدن رغبة في تنويع احتياطياتها بعيداً عن العملات. وبالنسبة للمعادن النفيسة الأخرى ارتفعت الفضة في المعاملات الفورية أمس إلى 39.95 دولاراً وهو أعلى سعر لها منذ الرابع من مايو أيار الماضي، ويتصدر المعدن أداء المعادن النفيسة منذ مطلع العام الحالي بزيادة 29 %. وارتفع البلاتين بنسبة 0.43 % ليصل إلى 1755.5 دولاراً، في حين تقدم البلاديوم 1.25 % ليصل إلى 780.6 دولار.